«بدنا نسقطوا شلون ما كان»
هذه العبارة كثيرًا ما كان يرددها وائل عبيد (أبو رائد) في المظاهرات وجلساته مع أصدقائه كما ينقلون عنه.
أبو رائد كان من أوائل المشاركين بثورة الكرامة، حيث كان بالصفوف الأولى في المظاهرات السلمية، بصحبة هاتفه المحمول لينقل بعدسته كل تفاصيل الثورة ومظاهراتها السلمية.
اعتقلته المخابرات الجوية مع صديقه وسيارته بتاريخ 5 آب 2011 من أمام جامع المصطفى في داريا..
أبو رائد من مواليد 1983 متزوج وأب لطفلين ملاك ذات الأربعة أعوام، ورائد ابن العامين، ويعمل أعمالًا حرة، ولديه وضع صحي خاص بسبب تعرضه لحادث سير قبل حوالي عشر سنوات. ملاك ورائد (أبناؤه) لا يعلمون عن اعتقال والدهم بل يظنون أن سبب غيابه هو سفره وانشغاله بالعمل.
تنقل أبو رائد خلال فترة اعتقاله بين أفرع المخابرات الجوية- مطار المزة، ومن ثم الفرقة الرابعة، ومن ثم نقل إلى سجن صيدنايا العسكري بتاريخ 5 تشرين الثاني 2012، وقد وردت أنباء مؤخرًا عن تحويله إلى سجن عدرا المركزي، ولم يتمكن أهله من التأكد من ذلك.
وائل شاب ملتزم دينيًا فهو يعيش في بيئة محافظة، ولكنه سجل موقفًا مبكرًا من الشيخ البوطي وكان يستنكر عليه عداءه للثورة السورية ودعمه المطلق للنظام، وكثيرًا ما اصطدم مع أقرانه الثوار الذين كانوا مايزالون يدافعون عن الشيخ البوطي.
ومن المواقف التي تميز بها وائل أثناء الثورة اتخاذه لقرار الإقلاع عن التدخين بشكل نهائي وذلك أمام جموع الأهالي الذين قدموا إلى خيمة عزاء أحد الشهداء في بداية الثورة متأثرًا بكلمة ألقاها الناشط يحيى شربجي حول التغيير وضرورة بدأ من النفس. فأخرج وائل علبة السجائر أمام الجميع وقام «بفعسها» وتعهد أمامهم بعدم العودة إلى التدخين. وذكر نشطاء من أصدقاء وائل أنه لم يعد إلى التدخين منذ ذلك الوقت.
تسعة عشر شهرًا وما يزال وائل في سجون الأسد رغم مراسيم «العفو» العديدة التي أصدرها رأس النظام خلال سنتي الثورة، دون أن يشمل معتقلي داريا في «مرحلة الورود والماء» ووائل أحدهم.