التفجيرات اﻷخيرة في دمشق والتي استهدف اثنان منها مواقع ثانوية للعصابة اﻷسدية، كان الهدف منها على ما يبدو التمويه على التفجير اﻷساسي في حي المزرعة.
استهداف «موقف الحياة» يحمل كل سمات الفعل اﻹجرامي الأسدي، فهو استهدف مركز تجمع الميكروباص الذي يخدم مناطق الغوطة الشرقية. وحدها «محاسن الصدف» هي التي جعلت السيارة المفخخة تخطئ هدفها المفترض وهو فرع حزب البعث، ببضعة مئات من الأمتار، وتنفجر وسط الأهالي المتجهين إلى مناطق حرستا ودوما وجوارها، وهي بالضبط المناطق الخارجة عن سلطة الأسد.
صواريخ الأسد وطائراته ومدافعه تقصف الغوطة الشرقية يومياً، وهي لا توفر الغوطة الغربية من حممها، فداريا أصبحت أنقاضاً، لكن دمشق بقيت «محظوظة» فلم تنل منها صواريخ سكود ولم تقصف طائرات العصابة وسط العاصمة حتى الآن.
هذا الوضع «الشاذ» يبدو أنه يقترب من نهايته، فهاهي العاصمة السورية تلاقي نصيبها من قنابل الأسد القادمة على أربعة عجلات هذه المرة.
كان من الصعب على العصابة أن تطلق صواريخ سكود مباشرة على مركز تجمع سكان الغوطة الشرقية في المزرعة، فدقة هذا الصاروخ هي في حدود الألف متر! مما يعني أن الصاروخ الموجه لموقف «الحياة» قد يصيب فرع الحزب بالخطأ…
عز على عصابة الأسد أن يبقى قلب دمشق حياً وأن لايطول الدمار مركز المدينة الخالدة، فأرسلوا وسائل الدمار براً هذه المرة والحجة جاهزة «إنها العصابات المسلحة وجبهة النصرة».
الأسد لايبالي أساساً بالمنطق الذي لايستسيغ أن يقتل الثوار «حاضنتهم» الشعبية فالتفجير الهمجي الذي جرى في المزرعة يصب في صالح الأسد في النهاية.
من يظن أن هكذا عمليات ستسقط النظام أو تضره يرتكب خطأ مميتاً، فكل العمليات العشوائية وقتل المدنيين هي في صالح النظام الذي يستفيد من خوف المواطنين ومن التفافهم حول من يظنونه قادراً على حمايتهم من الموت العشوائي.
سواء أرسل الأسد «رسائله» المميتة عبر براميل متفجرة تلقيها الطائرات، أو صواريخ همجية تفني البشر والحجر، أو تولت «جبهة النصرة» ومثيلاتها تسليم هذه الرسائل المتفجرة براً، يبقى مضمون الرسالة واحداً « أحكمكم أو أقتلكم».