كشف “التحالف الأمريكي من أجل سوريا” تفاصيل لعنب بلدي، تتعلق بتضمين مشروع ميزانية الدفاع الأمريكية للعام 2025، الذي سيقر قبل نهاية العام الحالي، مادة متعلقة بمكافحة اتجار النظام السوري بـ”الكبتاجون”.
وقال مسؤول التخطيط السياسي في “التحالف الأمريكي”، محمد علاء غانم، إن المادة التي أضافتها لجنة الخدمات المسلحة في مجلس النواب الأمريكي إلى مشروع ميزانية الدفاع، تطالب وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) بتقديم الاستراتيجية التي تتّبعها الوزارة في سبيل مكافحة تجارة “الكبتاجون” في سوريا والشرق الأوسط عمومًا.
وتأتي الخطوة الحالية بعد مضي شهر فقط على توقيع الرئيس الأمريكي، جو بايدن، على مشروع قرار “قمع الاتجار غير المشروع بالكبتاجون” (الكبتاجون 2)، ضمن الحزمة التشريعية المستعجلة التي أقرت في نيسان الماضي.
ويعبر نص المادة الذي اطلعت عنب بلدي على مقتطفات منه عن قلق “الكونجرس” العميق من استخدام النظام السوري والميليشيات المدعومة إيرانيًا ريع تجارة “الكبتاجون” للحصول على أنظمة تسليح “تقليدية وغير تقليدية”.
ويوجه نص المادة وزارة الدفاع إلى تقديم تقرير إلى لجنة القوات المسلحة في موعد أقصاه 1 من كانون الأول 2024، حول جهود “البنتاجون” للعمل مع الإدارات والوكالات الفيدرالية الأخرى لمواجهة تجارة “الكبتاجون” في الشرق الأوسط.
ويجب أن يتضمن هذا التقرير وصفًا للجهود المشتركة بين الوكالات محليًا ودوليًا لمكافحة تجارة “الكبتاجون” في الشرق الأوسط والتي تشمل غسل الأموال والشبكات المالية المرتبطة بتجارة “الكبتاجون” في الشرق الأوسط.
وكانت إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، صدقت في نهاية العام 2022 على قانون “الكبتاجون 1“، وفرضت واشنطن بموجبه عقوبات على كيانات وأشخاص من النظام أو مرتبطين به، على خلفية تورطهم بتجارة المخدرات.
وبعد ذلك بعام، عملت منظمات سورية أمريكية وعلى رأسها “التحالف الأمريكي من أجل سوريا” على طرح قانون “الكبتاجون 2″، بهدف سد الثغرات في قانون “الكبتاجون 1″، وأقرّ القانون ليعطي الحكومة الأمريكية صلاحيات موسعة لمحاسبة كل الضالعين بتجارة المخدرات بغض النظر عن جنسياتهم.
بخصوص الإضافات التي تحتويها المادة الجديدة التي ضُمنت في مشروع ميزانية الدفاع الأمريكية إلى مفاعيل القانونين السابقين، أوضح غانم أن المادة تفرض على وزارة الدفاع الأمريكية بميزانيتها “الضخمة” (أكثر من 850 مليار دولار أمريكي) وبقدرتها على الوصول لجميع أرجاء العالم والمنطقة لا سيما وأنها موجودة في سوريا وفي العديد من دول المنطقة، الاهتمام أكثر بمكافحة تجارة “الكبتاجون”.
وباتت مكافحة تجارة “الكبتاجون” أولوية لدى المشرعين الأمريكيين، كما أكد غانم، معتبرًا أن كل ذلك جاء نتيجة الجهود التي تبذلها منظمات سورية- أمريكية وجماعات الضغط السورية التي تنشط في أمريكا والتي حولت القضية إلى أولوية في “الكونجرس” الأمريكي.
ورغم الإجراءات التي تقوم بها دول الجوار لمكافحة تهديد المخدرات، باتت سوريا أكبر منتج ومصدر للمواد المخدرة، كما تؤكد دراسة صادرة نشرها “المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات” في شباط 2024.
الدراسة تؤكد أن النظام السوري والقوى المسيطرة على الأرض تستخدم الأموال التي تجنيها من عائدات تجارة المخدرات لدفع رواتب المقاتلين وتمويل العمليات العسكرية وتأمين المواد اللوجستية، بينما يشارك عدد كبير من الجهات الفاعلة في العمليات التجارية من تصنيع وتهريب، وأبرز المنتفعين منها النظام السوري وقادة الميليشيات المرتبطة به.
تشكل “التحالف الأمريكي من أجل سوريا”، في تشرين الأول 2021 بواشنطن، بعد مشاورات أجرتها منظمات سورية تعمل في الولايات المتحدة، بهدف توحيد الجهود بعد تراجع الاهتمام الدولي والأمريكي بالملف السوري، بحسب القائمين على التحالف.