تعهدت الجهات المشاركة في مؤتمر “بروكسل 8 حول دعم مستقبل سوريا والمنطقة” بتقديم مساعدات مالية بقيمة 7.5 مليار يورو (8.1 مليار دولار) على شكل منح وقروض لمساعدة السوريين، وذلك خلال المؤتمر الوزاري للمانحين الذي عُقد الاثنين 27 من أيار في العاصمة البلجيكية بروكسل.
وأفادت وكالة “أسوشيتد برس” أن إجمالي التعهدات لهذا العام سيكون 5 مليارات يورو على شكل منح، بينها 3.8 مليار يورو لعام 2024، و1.2 مليار يورو للعام المقبل وما بعده، أما باقي المبلغ (2.5 مليار يورو) فسيكون على شكل قروض.
وأشارت الوكالة إلى أن التعهدات التي تم الإعلان عنها في مؤتمر “بروكسل 8” تجاوزت المبلغ المتواضع البالغ 4.07 مليار دولار الذي ناشدت الأمم المتحدة لجمعه، ولكنها في المقابل شهدت انخفاضًا كبيرًا عن المبالغ التي تم التعهد بها في العام الماضي والأعوام السابقة.
وتعهد المانحون في مؤتمر “بروكسل 7” عام 2023 بتقديم 10.3 مليار دولار، بعد أشهر قليلة من الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وأربع محافظات سورية في 6 من شباط 2023، ما أسفر عن مقتل أكثر من 59 ألف شخص، بمن في ذلك 6000 في سوريا.
وعلّقت “أسوشيتد برس” على تراجع تعهدات المانحين هذا العام، بأنه مؤشر على استمرار إرهاق المانحين، حيث يتركز اهتمام العالم على الصراعات في أماكن أخرى، بما في ذلك الحروب في أوكرانيا والسودان وغزة.
في المقابل، أعلن الاتحاد الأوروبي عبر موقعه الرسمي، أنه تعهد خلال مؤتمر “بروكسل 8” بمبلغ 2.12 مليار يورو لعامي 2024 و2025، مشيرًا إلى أن هذه المساعدات ستدعم السوريين في الداخل وأولئك الموجودين في الدول المضيفة لهم (لبنان وتركيا والأردن والعراق).
وأكد الاتحاد الأوروبي على تسديد التعهد الذي قطعه في مؤتمر “بروكسل 7” (560 مليون يورو) لعام 2024، والذي خصصه للسكان داخل سوريا، وكذلك للاجئين السوريين والمجتمعات المضيفة لهم.
كما تعهد الاتحاد الأوروبي بتقديم مبلغ إضافي قدره 560 مليون يورو لعام 2025 للدول الدول المضيفة للاجئين (لبنان وتركيا والأردن والعراق)، إضافة للتعهد بتقديم مليار يورو لدعم اللاجئين السوريين في تركيا.
وسيتم تخصيص هذه التعهدات للسوريين في الداخل، وأيضًا لنحو 5.7 مليون لاجئ سوري في تركيا ولبنان والأردن، الذين يعانون من أزمات اقتصادية، ويشعرون بالإحباط بسبب تراجع حجم المساعدات.
وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، “إننا نقف إلى جانب الشعب السوري والمجتمعات المضيفة له، ولا شك أن التحديات الرهيبة التي تواجهها المنطقة اليوم لا يمكن أن تصرف انتباهنا عن الاستمرار في الضغط من أجل التوصل إلى حل سياسي، بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن رقم 2254”.
وارتكز الاجتماع الوزاري، الذي عُقد الاثنين 27 من أيار، في بروكسل على نتائج “يوم الحوار” الذي كان في 30 من نيسان الماضي، والذي حضره حينها أكثر من 600 مشارك من منظمات المجتمع المدني السورية من سوريا والدول المجاورة والمغتربين، إلى جانب الأمم المتحدة والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، والبلدان الشريكة ومنظمات غير حكومية دولية.