القوى المسيطرة على الحسكة “تقوّض” نشاط المنظمات الإنسانية

  • 2016/03/20
  • 2:00 ص

بهار ديرك – الحسكة

مع ازدياد نشاط المنظمات الإنسانية والجمعيات الخيرية في محافظة الحسكة، تحاول القوات المسيطرة على الأرض، على اختلاف مسمياتها، بسط نفوذها على أعمال المنظمات، وإجبارها على العمل وفق شروط وتعليمات إلزامية.
وقال جلود رديني، المشرف على قسم الحماية في منظمة “SIR” الإغاثية الأمريكية، ومقرها في ريف الحسكة، إن المنظمة “قدمت مشروعًا لتوفير ريع نقدي عبر قسائم بقيمة 50 ألف ليرة سورية، على أن يستفيد منها حوالي 2500 عائلة، إلا أنها لم تستطع البدء بمشروعها”.

وجاء المشروع بعد إجراء مسح كامل لتحديد المستحقين، وفق المشرف، وأضاف في حديثه لعنب بلدي أن “ممثلي الإدارة الذاتية التابعة لوحدات الحماية الكردية، منعت التوزيع وطالبت أن يكون تحت إشراف أشخاص موالين لها”.
جيندا العيد، موظفة سابقة في منظمة الإغاثة والتنمية الدولية “IRD”، قالت إن المنظمة توفر الطحين مجانًا للأفران في منطقة المالكية، مضيفةً أن المشرف على مشروع التوزيع على صلة تامة مع هيئة التموين التابعة للإدارة الذاتية، “إذ يصرف فواتير وهمية ويبيعه دون أن يعترضه أحد، رغم الشكاوى التي وردت إلى المنظمة والتي ذهبت دون جدوى”.

وأصدرت الإدارة الذاتية أحكامًا وقرارات خاصة بقانون الجمعيات ومنظمات المجتمع المدني عام 2014، إلا أن العديد من المنظمات التي التقتها عنب بلدي أكدت تعرضها لمضايقات من عناصر الإدارة في مناطق مختلفة من الحسكة.

رانيا باسقلي، رئيسة قسم في منظمة “CG” الإغاثية، والتي تنشط في الحسكة وريفها باستثناء بعض المناطق، أشارت إلى أن المنظمة تتعرض أثناء عملها إلى مضايقات من قبل ممثلي الإدارة الذاتية، وقالت إن “الإدارة تفرض قرارًا يقضي بأن التوزيع يجب أن يكون تحت إشراف ممثليها، سواء في القرى أو المدن”، لافتةً إلى أنه “في حال رفض القرار ستلجأ إلى سحب الترخيص الممنوح من قبلها، والتي تزاول المنظمة عملها في المنطقة من خلاله”.

أما بالنسبة للمناطق الخاضعة لسيطرة قوات النظام والميليشيات العشائرية، فاعتبرت باسقلي أنه من الصعب تغطيتها، “لأن الموظفين يرفضون الذهاب إلى هناك خوفًا من الاعتقال أو الخطف”.

الدفاع الوطنيتحتجز المساعدات

القسم الجنوبي من مدينة القامشلي، والذي يخضع لسيطرة ميليشيات الدفاع الوطني، ويطلق عليهم الأهالي اسم “المقنعين”، يتعرض لحوادث مشابهة.

فاضل محمد، عضو جمعية “البر” الخيرية، أوضح لعنب بلدي أنه كان في جولة قبل أسبوعين، لتوزيع سلل غذائية، لكن “دورية مدججة بالسلاح أوقفت السيارات المحملة بالمساعدات، واستولت على جميع المحتويات”.

ونقل محمد عن مصدر، قال إنه مقرب من ميليشيات الدفاع الوطني، أن كافة السلل الغذائية وزعت على العناصر التابعة لتلك الميليشيات، في وقت لاحق.

النظام ينقل مساعدات إلى الساحل

بدوره أكد موظف في مطار القامشلي الدولي (رفض كشف اسمه) لعنب بلدي، أن عشرات الشحنات تدخل المطار كل أسبوع، وتحمل مواد إغاثية وخيمًا ومستلزماتها، إضافة إلى أدوات المطبخ، وتتبع لبرنامج الأغذية العالمي، وتنقل عبر طائرات شحن خاصة إلى الساحل السوري.

وأوضح الموظف أن جميع المواد التي ينقلها النظام السوري إلى الساحل “مخصصة للنازحين القادمين من محافظات الداخل، والذين يعيشون ظروفًا لا يحسدون عليها نتيجة الحاجة”.

وتضم الحسكة قرابة 15 منظمة فاعلة تعمل في المدينة وريفها، إضافة إلى 56 جمعية خيرية متعاقدة مع منظمات دولية تقدم المساعدات لتلك الجمعيات، وفق الناشط الإغاثي، زياد عبدالوهاب.

وتتقاسم العديد من القوات السيطرة على الحسكة وريفها، وأهمها قوات “سوريا الديموقراطية”، التي تضم فصائل عربية وكردية وسريانية، إضافة إلى ميليشيات الدفاع الوطني، وقوات النظام السوري المتمركزة داخل المربع الأمني في القامشلي، وحول المطار الدولي، وتفرض كل قوة شروطها الخاصة على المواطنين والهيئات العاملة في المنطقة.

مقالات متعلقة

  1. من الحرب إلى الحرب.. عائلات عراقية تلجأ إلى سوريا
  2. كيف يعيش نازحو سوريا والعراق داخل مخيمات الحسكة
  3. ظاهرة "العنوسة" تتزايد في محافظة الحسكة
  4. القتلى الأجانب في الوحدات الكردية.. ما مصيرهم؟

سوريا

المزيد من سوريا