إسرائيل استخدمت قنابل أمريكية في مجزرة رفح

آثار الدمار جراء قصف إسرائيل على مخيم في رفح بقنابل أمريكية- 26 من أيار 2024 (AFP)

camera iconآثار الدمار جراء قصف إسرائيل على مخيم في رفح بقنابل أمريكية- 26 من أيار 2024 (AFP)

tag icon ع ع ع

كشفت شبكة “سي إن إن” الأمريكية في تقرير لها اليوم، الأربعاء 29 من أيار، تفاصيل جديدة حول المجزرة التي ارتكبتها إسرائيل في مخيم النازحين بحي تل السلطان برفح جنوبي قطاع غزة الأحد الماضي.

وذكرت “سي إن إن” أن إسرائيل استخدمت قنابل “GBU-39” من طراز “سي دي بي” أمريكية الصنع لقصف مخيم النازحين في رفح، مؤكدة أن مثل هذا النوع من القنابل لا يمكن أن يستخدم في المنطقة التي استهدفها الجيش الإسرائيلي.

وشددت الشبكة على أن ذيل القنبلة الأمريكية الذي يبقى بعد انفجارها وُجد في مكان الاستهداف، وذلك بناء على تأكيدات خبراء بالأسلحة المتفجرة، قاموا بتحليل مقطع فيديو من مكان القصف جرى تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي.

وأفاد خبير بالأسلحة لـ”سي إن إن” أن قنابل “GBU-39” التي تصنعها شركة “بوينغ” الأمريكية، هي ذخائر عالية الدقة مصممة لمهاجمة أهداف ذات أهمية إستراتيجية، مشيرًا إلى أن استخدام ذخائر بهذا الحجم سيؤدي إلى مخاطر في منطقة مكتظة بالسكان.

فيما أوضح العضو البارز السابق في فريق التخلص من الذخائر بالجيش الأمريكي، تريفور بول، أنه “على الرغم من وجود نوع مختلف من قنبلة (GBU-39) معروف باسم الذخيرة المميتة المركزة (FLM)، والذي يحتوي على حمولة متفجرة أكبر لكنه مصمم لإحداث أضرار جانبية أقل، فإن الجيش الإسرائيلي لم يستخدمه في تلك الضربة”، ما يدل على تعمّد تل أبيب ارتكاب المجزرة، عكس التصريحات الإسرائيلية التي زعمت أن الاستهداف كان بالخطأ.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، علّق على المجزرة في كلمة ألقاها أمام البرلمان الإسرائيلي، الاثنين، بقوله، “على الرغم من جهودنا القصوى لعدم إيذاء المدنيين الأبرياء، فقد وقع خطأ مأساوي في رفح، ونحن نحقق في الحادث وسنتوصل إلى نتيجة لأن هذه هي سياستنا”، وفق ما ذكرت وكالة “أسوشيتد برس“.

واشنطن: لم تتجاوز الخطوط الحمراء

من جهة أخرى، قال بعض الخبراء والمشرعين الديمقراطيين في أمريكا، إن الغارة الإسرائيلية إلى جانب التقارير عن دخول الدبابات الإسرائيلية إلى وسط رفح، تجاوزت بوضوح “الخطوط الحمراء” التي وضعها الرئيس جو بايدن.

وقال السيناتور الديمقراطي كريس فان هولين، لصحيفة “واشنطن بوست“، إن “ارتفاع عدد الضحايا المدنيين والكارثة الإنسانية المتفاقمة، يوضحان أن إدارة بايدن يجب أن توقف المساعدات العسكرية الهجومية الإضافية لحكومة إسرائيل حتى نعلم أن جميع طلبات الرئيس، بما في ذلك ما يتعلق برفح والتوصيل العاجل للمساعدات الإنسانية، سيتم تلبيتها”.

وردًا على تلك الاتهامات، قال جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض للصحفيين، “نراقب عن كثب التحقيق في الغارة الجوية الإسرائيلية القاتلة التي وصفتها بالمأساوية، لكن الوفيات الأخيرة في رفح لا تشكل عملية برية كبيرة هناك تتجاوز أي خط أحمر أمريكي”.

ويواصل الجيش الإسرائيلي تصعيده العنيف على رفح بغية السيطرة عليها، حيث ارتكب مجزرة بحق المدنيين في حي تل السلطان في رفح الأحد 26 من أيار، ما أدى إلى مقتل 45 مدنيًا منهم 23 من النساء والأطفال وكبار السن، وإصابة 249 آخرين، وفق أحدث إحصائية لوزارة الصحة الفلسطينية.

في السياق ذاته، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، الثلاثاء، إن حوالي مليون شخص فروا من الهجوم الإسرائيلي على رفح منذ أوائل الشهر الحالي.

وأصبحت منطقة المواصي، وهي شريط ساحلي ضيق يمتد من رفح جنوبًا حتى خان يونس إلى الشمال منها، إحدى أهم الوجهات التي يقصدها النازحون من رفح، بعد أن أصدرت إسرائيل أمرًا بالإخلاء لمناطق في رفح والذهاب إلى تلك المنطقة.

أدى القصف الإسرائيلي على كامل قطاع غزة إلى مقتل 36171 شخصًا وإصابة 81420 آخرين، منذ 7 من تشرين الأول 2023، بحسب أحدث إحصائية لوزارة الصحة الفلسطينية.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة