خوفًا من الحرائق.. حصاد مبكر للقمح في درعا
لجأ المزارعون على طول خط الحدود السورية- الأردنية في محافظة درعا لحصاد محاصيل القمح والشعير مبكرًا، منذ منتصف آيار الحالي، خوفًا من احتراق محاصيلهم الزراعية، نتيجة لنشاط حرس الحدود الأردني للحرق المزروعات في المناطق الحدودية بهدف مكافحة عمليات التهريب بين البلدين.
عبد الرحمن، وهو مزارع يبلغ من العمر 55 عامًا، من سكان بلدة تل شهاب الحدودية مع الأردن، قال لعنب بلدي، إن لديه 20 دونمًا مزورعة بالقمح و15 دونمًا مزروعًا بالشعير، اضطر لحصادها مبكرًا هذا العام، علمًا أنه كان يباشر بالحصاد مع بداية شهر حزيران من كل عام.
وأضاف أن احتراق نحو 800 دونم من الأراضي المزروعة بالقمح على الحدود السورية- الأردنية قرب درعا البلد دفعه للإسراع في الحصاد، وزاد من مخاوفه اشتعال النيران قرب بلدة خراب الشحم بعد إحراق الأردن للأعشاب في المنطقة الفاصلة بين حدود البلدين.
ووفق عبد الرحمن، فإن مخاوف المزارعين من استمرار الأردن بعمليات الحرق تحكمت بموعد بدء الحصاد لهذا العام، إذ صارت تشكل تهديدًا لمحاصيلهم من القمح والشعير المزروع غير المروي (بعل).
حلول إسعافية
كحل إسعافي، حرث المزارعون خطًا فاصلًا مع أراضيهم بعرض 20 مترًا على طول الشريط الحدودي من بلدة تل شهاب ووصولًا لخرّاب الشحم، بمسافة تمتد لأكثر من ثلاثة كيلو مترات، بهدف تشكيل منطقة عازلة تمنع وصول النيران القادمة من الحدود نحو محاصيلهم الزراعية.
ونشرت صفحة “تل شهاب ديرة هلي” المحلية عبر “فيس بوك” مناشدة للمزارعين، تحثهم فيها على التوجه لمتابعة محاصيلهم في ظل استمرار الأردن بحرق الأعشاب على الخط الفاصل بين البلدين.
ويخشى الأردن من استغلال المهربين كثافة المزروعات في المناطق الحدودية، بهدف التسلل نحو أراضيه، ما يدفع حرس الحدود لإزالة النباتات عبر حرقها، وقد تمتد النيران لتلامس المحاصيل الزراعية، وتؤدي لإحراق مساحات منها، وفق ما قاله أبناء المنطقة لعنب بلدي.
ويشتبك حرس الحدود الأردني بشكل شبه يومي على حدوده الشمالية مع مهربين قادمين من الأراضي السورية، ينشطون في تهريب كميات من المخدرات والأسلحة نحو الأردن.
محمد عبد الكريم، مزارع ثان يملك مساحات مزروعة في بلدة تل شهاب غربي درعا، ما زال ينتظر دوره في وصول الحصادة إلى أرضه وفق ما قاله لعنب بلدي.
وأضاف أن إطلاق النار من جانب حرس الحدود الأردني في أثناء عمليات تمشيط الحدود بحثًا عن مهربين، يهدد باحتراق المحصول، ويدفع به للبحث عن آلية لحصاد مبكر لمحاصيله الزراعية، تجنبًا لخسائر قد تخلفها الحرائق.
ولدى محمد ما يقارب 90 دونمًا مزروعة بالقمح، وفي حال احتراقها يتعرض لخسارة مالية لا يمكنه تحملها، وينتظر منذ مدة وصول دوره في الحصاد لدى الحصادة العاملة في المنطقة.
ويتزاحم مزارعو القمح والشعير في المنطقة على الحجز لدى الحصادات التي تعمل في جني المحاصيل الزراعية في المنطقة الحدودية.
الحرائق زادت هذا العام
لم تقتصر الحرائق على الأراضي الحدودية إذ شهدت مناطق متفرقة من درعا حرائق قضت على مئات الدونمات من القمح، ما دفع البعض لحصاد محاصيلهم مبكرًا، في حين اتخذ البعض احتياطات من خلال حراثة جزء من الأرض ومنهم من شرع بحراسة محصوله.
حسين جابر، من مزارعي ريف درعا الغربي، قال لعنب بلدي، إنه اضطر لحصاد القمح في محيط أرضه وحراثتها وترطيبها بالمياه خوفًا من رمي المارة أعقاب السجائر.
وأضاف أنه استخدم الحصاد اليدوي قبل نضوج القمح، ولكنه ضحى بمساحة تعادل دونمًا كاملًا (1000 متر) خوفًا من احتراق المحصول الممتد على مساحته 25 دونمًا بالكامل.
ودفعت وتيرة الحرائق هذا العام مديرية زراعة درعا التابعة لحكومة النظام السوري لافتتاح مراكز لتسليم القمح مبكرًا هذا العام، وفق ما نشرته المديرية عبر صفتحها الرسمية في “فيس بوك” في 14 من نيسان الماضي.
وقال عضو المكتب التنفيذي في محافظة درعا، أحمد المصري، إن بإمكان الفلاحين في درعا تسليم محصول القمح إلى مركزي إزرع والصنمين بدءًا من 21 من أيار الحالي، وعلل الافتتاح المبكر لاستقبال القمح من الفلاحين بالحفاظ على المحصول من الحرائق، وفق المديرية.
وبحسب مدير زراعة درعا، بسام الحشيش، بلغت المساحات المزروعة من القمح المروي في محافظة درعا أكثر من 11000 هكتار والمساحات المزروعة بالقمح البعل نحو 87000 هكتار، في حين بلغت المساحة المنفذة بمحصول الشعير نحو 40000 هكتار.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :