الأمطار الغزيرة تتلف محاصيل الكمون في ريف حلب

  • 2024/05/26
  • 1:45 م
الأمطار الغزيرة تتلف محاصيل الكمون في ريف حلب

انخفض إنتاج الكمون في ريف حلب متأثرًا بالتقلبات الجوية - أيار 2024 (عنب بلدي)

اعزاز – ديان جنباز

تعرض مزارعو الكمون بريفي حلب الشمالي والشرقي لخسارات مالية، نتيجة تأثر المحصول بالتقلبات الجوية والهطولات المطرية مطلع أيار الحالي، قبل 15 يومًا من حصاده.

وألحقت الهطولات المطرية والسيول وانجراف التربة الضرر بعشرات المشاريع الزراعية، وكان الكمون أكثرها تأثرًا لأنه محصول “حساس” وتؤثر فيه أي تغييرات جوية، وفق مزارعين ومهندس قابلتهم عنب بلدي.

وقال المزارع غيث الناصر لعنب بلدي، إن إنتاج أرضه في ريف حلب، البالغة عشرة دونمات من الكمون، تراجع بشكل كبير مقارنة بالعام الماضي، مضيفًا أن موجة الأمطار الغزيرة والبرد ألحقت أضرارًا جسيمة بالمحصول.

وقدّر المزارع نسبة الخسائر التي تكبدها بنحو 50%، واعتبرها مقبولة بالنسبة له، خاصة إذا ما قورنت بخسائر المزارعين الذين يمتلكون مساحات أكبر.

وأوضح أن الهكتار الواحد يكلف المزارع نحو 1000 دولار أمريكي، وهي تكلفة نقل وحراثة وبذار وأسمدة ومبيدات حشرية وعمال وسقاية.

من جهته، محمد اليونس، وهو مزارع أيضا من بلدة كلجبرين في ريف حلب الشمالي، قال لعنب بلدي، إن معظم المزارعين باتوا يعتمدون على زراعة الكمون لتحقيق أرباح مالية، ولم يكن من المتوقع أن يواجهوا مثل هذه التقلبات الجوية.

وأضاف محمد أنه زرع مساحة تبلغ 25 دونمًا من الكمون، إلا أنه لم ينتج سوى 350 كيلوغرامًا، وهي الكمية النهائية التي تم جمعها من المحصول، بعد الحصاد والغربلة، مشيرًا إلى أنه زرع في 2023 نفس المساحة وحصد حوالي طنين من الكمون.

وذكر المزارع أن سعر الكمون لم يتضح أو يحدد بعد هذا العام، بينما وصل سعر الطن عام 2023 إلى 7000 دولار أمريكي.

تربة صالحة والمناخ يؤثر

يعد الكمون من المحاصيل الزراعية المعتادة في أرياف حلب، لكنه أقل مقارنة بزراعة القمح والشعير، وشهد إقبالًا في الأعوام الماضية، أملًا بتحقيق مردود مالي أفضل.

المهندس الزراعي غسان عبود قال لعنب بلدي، إن الظروف الجوية والأمطار الغزيرة وارتفاع نسبة الرطوبة أسهمت في تعرض محصول الكمون للأمراض الفطرية، ما أدى إلى خسارة جزء كبير من الإنتاج هذا العام.

وأضاف أن اختيار الأرض المناسبة يعد من العوامل الحاسمة لنجاح زراعة المحصول، وتتمثل في التربة الخصبة ذات الصرف الجيد، والتي تخلو من مسببات الأمراض، خاصة الفطريات.

وأشار المهندس إلى أن معظم الأراضي في أرياف حلب تصلح لزراعة الكمون، باستثناء تلك التي تعاني من سوء الصرف والتجمع المائي لفترات طويلة، حيث تكون زراعة الكمون فيها غير مجدية، وتسبب خسائر كبيرة للمزارعين.

ولا توجد إحصائية دقيقة عن مساحة الأراضي المزروعة بالكمون لهذا العام في ريفي حلب الشمالي والشرقي حيث تسيطر “الحكومة السورية المؤقتة”، ولا إحصائية عن تقديرات الإنتاج، نظرًا إلى الأضرار التي تعرض لها المحصول، وعدم طرح الكمون في الأسواق، وفق ما قاله مسؤول مكتب الزراعة في “الحكومة المؤقتة”، حسن الحسن، لعنب بلدي.

وشهدت السنوات الثلاث الماضية دخول زراعات جديدة وغير تقليدية إلى مناطق الشمال السوري، كاسرة قالب الزراعات المعتادة لدى المزارعين، في سبيل تحقيق مردود أعلى، وسط ظروف اقتصادية ومعيشية متردية.

ومن أحدث الزراعات التي برزت في الشمال الزعفران والميرمية وإكليل الجبل وغيرها من الزراعات الطبية العطرية.

مقالات متعلقة

أخبار وتقارير اقتصادية

المزيد من أخبار وتقارير اقتصادية