في آخر إحاطاته المباشرة أمام مجلس الأمن
غريفيث: معاناة السوريين مستمرة بشكل “طاحن”
أعلن وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن غريفيث، عن مغادرته منصبه في نهاية حزيران المقبل بعد ثلاث سنوات من توليه المنصب.
وقدّم غريفيث، الخميس 30 من أيار، آخر إحاطة مباشرة ضمن مجلس الأمن حول الأوضاع الإنسانية في سوريا.
وقال غريفيث، “هذه آخر إحاطة وجاهية شخصية أمامكم، وإن لم تكن آخرها افتراضيًا قبل أن أغادر منصبي مع نهاية حزيران”.
انخرط غريفيث في العمل الإنساني الأممي بالملف السوري في وقت مبكر من عمر الثورة السورية، وتعامل مع ثلاثة مبعوثين أمميين خاصين، وعمل مبعوثًا خاصًا، ونائب بعثة الأمم المتحدة للمراقبة في سوريا بين 2012 و2014، وأشار في الوقت نفسه إلى أربع زيارات أجراها إلى سوريا خلال عمله، وهي أكثر من أي أزمة أخرى شارك بها بصفة رسمية، ولمس مدى شدة الأزمة، وفق تعبيره.
معاناة السوريين مستمرة
“يؤلمني أن معاناة السوريين مستمرة بشكل طاحن، والشعب السوري بحاجة إلى المزيد من المساعدات الإنسانية، 16.7 مليون بحاجة مساعدات إنسانية وأوضاعهم تتدهور عامًا تلو الآخر، وهي أزمة قوامها الحماية، يقتل الأطفال والنساء والفتيات ويخشين على سلامتهن، وهناك أكثر من 7 ملايين نازح في سوريا”، قال غريفيث.
وشدد على ضرورة استمرار وصول المساعدات عبر الحدود وعبر الخطوط، منوهًا إلى أن كل المعابر مطلوبة لمرور المساعدات، دون تحديدها زمنيًا بأشهر بل وفق الاحتياجات واستمرارها، في ظل تراجع الحالة الإنسانية في شمال شرقي سوريا وشمال غربي سوريا، ونقص التمويل المخصص للاحتياجات الإنسانية في سوريا، وأهمية الدعم المستمر للشعب السوري.
غريفيث لفت إلى تراجع حاد في تمويل خطة الاستجابة الإنسانية في سوريا، قائلًا، “هناك انخفاض مطّرد في خطة الاستجابة الإنسانية من 55% في 2021، إلى 39% في 2023، مع انتظار الوفاء بتعهدات العام الحالي، نحن في منتصف العام، والاستجابة الإنسانية في سوريا ممولة بـ9% فقط، لم نصل إلى هذا السوء أبدًا في نسبة تمويل الخطة”.
وشدد المسؤول الأممي على أن الاستجابة الإنسانية ضرورية لإنقاذ الأرواح وتخفيف المعاناة، لكن لا يمكنها أن تكون حلًا للأزمة، فالحل الوحيد المستدام هو ما ورد في القرار “2254”.
أربع زيارات واعتراف بخذلان
أجرى مارتن غريفيث خلال فترة عمله الإنساني الأممي التي استمرت لثلاث سنوات أربع زيارات إلى سوريا، الأولى في آب 2021، وكانت ضمن جولة شملت أيضًا لبنان وتركيا.
وقال حينها، إن هذه الزيارة ستتيح له فرصة لإلقاء نظرة ثاقبة مهمة بشأن تعقيدات الوضع الإنساني في المنطقة، والتحديات المقبلة، وكيف يمكن للمنظومة الإنسانية معالجتها.
كما أجرى ثلاث زيارات في 2023 إلى سوريا، منها اثنتان بعد وقوع زلزال 6 من شباط الذي ضرب سوريا وتركيا.
في 26 من كانون الثاني، زار دمشق، والتقى رئيس النظام السوري، بشار الأسد، وتناول اللقاء حشد الجهود لدعم مشاريع التعافي المبكر المرتبطة بعودة اللاجئين السوريين ومتطلباتها، وإبقاء ملف اللاجئين في إطاره الإنساني والأخلاقي، وفق ما ذكرته “رئاسة الجمهورية” عبر “تلجرام”.
كما زار سوريا، في 13 من شباط، وتمحور اللقاء الذي أجراه مع الأسد حول تداعيات الزلزال، والاحتياجات الإنسانية الطارئة للشعب السوري، لتخطي هذه التداعيات.
في 21 من آذار، التقى الأسد أيضًا في دمشق، وناقش الخطوات والإجراءات العملية التي يمكن أن يكون لها تأثير ونتائج مباشرة على مسار التعافي من التداعيات التي خلفتها كارثة الزلزال في مختلف القطاعات.
غريفيث الذي يتجه لاختتام مسيرته العملية بالتقاعد نهاية الشهر المقبل، اعترف، في 12 من شباط 2023، بخذلان الأمم المتحدة للسوريين شمال غربي سوريا.
وقال حينها، “لقد خذلنا حتى الآن الناس في شمال غربي سوريا”، وأضاف، “إنهم محقون في شعورهم بالتخلي عنهم”، موضحًا أنه يبحث عن المساعدات الدولية التي لم تصل.
وبيّن المسؤول الأممي أن واجبه والتزامه هو تصحيح هذا الفشل بأسرع ما يمكن “هذا هو تركيزي الآن”، وفق تعبيره.
وجاء ذلك بعدما حمّل مدير منظمة “الدفاع المدني السوري”، رائد الصالح، الأمم المتحدة المسؤولية عن تأخر وصول المساعدات إلى الشمال إثر وقوع الزلزال.
وخلال مؤتمر صحفي عقده في 10 من شباط، أكد الصالح مطالبته المندوب الأمريكي في مجلس الأمن بفتح تحقيق للوقوف على أسباب تقصير الأمم المتحدة بإيصال المساعدات إلى الشمال السوري.
اقرأ المزيد: مسؤول أممي سابع أيام الزلزال: خذلنا الناس شمال غربي سوريا
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :