رسوم واشتراك وشرائح بأسعار مرهقة

“الأمبيرات” تفرغ جيوب سكان شمال شرقي سوريا

ألواح للطاقة الشمسية على أسطح المنازل في مدينة القامشلي _ أيار 2024 (عنب بلدي)

camera iconألواح للطاقة الشمسية على أسطح المنازل في مدينة القامشلي _ أيار 2024 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

الحسكة – ريتا أحمد

يعتمد سكان مناطق شمال شرقي سوريا على المولدات الكهربائية (الأمبيرات) لتلبية احتياجاتهم من الطاقة، في ظل الأزمات المتتالية التي تعاني منها محطات توليد الكهرباء الرئيسة في المنطقة منذ سنوات، وازدادت عقب الهجمات التركية في كانون الثاني الماضي على المناطق التي تسيطر عليها “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).

واستهدفت الهجمات حينها منشآت نفطية ومحطات التوليد، ما أدى إلى خروج العديد منها عن الخدمة.

وإلى جانب “الأمبيرات”، يلجأ بعض السكان لتركيب ألواح الطاقة الشمسية، التي لا تقل أسعارها عن غيرها من خيارات الطاقة.

ورغم ما تشكله “الأمبيرات” وألواح الطاقة الشمسية من حل بديل، فإن ارتفاع تكلفة الاشتراك بها، مع ضعف القدرات الشرائية للسكان، يجعلها خيارًا باهظ الثمن.

“الأمبير” يفرغ الجيوب

سندس عبد الغني، من سكان بلدة المالكية في ريف محافظة الحسكة، تواجه صعوبات كبيرة منذ بداية العام الحالي بسبب انقطاع التيار الكهربائي، ما يجبرها وعائلتها على الاعتماد على “الأمبيرات”، برسوم تتجاوز 150 ألف ليرة سورية، مع تركيب قواطع إلكترونية.

ويضطر من يرغب بالاشتراك بنظام “الأمبيرات” لدفع مبلغ الاشتراك الأولي لمرة واحدة ويصل إلى 40 دولارًا، ثم يدفع شهريًا ثمن عدد “الأمبيرات” التي اشترك بها، بالإضافة إلى القاطع الكهربائي الإلكتروني ووصلة الكهرباء (كابل كهرباء)، ويبلغ ثمنها 150 ألف ليرة (حوالي 10 دولارات)، فيما يصل سعر بعضها إلى 250 ألف ليرة سورية (حوالي 16 دولارًا أمريكيًا).

وتقسم الاشتراكات الشهرية إلى ثلاث شرائح، هي ثماني ساعات و16 ساعة و24 ساعة.

وقالت سندس لعنب بلدي، إن سعر الأمبير الواحد يصل إلى 14 ألف ليرة سورية (حوالي دولار واحد)، ويغذي الأجهزة لثماني ساعات يوميًا.

ويصل سعر “الأمبير” في المولدات التي تعمل لمدة 16 ساعة إلى حوالي 59 ألفًا و800 ليرة سورية (حوالي أربعة دولارات).

وفي حال الاشتراك بنظام كامل لمدة 24 ساعة، يصل السعر إلى 89 ألفًا و100 ليرة سورية (حوالي 6 دولارات).

كما تُفرض رسوم إضافية (تدفع لمرة واحد)، وتصل إلى 10 دولارات كثمن لقاطع الكهرباء الإلكتروني في بعض الأحيان.

وتضاف هذه التكاليف المرتفعة إلى الضغوط على السكان المحليين، وسط ظروف اقتصادية صعبة.

ألواح الطاقة.. خيار مكلف

تزايد الاهتمام بالطاقة البديلة باستخدام ألواح الطاقة الشمسية، وخاصة في فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة.

وقال سمير خليل، صاحب محل لتركيب منظومات الطاقة الشمسية في مدينة القامشلي، لعنب بلدي، إن هناك زيادة الطلب على هذه التقنية مؤخرًا.

وأشار إلى أن هناك أنواعًا مختلفة من الألواح، بما في ذلك الألواح الصينية والألمانية، ويختلف سعر كل نوع عن الآخر، فيما يفضل معظم العملاء شراء ألواح تكفي لتزويد منزلهم بالطاقة اللازمة.

وعادة ما يحتاج المنزل إلى خمسة ألواح، تتراوح تكلفتها بين 800 و1500 دولار أمريكي، وذلك بحسب نوعية الألواح المختارة والبطاريات المستخدمة في المنظومة، إذ تتوفر ألواح من النوع الأول والثاني والثالث.

وعلى الجانب الآخر، يواجه الكثير من السكان صعوبة في تركيب ألواح الطاقة الشمسية لتكلفتها العالية، وتحديدًا الفئة التي تتقاضى أجورًا شهرية أو ممن يعملون بنظام “اليومية”.

ويأمل هؤلاء في انخفاض أسعار هذه الخدمة، ليتمكنوا من تأمين احتياجاتهم من الكهرباء.

مهند الخالد، يعمل مدرسًا في مناطق “الإدارة الذاتية”، يتقاضى راتبًا شهريًا قدره مليون و200 ألف ليرة سورية.

لا يكفي هذا الراتب لشراء منظومة الطاقة الشمسية، حتى لو جمع خالد راتبه على مدى عدة أشهر، لكنه يعتبر أن فوائد الطاقة الشمسية تفوق التكلفة بعد تركيبها، خاصة مع ارتفاع رسوم الاشتراك بنظام “الأمبيرات” بشكل متكرر، ما يجعلها خارجة عن إمكانياته الاقتصادية في الوقت الحالي.

وقال لعنب بلدي، إنه يتقاضى راتبه بالليرة السورية، وجميع البضائع والحاجات تباع بالدولار الأمريكي.

ويبلغ سعر صرف الدولار الأمريكي 14850 ليرة سورية، بحسب موقع “الليرة اليوم المختص بأسعار الصرف.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة