بعد مصرع رئيسي

من محمد مخبر الذي سيتولى مهام الرئاسة مؤقتًا في إيران

النائب الأول للرئيس الإيراني محمد مخبر في أثناء حضوره اجتماع مجلس رؤساء حكومات الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون - 26 تشرين الأول 2023 - (CFP)

camera iconالنائب الأول للرئيس الإيراني محمد مخبر في أثناء حضوره اجتماع مجلس رؤساء حكومات الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون - 26 تشرين الأول 2023 - (CFP)

tag icon ع ع ع

تستعد إيران لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة بعد إعلان خبر مصرع الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، ووزير الخارجية، حسين أمير عبد اللهيان، في حادث تحطم طائرة مروحية كانت تقلهم في محافظة أذربيجان الشرقية شمالي غربي إيران، في 19 من أيار الحالي.

وقال المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، الاثنين 20 من أيار، إن محمد مخبر النائب الأول للرئيس أصبح المسؤول عن السلطة التنفيذية وأمامه فترة أقصاها 50 يومًا لإجراء الانتخابات، وذلك بعد مصرع الرئيس إبراهيم رئيسي.

وسيتولى تنظيم الانتخابات الرئاسية، مجلس مكون من رئيس البرلمان ورئيس السلطة القضائية ونائب الرئيس.

وينص الدستور الإيراني على أن يتولى النائب الأول للرئيس مهامه “في حالة وفاة الرئيس أو إقالته أو استقالته أو غيابه أو مرضه لأكثر من شهرين”.

وتم تحديد يوم 28 من حزيران المقبل موعدًا لانتخاب رئيس جديد للبلاد، وذكرت وسائل إعلام إيرانية أنه تم انتخاب محمد علي موحدي كرماني رئيسًا لمجلس خبراء القيادة بأغلبية 55 صوتًا.

وانطلقت اليوم، الثلاثاء 21 من أيار، أعمال مجلس خبراء القيادة بعد مصرع اثنين من أعضائه في حادث تحطم المروحية، الأول كان الرئيس ابراهيم رئيسي، والثاني ممثل المرشد في محافظة أذربيجان الشرقية وخطيب جمعة مدينة تبريز محمد علي آل هاشم.

وبعد مصرع وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، وعقب موافقة الحكومة، جرى انتخاب علي باقري مشرفًا على وزارة الخارجية، الاثنين، وكان باقري يشغل منصب نائب وزير الخارجية للشؤون السياسية.

وكان رئيسي، الذي لقي مصرعه، في 19 من أيار الحالي، مع وزير الخارجية، حسين أمير عبد اللهيان، ومسؤولين آخرين، يقترب من نهاية فترة ولايته الأولى التي استمرت أربع سنوات كرئيس.

ووفق الدستور الإيراني، في حال وفاة أو استحالة قيام الرئيس الإيراني بمهامه على رأس هرم السلطة، يتولى نائبه الأول مهام قيادة البلاد، إذا وافق المرشد الأعلى للجمهورية علي خامنئي على ذلك، إذ تنص المادة “131” من الدستور الإيراني، الذي صدر عام 1989، على أن يكون النائب الأول للرئيس مسؤولًا عن ترتيب انتخابات للرئاسة خلال 50 يومًا.

من جهته، قال المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور في إيران، هادي طحان نظيف، إن النائب الأول للرئيس سيتولى مهام الرئاسة ولن تطلق عليه صفة الرئيس قبل الانتخابات.

وأوعز المرشد الأعلى علي خامنئي لرئيس الأركان بتشكيل لجنة للتحقيق في أسباب سقوط المروحية، وأرسل خامنئي رسالة إلى أعضاء المجلس أكد فيها أن المجلس يُعد من مظاهر السيادة الشعبية الإسلامية في النظام الإيراني.

من محمد مخبر؟

سياسي إيراني، من مواليد عام 1955، مقرب من المرشد الأعلى للجمهورية علي خامنئي، وكان ضابطا بارزًا في الحرس الثوري إبان الحرب العراقية الإيرانية (1988-1980).

سطع نجمه بعد توليه رئاسة “لجنة تنفيذ أوامر الإمام الخميني”، الذراع المالية لمكتب المرشد الأعلى في البلاد، منذ 2007 حتى 2021، وعيّنه الرئيس إبراهيم رئيسي في 8 من آب 2021 نائبًا أول له.

ولد محمد مخبر في 1 من أيلول 1955 بمدينة دزفول الواقعة شمالي محافظة خوزستان جنوبي غربي البلاد، حيث كان والده رجل دين معروفًا، وتلقى تعليمه الابتدائي في دزفول والأهواز.

متزوج، لكن لا توجد معلومات عن زوجته وتاريخ زواجه، وله ولدان، طيبة ابنته البكر وأخوها سجاد.

دخل محمد مخبر إحدى المدارس الابتدائية في مسقط رأسه، ثم انتقل إلى مدينة الأهواز مركز محافظة خوزستان الغنية بالنفط، وأنهى فيها المرحلة الإعدادية، قبل أن يواصل دراساته الأكاديمية، حصل على شهادة البكالوريوس في هندسة الكهرباء، وشهادة الماجستير والدكتوراة في فرع الإدارة والتخطيط من جامعة بهشتي.

كما أنه حاصل على شهادتي الماجستير والدكتوراه في تخصص القانون الدولي.

