درعا – حليم محمد
أشرفت مجموعة من مربي الخيول العربية الأصيلة في الريف الشرقي لمحافظة درعا، جنوبي سوريا، على تنظيم سباقات للخيول، بمشاركة متسابقين من مدن درعا والقنيطرة والسويداء ومن العاصمة دمشق.
وأقيمت السباقات في 11 من أيار الحالي، ضمن مضمار سباق الخيل في منطقة غرز غربي بلدة نصيب في درعا الشرقي، وهو الثاني في عام 2024.
ويوجد مضمارا سباق في درعا، الأول في محيط بلدة الحراك (تبرع به صاحبه لمدة عام كامل)، والثاني في غربي بلدة نصيب في ريف درعا الشرقي، وفق ما قاله خالد العدوان، وهو أحد منسقي المسابقات، لعنب بلدي.
توفر مكان لإقامة السباقات أسهم بإعادة إحياء هذه الرياضة من جديد مطلع عام 2022، وقبلها كانت هناك محاولة في درعا البلد ولكنها فشلت، وفق العدوان.
وحول نجاح هذه المسابقات قال العدوان، إن هناك لجنة مؤلفة من مربي الخيول مهمتها تنظيم السباقات، والإشراف عليها، كما أسست اللجنة صندوقًا للتبرعات تُحدد بناء على ميزانيته الجوائز، ومنه تصرف تكاليف السباق، وأجور العاملين.
وتحدد اللجنة الأشواط ومسافات السباقات، بناء على عدد المشاركين وعمر الخيول.
وتتوقف السباقات خلال فصل الشتاء خوفًا على صحة الخيول لأنها حساسة بطبيعتها، بحسب العدوان.
مطالب بتنظيم الفروسية
حقق أحمد الغوثاني (19 عامًا) المركز الأول في السباق الأخير، وقال لعنب بلدي، إن الفروسية هواية ومهارة تتطلب جهدًا وتدريبًا مستمرًا وعناية بالخيل.
وأضاف أن منظمي السباقات هم مربو الخيول الأصيلة ومالكو الإسطبلات، مطالبًا بإنشاء نادٍ مختص بالخيول الأصيلة، وتوفير مدربين ومراقبين بيطريين لمتابعة صحة الخيول.
محمد محاميد، مربي خيل أصيلة ومتسابق، قال لعنب بلدي، إن السباقات هي النقطة الأهم في تربية الخيول، إذ إنها تختبر سرعة الخيل، وتشجع المربي على استمرار التربية، كما تخلق روح المنافسة للسعي نحو الأفضل.
وأضاف محمد أن محافظة درعا تفتقر إلى نوادي الفروسية، والمسابقات فيها نشاط شعبي ينظمه مربو الخيول، وتعطى جوائز رمزية للخيول الفائزة.
ويرى أن خيول درعا تمتاز بالرشاقة وتحصد الجوائز في حال مشاركتها في السباقات على مستوى الجمهورية.
ومن المعوقات التي تبعد المتسابق عن المشاركة في السباق، تكلفة نقل الخيول وأجور “الجوكي”.
“الجوكي” هو الفارس الذي يمتطي الخيل في حال كانت المشاركة للخيل دون فارسها.
إثبات نسب الخيول في درعا
إحدى أهم مميزات الخيول في سوريا، هو وجود نسب يوضح أصولها وأنواعها، وهو أمر مهم باعتبار أنه يحدد نوع الحصان وسعره وقدراته.
وأدت العمليات العسكرية في المحافظة خلال السنوات الماضية إلى ضياع نسب الخيول، وعدم قدرة الجهات المحلية التي سيطرت على المحافظة بين عامي 2012 و2018 على التعامل مع الأمر.
وقال محمد المحاميد، إن بعض الخيول ضاع نسبها خلال السنوات الماضية لغياب القدرة على إثبات نسبها خلال فترة خروج معظم المناطق في درعا عن سيطرة النظام وخضوعها لسيطرة المعارضة، وتعذر تسجيلها.
ولكن الحال تغير اليوم، إذ يوجد مكتب في درعا يتبع لوزارة الزراعة يأخذ عينات الدم ويرسلها إلى دمشق ومن ثم ترسل إلى بريطانيا لتحديد نسب الخيل، وتمتد هذه الفترة، وفق العدوان، لستة أشهر، ويدفع المربي رسومًا تصل إلى 600 ألف ليرة سورية.
وفي حال طابق دم الخيل شروط الأصالة، يختم المكتب الخيل ويعطيها شهادة أصالة.
وقال باسل الجدعان، عضو اللجنة التنفيذية في المنظمة العالمية للجواد العربي في تصريح نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) في 2022، إن عدد الخيول العربية المسجلة في سوريا تقارب عشرة آلاف جواد.
ولفت الجدعان إلى أن العدد يزداد كل عام بسبب الولادات الجديدة التي تسجل بالتنسيق مع المربي، بعد سحب عينات دم ومطابقتها مع نسل والديه.
وانتسبت سوريا للمنظمة العربية للجواد العربي (الواهو) في عام 1989، ومنذ عام 1990 تصدر سوريا سنويًا كتاب الأنساب للخيول العربية الأصيلة.