أعلنت محافظة دمشق على لسان مدير الدراسات الفنية فيها، معمر دكاك، عن طرح دفتر شروط للاستثمار الخاص بـ”مشروع جسر الرئيس”.
وتشمل عملية إعادة التأهيل “الطينة والدهان والإنارة”، بالإضافة إلى فعاليات استثمارية ثقافية ومرافق خدمية.
ولم يعلن دكاك في تصريحاته التي نقلها موقع “أثر برس” المحلي اليوم، الأربعاء 29 من أيار، عن التكلفة النهائية لعملية إعادة التأهيل.
وقال إن المحافظة لن تتدخل بالتكلفة التي ستقع على عاتق المستثمر، ضمن نظام المناقصات، على أن يتم تنفيذ المشروع بعد أن يرسو العقد عليه وخلال ستة أشهر من توقيع العقد.
وفي 2023، قال دكاك إن مشروع التأهيل سيكلف ستة مليارات ليرة سورية.
وفق دكاك، تشمل عملية التأهيل، إلى جانب “جسر الرئيس”، الأرصفة وأعمال التزفيت ومرافق خدمية.
ويأتي إعلان المحافظة في ظل عملها على مشاريع خدمية متعددة في دمشق، أثارت الجدل لتكلفتها العالية وطول مدة إنجازها.
وفي نيسان الماضي، أعلنت المحافظة عن افتتاح “نفق المواساة” في العاصمة، بتكلفة وصلت لـ70 مليار ليرة سورية (حوالي 4.6 مليون دولار أمريكي)، وفق التصريحات الرسمية لمحافظة دمشق.
ما “جسر الرئيس”؟
يحتل “جسر الرئيس” موقعًا استراتيجيًا مهمًا وسط العاصمة دمشق، ويعلو شارعًا رئيسًا يضم فنادق عالمية والمتحف الوطني، بالإضافة إلى قربه من كليات تتبع لجامعة “دمشق”.
كما يقع بالقرب من دار “الأوبرا” والمعهد العالي للفنون المسرحية، والهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون.
ويصل الجسر الذي بدأت أعمال إنشائه في عام 1990 بين منطقتي البرامكة وأبو رمانة، ويقطع الشارع بين منطقتي ساحة “الأمويين” و”المزة” من جهة، وجسر “فيكتوريا” وساحة “المرجة” من الجهة الثانية.
ويبلغ كامل طول الجسر 400 متر، وارتفاعه 30 مترًا وعرضه 20 مترًا.
أما المنطقة الواقعة أسفل الجسر فتشهد تجمعًا لحافلات “الميكروباص” المختلفة التي تعذي خطوط المواصلات لمختلف المناطق في دمشق.
وتعاني المنطقة من سوء الخدمات وعدم الاهتمام بالنظافة، لكنها في المقابل تحتوي على “بسطات” لبيع الكتب، وغالبًا ما يوجد فيها كتب قديمة ومهمة بأسعار زهيدة، مقارنة بأسعار المكتبات.
في 2021، شهد الجسر عملية تفجير لحافلة مبيت عسكري، أدت إلى مقتل 14 عسكريًا، وفق وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
في العام التالي، كان الجسر مسرحًا لأحد أبرز المشاهد الخاصة بملف المعتقلين السوريين، عندما تجمّع مئات الأشخاص، بانتظار وصول حافلات تحمل المزيد من المعتقلين قادمين من سجن “صيدنايا” سيئ السمعة، بعد إصدار “عفو عام” ضم أحكامًا في قانون “مكافحة الإرهاب” لعام 2012.