عمل  محمد مخبر بعد تخرجه ضابطًا في الهيئة الطبية التابعة لـ”الحرس الثوري” خلال الحرب العراقية- الإيرانية في ثمانينيات القرن الماضي.

ترأس مخبر “هيئة تنفيذ أوامر الإمام”، وهي عبارة عن مؤسسة لها صندوق (خاصة بالعقارات) مكلفة بإدارة الممتلكات المصادرة من نظام الشاه محمد رضا بهلوي، في أعقاب الثورة الإسلامية عام 1979، و كان عينه المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي بالمنصب عام 2007، وبقي فيه حتى عام 2021.

تأسست تلك المؤسسة في الثمانينيات، وتطورت على مر السنين لتصبح تكتلًا اقتصاديًا حكوميًا رئيسيًا يمتلك أسهمًا في مختلف القطاعات.

ووفقاً لتحقيق أجرته “رويترز” عام 2013، فإن “هيئة تنفيذ أوامر الإمام”، التي لها حصص في كل قطاعات الاقتصاد الإيراني، أقامت إمبراطوريتها بالاستيلاء الممنهج على آلاف العقارات المملوكة لأقليات دينية ورجال أعمال وإيرانيين مقيمين في الخارج، وقدّر التحقيق قيمة ممتلكات المؤسسة بنحو 95 مليار دولار.

وقالت وزارة الخزانة الأمريكية، في تقرير عام 2023، إن الهيئة تنتهك بشكل ممنهج حقوق المعارضين بمصادرة أراضي وممتلكات معارضي النظام، بمن فيهم المعارضون السياسيون والأقليات الدينية والإيرانيون في الخارج.

تدرج مخبر في عدد من المناصب الحكومية بمحافظة خوزستان، فكان المساعد التجاري لرئيس مؤسسة “المستضعفين” وهي مؤسسة خيرية معروفة باسم “بنياد”، وتتبع للمرشد الإيراني، تهدف إلى القضاء على الفقر، لكنها أصبحت ثاني أكبر كيان اقتصادي في إيرات بعد شركة النفط الوطنية.

وتعمل هذه المؤسسات خارج نطاق الحكومة، وتم إعفاؤها من دفع الضرائب بموجب مرسوم من خامنئي، وهي لا تخضع لمراجعة الحسابات الحكومية ولا للمساءلة أمام البرلمان الإيراني.

بعدها أصبح مخبر رئيسًا لمجلس إدارة بنك “سينا”، وهو شركة مصرفية خاصة إيرانية، وشغل هذا المنصب لمدة عشر سنوات تقريبًا، وبهذه الصفة كان له تأثير على الشؤون المالية لمؤسسة “المستضعفين”، نظرًا لأنها تمتلك غالبية أسهم بنك “سينا”، ثم أصبح المدير العام لشركة الاتصالات بمدينة دزفول، قبل انتقاله إلى مدينة الأهواز ليعمل معاونًا تنفيذيًا ثم مديرًا عامًا لشركة الاتصالات بالمحافظة.

وفي عام 2013، أضافت وزارة الخزانة الأمريكية  “هيئة تنفيذ أوامر الإمام” (ستاد) و37 شركة يشرف عليها الصندوق إلى قائمة الكيانات الخاضعة للعقوبات الأمريكية.

عيّنه الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي نائبًا أول له في الانتخابات الرئاسية الإيرانية عام 2021، كما أنه عضو بارز في مجمع تشخيص مصلحة النظام، وهو الهيئة الاستشارية العليا في إيران.

لعب محمد مخبر دورًا عندما وعدت إيران بتزويد روسيا بصواريخ أرض- أرض بالإضافة إلى طائرات دون طيار، وتم الاتفاق، في 6 من تشرين الأول  2022، عندما زار برفقة مسؤولين من “الحرس الثوري الإيراني”، ومسؤول من المجلس الأعلى للأمن القومي، موسكو لإجراء محادثات مع روسيا بشأن تسليم الأسلحة، وبيع طائرات “شاهد” الإيرانية دون طيار إلى روسيا لاستخدامها في حربها ضد أوكرانيا.

ارتبط اسم مخبر منذ بداية حياته المهنية بفضيحة فساد ربطت مؤسسة “مستضعفان” بـ”الحرس الثوري الإيراني”.

وكشفت العقوبات المفروضة على بنك “سينا” أنه متورط في تمويل برامج الصواريخ الباليستية والبرامج النووية الإيرانية.

وكان محمد مخبر وصف الغارات الإسرائيلة على الأراضي السورية بأنها “انتهاك للقواعد الدولية ودليل على الانهيار الداخلي لهذا النظام الصهيوني الغاصب”.

أدرج الاتحاد الأوروبي محمد مخبر في تموز 2010 ضمن قائمة الأفراد والكيانات التي فرض عليها عقوبات واتهمها بالتورط في “أنشطة نووية أو أنشطة للصواريخ الباليستية”، وبعد مرور عامين رفع اسمه من القائمة.

في آب 2010، فرضت الحكومة الأسترالية على محمد مخبر عقوبات كفرد يساهم في أنشطة انتشار الأسلحة النووية الإيرانية،

كما فرضت وزارة الخزانة الأمريكية في عام 2021 عقوبات على مخبر، لدوره المالي في ما وصفته بـ”الفساد المنهجي وسوء الإدارة” في إيران.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة