جريدة عنب بلدي – العدد 54 – الأحد – 3-3-2013
قام عناصر من (لواء أحرار سوريا) باعتقال شابين من شبكة حلب نيوز وشابين من مركز حلب الإعلامي بعد أن قامت هذه الصفحات بالتشهير باللواء الذي ارتكب أحد عناصره «جريمة» بحق أحد المدنيين.
وكانت قد سقطت قذيفة على أحد المنازل في حي طريق الباب منذ أسبوعين فخرج شاب من المنزل المستهدف وشتم الجيش الحر، وقد فقد بعضًا من أفراد عائلته بهذه الحادثة، وعلى إثرها قام أحد عناصر لواء أحرار سوريا بقتله.
أثارت هذه الجريمة بلبلة كبيرة في حلب وأدان إعلاميو حلب وكافة تنسيقيات وصفحات الثورة فيها هذه الجريمة وأصدرت وثيقةً تشجب بها أي انتهاك يمارس ضد الإعلاميين أو أي تعدي على حرية الإعلام وقع عليها عدد كبير من الصفحات الإعلامية في سوريا من بينها صفحة «الثورة الصينية ضد طاغية الصين» و «البنت الحلبية» و «حلب الآن» ليتم إطلاق سراح المعتقلين بعد يوم واحد من تاريخ التوقيع على هذه الوثيقة.
وبحسب شهادة ماهر، وهو إعلامي من مركز حلب الإعلامي فقد اقتحمت مجموعة من عناصر «اللواء» مركزنا الإعلامي بحثًا عن مدير المركز، وقال أحدهم بالحرف الواحد «سنقطع يد من يتحدث عنا بالعاطل في الإعلام»، واحتدمت أنا معهم بالنقاش حتى كادوا أن يعتقلوني.
وبعد هذه الحادثة بأسبوع تعرض إعلامي بارز في حلب يلقب محمد ابن حلب للخطف وأطلق سراحه بعدها. وروى محمد لعنب بلدي قصة اختطافه أنه كان متوجهًا ليلًا إلى المكتب الإعلامي الذي يعمل به في حي الزبدية عندما خطفه ثلاثة رجال فور دخوله المبنى وقاموا بعصب عينيه وإغلاق فمه واقتادوه إلى مكان بعيد إذ استغرق وصوله إليه ساعة ونصف الساعة تقريبًا دون التوقف عند أي حاجز على الطريق. ويقول بأنهم احتجزوه في غرفة مظلمة وباردة لعدة ساعات ثم اقتادوه لغرفة التحقيق. مؤكدًا أن التحقيق كان يتم كل عدة ساعات على يد عدة رجال مكشوفي الوجوه مخاطبين إياه «يا إعلامينا المشهور».
وقال محمد أن أول تهمة وجهت له أنه يتعامل مع المخابرات الجوية وبأنه كتب أخبارًا «مسيئة» عن الجيش الحر «من أجل التخريب على الثورة» وذكر أن كافة أسئلتهم كانت تدور حول عمله في الإعلام كما سألوه عن باقي أعضاء المكتب وعن أعضاء مكتب حلب نيوز أيضًا وكان تركيزهم هو معرفة المسؤول عن المكاتب.
وذكر محمد أنهم «هددوه» أحيانًا بالقتل وصوبوا نحوه بعض الرصاصات، لكنهم في النهاية «طمأنوني» بأنهم سيطلقون سراحي شريطة ألا أعود إلى عملي الإعلامي «وإلا سيكلفني ذلك حياتي». وقال محمد بأنه «اختار طريقه» حتى لو كلفه الأمر حياته موجهًا كلامه للعصابة التي اختطفته ولم تتجرأ على الكشف عن هويتها على حد زعمه.
ووجه كثير من الناشطين انتقادات لهذا التصرف معبرين بالقول أن «الفظائع» التي ارتكبها نظام الأسد بحق الإعلاميين دفعت بعدد أكبر للعمل في هذا المجال، ولن تقف تصرفات «ثلة من عصابات حديثة» بوجه استمراريتهم.
ويذكر أن الإعلام في الثورة السورية يعتبر من أهم مقوماتها وعامل رئيسي في إنجاحها وإيصال معاناة الشعب من ممارسات النظام بعد أن منع الأخير وكالات الإعلام العالمية والعربية من دخول سوريا.