التفريغ يخفف آثار الحرب على الطفل
هبة نبيه
قد يخيل إليك عند النظر فى عينيه بأنه يلتقط الصور بعينيه آنيا دون تخزينها، إذ أنه غالبًا لا يجيد التعبير عما بداخله، وربما تجده يبتسم ويلعب رغم ألمه متجاهلًا ما يدور حوله… غالبا ما يخبئ وراء ابتسامته البريئة الكثير من المخاوف.
بعد الاطلاع على عدة حالات لمن عايشوا مشاهد الحرب، ثبت أن الطفل يرى ويخزن، ولا يملك آلية التفريغ الانفعالي اللازمة، مما يؤثر على عقله الباطن، ويجعل المشاهد والأحاسيس المخزنة تظهر على شكل سلوكيات مثل العناد الشديد، العنف، العدوانية، الانطوائية. وربما تترجم تلك الذاكرة بصور أخرى، كالكوابيس، التبول اللاإرادي، ضعف الشهية ونقص النمو . والمشكلة الأكبر تكمن في سوء التدخل، والمعالجة الخاطئة للحالة، إذ أن غياب وعي الأهل تجاه المشكلة يزيد العناد والسلبية عند الطفل، ما يؤدي إلى خلل في في بناء شخصيته.
لا ينبغي الاستهانة بالمشاعر والدموع المختبئة وراء نظرات الطفل الشاردة. على الأهل أن يدركوا أنه رأى وسمع وأحس كل هذا الحزن ثم خبأه، ليفاجأهم به بأشكال مختلفة، انعكاسًا لاضطرابات ومخاوف تتصارع داخله.
ذكريات الحرب كالأشواك في صدر الطفل، يجب اقتلاعها قبل أن تتفاقم المشكلة، لمساعدة الطفل ليكون أكثر تأقلمًا وتعاونًا مع المحيط، وأنوه هنا لكتاب اسمه “حاول أن تروضني” للمؤلفين راي ليفي ويبل أوهانلون، وفيه إرشادات ووسائل واقعية لمساعدة الأطفال ليصبحوا أكثر تعاونًا مع المحيط وأقل اعتراضًا.
المربون يتحملون المسؤولية
يتحمل المربون، سواء كانوا آباء أو معلمين أو مرشد ين، مسؤولية توجيه وإرشاد الطفل للتعامل مع الأزمات والمصاعب التي تفوق قدراته الصغيرة، فربما لا يستطع الأهل حمايته من لحظات وساعات كارثية، مثل رؤية الموت والدمار والبكاء، لكنهم يستطيعون دعمه ومساعدته لتحويل تلك المشاهد لقوة دفع يتجاهلها وينظر للأمام برضا واطمئنان، وبالطبع هذا يحتاج لبعض الصبر والقوة حتى يرى الأطفال في آبائهم القدوة.
وهنا يجب أن نفرق بين حاجة الطفل للبكاء والتعبير عن كل ما عاناه ومر به، وبين تجديد مشاعر الحزن والمكوث في قفص الأحزان دون حراك. مهمة المربين أن مساعدة الأطفال على التعبير دون تركه وحيدًا يصارع آلامه واضطراباته .
أساليب لمساعدة الطفل لاجتياز الأزمة
– مناقشته بما يدور في خلده من مخاوف ذلك لتعزيز الثقة بنفسه.
- إظهار المحبة والاحتضان له ولمشاريعه المستقبلية .
- وضع أفكار وتصورات مشتركة لما يمكن أن يقوم به الطفل بعد اجتياز الأزمة.
إن أردنا دعم وحماية المجتمع فالأجدر بنا دعم وحماية الطفل أولًا وآخرًا.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :