وعد التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية في سوريا، سكان مخيم الركبان بإطلاق خطة مستعجلة لإنقاذ سكان المخيم، إضافة إلى خطة أخرى طويلة الأمد يجري العمل عليها، عقب مظاهرات أطلقها سكان المخيم للمطالبة بتحسين أوضاعهم المعيشية.
وقالت صفحة المخيم عبر “فيس بوك”، الثلاثاء 21 من أيار، إن القائد العام لقوات التحالف في العراق وسوريا، الجنرال جويل فاول، زار مستشفى “شام الطبي” في المخيم، والتقى بأعضاء من المجلس المحلي للمخيم والكادر الطبي للمستشفى.
ونقل أعضاء المجلس المحلي لـ”الركبان” والكادر الطبي الواقع السيئ الذي يعيشه سكان المخيم جراء الحصار المفروض على المنطقة منذ أكثر من 40 يومًا، وفقدان المواد الغذائية والأدوية من سوق المخيم.
ومنذ أكثر من شهر، أطلق سكان في مخيم “الركبان” على الحدود السورية- الأردنية اعتصامًا احتجاجًا على الأوضاع التي يعيشونها، في الوقت الذي قطعت فيه قوات النظام الطرق المؤدية للمخيم مجددًا، ما تسبب بأزمة معيشية داخله.
ومنعت قوات النظام دخول المواد الغذائية والأدوية والطحين للمخيم، ما أعاد الأوضاع المعيشية المتردية إلى خيام النازحين فيه.
وعود بـ”الإنقاذ”
لم يعلن التحالف الدولي لمحاربة تنظيم “الدولة الإسلامية” عن أي زيارة أجراها قائده إلى مخيم “الركبان” مؤخرًا، لكن مصادر أهلية، وأخرى عسكرية أكدت لعنب بلدي أن قائد قوات التحالف زار المخيم الثلاثاء.
وأكد رئيس المجلس المحلي في المخيم، محمد درباس الخالدي، لعنب بلدي الزيارة، لكنه قلل من أهمية الوعود المطروحة، إذ أشار إلى أن وفد التحالف الدولي وعد سكان المخيم برفع مطالبهم للقيادة.
وأضاف أن الوعود لم تقدم جديدًا، إذ لطالما وعد التحالف بتحسين أوضاع سكان المخيم عقب كل احتجاجات أو اعتصام، لكنها لم يسبق أن انعكست على أرض الواقع.
من جانبه، قال مصدر عسكري في “جيش سوريا الحرة” المدعوم من قبل التحالف، تحفظ على ذكر اسمه لعدم امتلاكه تصريحًا بالحديث لوسائل الإعلام، إن وفدًا من التحالف زار المخيم للاطلاع على ما يجري على أرض الواقع.
وأضاف أن تقارير عديدة رفعت لقوات التحالف تفيد بأن الوضع المعيشي والطبي في المخيم متردٍ، ما دفع قائد التحالف لزيارة المنطقة بنفسه.
وبحسب المصدر، فإن الوعود التي طرحها التحالف كانت “مثيرة للتفاؤل”، إذ استمع الوفد إلى آراء جميع الحاضرين، وقُدمت خلال الزيارة معظم المشكلات التي يعاني منها “الركبان”.
وقال قائد التحالف إنه سيدفع نحو إطلاق خطة لمساعدة سكان المخيم، وفق المصدر.
معاناة متكررة
يقيم في مخيم “الركبان” ثمانية آلاف نسمة، وفق “المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان في سوريا“، وتتوافق مع الإحصائية التي نشرها حساب “صوت الركبان” عبر منصة “إكس“، وهو منصة تنقل الأخبار من داخل المخيم.
وفي الإطار نفسه، تحدث وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، في تموز 2022، عن حوالي 12 ألف نسمة لا يزالون في المخيم، “أغلبيتهم من الداعشيين والجماعات الإرهابية المسلحة”، وفق تعبيره.
وفي حديث إلى وكالة “الأناضول” التركية، في نيسان 2022، قال المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية الأممي، ينس لارك، “نشعر بالقلق حيال الأوضاع الإنسانية والظروف المعيشية الصعبة التي يواجهها سكان المخيم البالغ عددهم نحو عشرة آلاف و500 شخص”.
منذ أكثر من شهر، منعت حواجز النظام العسكرية دخول المواد الغذائية والأدوية والطحين للمخيم، ما ترك السكان أمام ارتفاع بأسعار المواد الأساسية، وغياب بعضها عن البقاليات.
وفي 23 من نيسان الماضي، نشر المركز الإعلامي لمخيم “الركبان” عبر “فيس بوك” منشورًا قال فيه إن قوات النظام منعت دخول الشاحنات من الطريق المؤدي للمخيم وهو الطريق الوحيد لدخول المواد الغذائية للمخيم.
وأضاف أن معضم المحال التجارية في “الركبان” صارت شبه فارغه مع فقدان أغلب المواد وارتفاع أسعار المواد المتبقيه بشكل مضاعف.
ووفق المركز الإعلامي، وصل سعر ليتر المازوت الواحد إلى 20000 ليرة سورية، بينما فُقدت مادتا الغاز والبنزين من السوق بشكل كامل، وفُقدت أيضًا مواد السكر والخضار والفروج، في الوقت الذي وصل فيه سعر الكيلوغرام الواحد من اللحم إلى 200000 ليرة سورية.
وكان المخيم قبل عام 2018 يضم حوالي 70 ألف نسمة، لكن عددًا كبيرًا من سكانه خرجوا باتجاه مناطق سيطرة النظام السوري عام 2018.