انقطاع الإنترنت يعرقل حياة السكان في رأس العين
تشهد مدينة رأس العين شمال غربي الحسكة انقطاعًا مستمرًا في خدمة الإنترنت لليوم الخامس على التوالي، ما تسبب بأزمة كبيرة وأضرار مادية وآثار اجتماعية لسكان المدينة.
ويعاني السكان من صعوبة في التواصل، كما تعطلت الأنشطة التجارية والخدمات الأساسية التي تعتمد على الإنترنت، مثل الخدمات المصرفية، أهمها عدم قدرة بعض المواطنين على تسلم الرواتب من مركز البريد التركي (PTT)، وتوقف الحوالات المالية.
غاب الإنترنت بشكل شبه كامل عن مدينة رأس العين خلال الأيام الأربعة الماضية، وعاد إلى بعض الأحياء، لكنه لا يزال غائبًا عن بعضها الآخر، بينما أرجع أصحاب الشبكات السبب إلى سوء الأحوال الجوية.
وحصلت عنب بلدي على أسعار باقات الإنترنت التي تتغير باستمرار في رأس العين، حيث يبلغ سعر الباقة بسرعة 1 ميجا 10 دولارات أمريكية، بينما يبلغ سعر باقة 4 ميجا 14 دولارًا أمريكيًا، وباقة 8 ميجا 20 دولارًا أمريكيًا، وباقة 10 ميجا 25 دولارًا أمريكيًا، وتصل أعلى باقة وهي 20 ميجا إلى 35 دولارًا أمريكيًا.
تعطيل أعمال وانقطاع تواصل
يعتمد العديد من سكان رأس العين على الإنترنت في حياتهم اليومية، لا سيما في استقبال الحوالات المالية من تركيا وأوروبا التي يرسلها أبناؤهم لهم.
كما يستخدم قسم آخر الإنترنت للتواصل مع أهلهم وأقاربهم الموجودين في المناطق الأخرى، وذلك في ظل وجود عدة قوى تسيطر على سوريا، وحتى التواصل مع من هم خارج سوريا.
عدنان المالك صاحب محل للحوالات المالية، قال لعنب بلدي، إن انقطاع الإنترنت عن المدينة أثر على عمل مكاتب الحوالات وعلى السكان، كون الحوالات المالية تعتمد على الإشعارات المرسلة من المناطق الأخرى.
وأوضح أن الانقطاع المستمر ترك الأهالي الذين ينتظرون حوالات في ضيق مالي، مضيفًا أن هذا الوضع أجبره على الاعتماد على الشبكة التركية، التي تكون في غالب الأحيان ضعيفة، ولا تعمل بالشكل المطلوب لتسلم إشعار الحوالة.
وذكر أنه رغم تسديده فواتير الإنترنت بتكلفة 20 دولارًا أمريكيًا شهريًا، لم يتلقَّ خدمة جيدة من أغلب موردي الإنترنت في رأس العين.
مروى سلمان وهي جامعية من رأس العين تدرس عن بعد (أونلاين) نظرًا لعدم وجود جامعات في المدينة، قالت إن الانقطاع المستمر في الإنترنت أثر على دراستها، وفاتتها العديد من المحاضرات خلال الأيام الثلاثة الماضية.
وتخشى الطالبة من استمرار انقطاع الإنترنت ومن رداءة جودته، وذكرت أنها جربت العديد من شركات الإنترنت، لكنها لم تحصل على خدمات جيدة أو اتصال مستقر.
واشتكى حسن المحمد وهو صاحب محل لصيانة الحواسيب من انقطاع الإنترنت، وقال لعنب بلدي، إن ذلك كبّده خسائر مادية كبيرة.
وأوضح أن عمله يعتمد بشكل رئيس على الإنترنت، حيث يتطلب تنزيل بيانات وأنظمة خاصة في الحواسيب، ما أدى إلى توقف عمله بشكل كامل.
وأضاف أنه في الوقت الحالي يعتمد على الشبكة التركية، التي تعتبر ضعيفة ولا يمكن الاعتماد عليها في تنزيل البيانات والأنظمة، مشيرًا إلى ضرورة إعادة تشغيل الإنترنت في المدينة في أقرب وقت، حتى لا يضطر إلى إغلاق محله في الأيام المقبلة.
صاعقة رعدية تعطل الإنترنت
عدنان حميد، صاحب شركة إنترنت في رأس العين، قال لعنب بلدي، إن الشبكة انقطعت خلال الأيام الأربعة الماضية بسبب عطل في الموزع الأساسي للمدينة نتيجة صاعقة رعدية أدت إلى تلفه.
وأوضح أن صيانة هذا العطل تتطلب وصول قطع الغيار الخاصة بالإنترنت من تركيا، نظرًا لعدم توفر هذه القطع في المنطقة، مضيفًا أن الشركة تعمل على إيجاد حلول بديلة، منها توصيل الإنترنت عبر الموزع القديم، لكن سرعته ليست جيدة وغير مستقر.
وذكر أن الإنترنت بدأ يعمل في بعض أحياء المدينة وسيعود بشكل كامل تلقائيًا بعد وصول الموزع الأساسي لرأس العين.
ويبلغ عدد سكان رأس العين 115 ألف نسمة، ومساحتها 23 ألف كيلومتر مربع، ويحتاج سكانها إلى الإنترنت لعديد من القطاعات، كشركات تحويل الأموال، ومحال الهواتف النقالة، وغيرها.
ويجري تحديد الأسعار من قبل الشركات الموردة للإنترنت وفق اتفاقيات بين المورد والموزع المحلي، إذ يعتبر الموزعون المحليون المستفيد الأول من ارتفاع الأسعار، ويحصلون على أرباح أكبر كلما ارتفعت الأسعار.
وتقع رأس العين وتل أبيض بمحاذاة الحدود التركية، ويسيطر عليهما “الجيش الوطني السوري” المدعوم تركيًا، ومظلته السياسية “الحكومة السورية المؤقتة”، وتحيط بهما جبهات القتال مع “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، وتعتبر الحدود التركية منفذها الوحيد نحو الخارج.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :