قطع الإنترنت خلال الامتحانات يعرقل أعمال المواطنين في سوريا
“انتزع يومي بالكامل”، تصف (رهف 29 عامًا) وضعها يوم الأحد 26 من أيار، الذي وافق أول يوم في امتحانات الشهادة الثانوية، حيث بدأ قطع الإنترنت منذ الساعة السادسة صباحًا واستمر حتى الـ11 صباحًا ذلك اليوم.
الشابة التي تقيم في العاصمة دمشق وتعمل مديرة تحرير في أحد أقسام مدونة أعمال مقرها دولة الإمارات، وجدت نفسها مضطرة لتبرير الأمر لمديرها في المدونة، كذلك لمديرها الآخر الذي تعمل لديه في إحدى الشركات ومقرها السعودية.
وقالت إن “يومي انضرب”، وأضافت أنها كانت معتادة على الاستيقاظ فجرًا للعمل، إلا أنها لم تتمكن من النوم حتى تنهي كل أعمالها عند السادسة صباحًا، ثم استيقظت عند العاشرة تمهيدًا للبدء مجددًا مع عودة الإنترنت، واضطرت للعمل في فترة كانت تعتبرها فترة راحتها، ما تسبب لها بإرباك كبير.
لا توجد خسائر مادية نتيجة قطع الإنترنت، كما قالت الشابة التي تعمل بدوامين يوميًا، وأضافت أن المديرين خارج سوريا يدركون الوضع، بالمقابل باتت حجج الإنترنت ثقيلة عليهم حتى لو كانوا سوريين، إلا أنهم يقبلون بالواقع.
وينقطع الإنترنت والاتصالات بمواعيد متفاوتة طيلة فترة امتحانات الشهادتين الثانوية والإعدادية، حتى يوم 13 من حزيران المقبل، إذ قالت “الشركة السورية للاتصالات“، إن قطع الاتصالات يبدأ في أيام تقديم المواد الامتحانية من الساعة الثامنة وحتى التاسعة والنصف صباحًا كحد أقصى والإنترنت من الساعة السادسة وحتى الـ11 صباحًا كحد أقصى، وذلك حسب المادة الامتحانية المقدمة.
وذكرت الشركة في بيان لها أن هذا الإجراء جاء استجابة لطلب وزارة التربية من “أجل تحقيق العدالة والنزاهة في سير العملية الامتحانية”.
أضرار وخسائر
خسر ماهر (26 عامًا) خريج كلية الاقتصاد، فرصة العمل التي انتظرها طويلًا، نتيجة قطع الاتصالات والإنترنت يوم الأحد بسبب امتحانات الثانوية.
وشرح الشاب الذي يقيم بريف حماة ما جرى معه، حيث كان قد حجز في “البولمان” للسفر إلى دمشق عند الساعة التاسعة صباحًا، وبسبب وضع النقل في قريته فهو معتاد على طلب “تاكسي” لتقله إلى “كراج البولمان”، وحين حاول الاتصال بالسائق لم يستطع فقد كان نسي موضوع قطع الإنترنت، ولم ينسق معه قبل يوم.
مقابلة العمل التي كان موعدها عند الساعة الثانية ظهرًا في إحدى شركات التأمين بالعاصمة دمشق، فاتته نتيجة هذا الحدث، وخسر فرصته، إذ إن الشركة لم تقبل عذره ورفضت تحديد موعد جديد للمقابلة.
وقال ماهر إنه يتحمل جزءًا من المسؤولية لأنه لم ينتبه، إلا أنه ليس من المنطقي أو المقبول أن يخسر فرصته نتيجة قطع الإنترنت، متسائلًا “ألا يوجد أي حل لإلغاء الغش سوى بقطع الاتصالات والإنترنت؟”
وتبقى المعاناة الأكبر بالنسبة للموظفين الذين ينتظرون الحصول على رواتبهم، حيث تغيب الشبكة عن الصرافات الآلية وجميع المصارف ما يتسبب بعرقلة العمل وإعاقة عمل المراجعين والمراجعات.
كذلك الحال بالنسبة لطلاب الجامعات الذين يحتاجون الإنترنت للحصول على معلومات دراسية معينة، كحال طلاب الهندسة المعلوماتية، كما ذكرت ريما (19 عامًا) تدرس في جامعة “تشرين”، والتي قالت إن قطع الإنترنت تسبب بإرباك كبير لها، وأضافت أنها ستعتاد على الأمر خلال الأيام المقبلة.
العاملون بنظام العمل عن بعد غالبًا هم أكثر المتضررين من قطع الإنترنت، كحال سلافة (38 عامًا) من طرطوس التي تعمل في “التصميم الغرافيكي”، وقالت إن قطع الإنترنت يتسبب بضغط كبير لها، فرغم قبول الشركة التي تعمل بها للواقع السوري، لا تقبل أن يتراجع العمل.
وأضافت أن الشركة مرنة لناحية موعد التسليم، بمعنى أنه يسمح لها أن تتأخر لكن يجب أن تسلم كل المطلوب منها، ما يتسبب لها بضغط كبير لاحقًا حين يعود الإنترنت.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :