حاز فيلم “رحلة خلف الركام” الجائزة الكبرى لفئة صحة الطوارئ والمهاجرين واللاجئين بمهرجان “الصحة للجميع” السينمائي الخامس لعام 2024، الذي أقامته منظمة الصحة العالمية (WHO) في 26 من أيار الماضي.
ينقل الفيلم قصة لاجئة سورية نجت من الزلزال في مدينة أنطاكيا جنوبي تركيا، عبر مشاهد مصورة تظهر قوة وحجم الآثار التي تركها زلزال شباط 2023، الذي ضرب جنوبي تركيا وعدة مدن سورية.
الفيلم سجل في تركيا وشمالي سوريا وهو من إنتاج شركة “TRENDX” السورية وصُور لمصلحة منظمة الأطباء المستقلين (IDA)، ونافس 940 فيلمًا آخر من 110 دولة حول العالم.
يسرد الفيلم في دقائقه الأولى قصة الناجية السورية ولاء من تحت الأنقاض مع طفلتها بعد أن علقتا لأكثر من خمسة أيام متواصلة، على الرغم من أن أخاها حاول إنقاذ طفلها الوحيد والركض باتجاه درج المبنى ليفشل ويفقدا الحياة معًا إثر انزلاق قدمه.
ويبدأ الفيلم من رحلة الشابة تحت الأنقاض لتبدأ المعاناة بفقدانها للذاكرة قرابة الشهر، وما عاشته من أوقات صعبة تحت الركام مع طفلتها، ليختار مخرجو الفيلم الانتقال لوضع الشابة الطبي عبر إجراء مقابلة مع طبيبها الذي سرد حالتها عند الوصول إلى المركز الطبي والإجراءات التي عملوا عليها لتحسين حالتها.
ركز مخرجو الفيلم على رحلة علاج بطلة الفيلم التي خطت خطواتها الأولى بشكل مستقل، بعد متابعة علاج استمرت لأكثر من عام مع “منظمة الأطباء المستقلين” (IDA) التي تعمل في شمالي سوريا ومناطق جنوبي تركيا التي تضررت من الزلزال.
شارك بإخراج وإنتاج الفيلم القصير ثلاثة شبان سوريين، هم مؤمن سيد عيسى وأثير سالم ومحمد دعبول، وشارك في التصوير خمسة شبان، منهم المخرج محمد دعبول، وذلك كون الفيلم صُور في تركيا ومناطق الشمال السوري.
وعن اختيار اسم الفيلم أوضح المخرج السوري محمد دعبول لعنب بلدي، أن الاسم كان يجب أن يصف الكارثة الكبيرة التي عاشها السوريون إثر الزلزال، إضافة إلى فهم ما بقي خلفها من قصص.
وأشار المخرج إلى أن الفيلم جاء دلالة على أن الشعب السوري لديه الإصرار الكافي على الاستمرار بالحياة، رغم كل المآسي حتى وإن كان سببها الزلزال.
مهرجان “الصحة للجميع”
تعرّف منظمة الصحة المهرجان بأنه يهدف لتغطية مجموعات واسعة من المواضيع الصحية وقصص تُروى من جميع المناطق بأنحاء العالم، وغالبًا ما تكون من زوايا اجتماعية أو ثقافية وبيئية لمساعدة الجمهور على اكتشاف المزيد حول التنوع العالمي للتحديات والحلول الصحية.
ويعتمد مهرجان “الصحة للجميع” على اللغتين البصرية والسمعية، وهما من العناصر الأساسية في نهج التواصل من أجل التأثير الصحي الذي تتبعه منظمة الصحة العالمية.