تركيا.. السماح بنقل قيود متضرري الزلزال إلى بعض الولايات
بعد وقوع الزلزال الذي ضرب جنوبي تركيا وتأثرت به عدة مدن سورية في شباط 2023، أجبر المئات من اللاجئين السوريين على اللجوء إلى ولايات تركية أخرى لم تتأثر بالزلزال.
انتقال اللاجئين أدى بالبداية إلى إلغاء دائرة الهجرة التركية “إذن السفر” باستثناء ولاية اسطنبول للسوريين المقيمين في المناطق المتضررة، لتعدل لاحقًا قرارها بالسماح لهم بالبقاء مع فرض تجديد الإذن عند انتهائه للسماح لهم بالبقاء في المدن الذين انتقلوا إليها.
ورصدت عنب بلدي قبل أيام رفض إدارة الهجرة تجديد “إذن السفر” لبعض العائلات، إذ عرض عليهم إما نقل قيود “الكملك” إلى الولاية نفسها، وإما العودة إلى المدينة حيث كانوا يقيمون قبل الزلزال.
وفي الوقت نفسه، لم تستطع عنب بلدي التحقق من عدد الولايات التي أتاحت خيار النقل أمام اللاجئين السوريين المتضررين من الزلزال، ولكن وفق ما حصلت عليه من معلومات فإن العاصمة التركية أنقرة وولايات سكاريا وقيصري وسامسون وبورصة وإزمير من بين الولايات المسموح النقل إليها.
النقل خيار أفضل
عائشة، لاجئة سورية في الخمسينيات من عمرها، انتقلت مع عائلتها المكونة من ثمانية أشخاص من ولاية هاتاي إلى ولاية سكاريا بعد الزلزال، قالت لعنب بلدي، إن “إذن سفر” العائلة ما زال مستمرًا، لكن سماعهم من أقاربهم إمكانية نقل “الكملك” إلى المدينة أفرحهم لكونه الخيار الأفضل من كل النواحي.
عائلة عائشة (التي تحفظت على ذكر اسمها الكامل لأسباب شخصية)، تقيم في مدينة سكاريا وأسست حياتها مع ابنتها وزوجها وابنها الشاب العشريني، وقالت لعنب بلدي، إن إتاحة خيار نقل الكملك جاء في الوقت المناسب بالنسبة إليهم وخاصة أنهم غير قادرين على إيجاد منزل بمدينة هاتاي للعودة أو حتى البقاء مخالفين.
وأضافت عائشة ابنة مدينة حلب، لعنب بلدي، أن مدينة هاتاي حيث كانت تقيم ما زالت في وضع سيئ من ناحية الخدمات والتنقل وغيرها من الضروريات، والعودة إليها كانت شبه “مستحيلة”، ولكن إتاحة دائرة الهجرة التركية الفرصة لنقل “الكمالك” جعلنا على الفور نتقدم بطلب موعد في 21 من أيار الحالي.
في الوقت نفسه، بدأت دوائر الهجرة التركية في بعض مناطق اسطنبول بمنح السوريين المغادرين من الولايات التركية المتضررة بالزلزال إلى ولايات أخرى “إذن سفر” للمرة السادسة، بغرض الإقامة بشكل قانوني بالولاية الجديدة، في حين لم تجدد بعض المدن الأخرى الإذن للاجئين.
الإذن “الأخير”
لم تكن عائلة عائشة الوحيدة التي رغبت بنقل قيد “الكملك” إلى ولاية أخرى، فالحديث عن السماح بالنقل بدأ يتداول بشكل أوسع على مجموعات “واتساب” تضم نساء متضررات من الزلزال ولاقى تفاعلًا كونه بمثابة استقرار للعائلات وخلاص من تجديد “إذن السفر” كل ثلاثة أشهر.
جميلة من مدينة حلب، ومنذ وقوع الزلزال انتقلت مع عائلتها من مدينة أنطاكيا إلى العاصمة التركية أنقرة لتقيم لدى أقاربها نحو شهر وتلجأ لاحقًا لاستئجار منزل، والالتزام باستخراج “إذن السفر” منذ إصدار دائرة الهجرة التركية القرار.
وعند تجديد “إذن السفر” الأخير قبل نحو ثلاثة أشهر، قالت موظفة في دائرة الهجرة التركية للعائلة، إن هذا الإذن هو الأخير في مدينة أنقرة، ما سبب القلق لهم منذ ذلك الوقت لتعلم قبل أيام أن أقاربها وأصدقاء العائلة استطاعوا نقل “الكملك” إلى أنقرة.
وذكرت جميلة لعنب بلدي، أن إذن سفرهم ينتهي في 27 من أيار الحالي، وقرروا نقل “الكمالك” لأنقرة كونهم خسروا ما تبقي لديهم في مدينة أنطاكيا التي أقامت فيها العائلة المكونة من سبعة أشخاص (خمسة أطفال وجميلة وزوجها) منذ عام 2015 حتى وقوع كارثة الزلزال.
ومن أهم أسباب رغبة بقاء العائلة في أنقرة، أنهم استأجروا منزلًا واشتروا أثاث المنزل بالكامل، مع استقرار الأطفال بالمدارس، بحسب جميلة.
ويُمنع السوريون منذ عام 2016 في تركيا من مغادرة الولايات المسجلين فيها، أو الإقامة في ولايات أخرى من دون “إذن سفر” صادر عن إدارة الهجرة التركية.
ويتعرض من لا يحمل “إذن السفر” من السوريين للتوقيف من قبل السلطات التركية لأنه يملك بطاقة “حماية مؤقتة” صادرة عن ولاية مختلفة عن مكان إقامته، ثم يتعرض للاحتجاز عدة أيام والترحيل لولاية مطابقة لـ”الكملك” أو لولاية مختلفة مع مخالفة مالية.
أوراق مطلوبة
العائلات قالت لعنب بلدي إن الأوراق المطلوبة للنقل ليست معقدة، فجميعها متوفرة ويستطيع اللاجئ في حال ذهب مع عائلته لتجديد “إذن السفر” وعُرض عليه خيار النقل أن يجري المعاملة على الفور ويتسلم “الكملك” الجديد باليوم نفسه.
عائشة أوضحت لعنب بلدي أن أقاربها نقلوا “الكملك” عبر تقديم “إذن السفر” الأخير الذي حصلت عليه العائلة إضافة إلى فاتورة مياه وبطاقات “الحماية المؤقتة” لجميع أفراد العائلة، إضافة إلى وجود بصمة أصابع وتصوير الموظفين كل فرد من العائلة، وإخبارهم أنه بعد 22 يومًا يستطيعون تثبيت نفوسهم في دائرة الهجرة التركية.
أما جميلة فقالت لعنب بلدي، إن أقاربها الذين نقلوا لم يطلب منهم إلا بطاقات “الحماية المؤقتة” و”إذن السفر” الأخير.
ويقيم في تركيا ثلاثة ملايين و115 ألفًا و344 شخصًا، بينما في ولاية هاتاي ما زال يسجل فيها قيد 258 ألفًا و449 لاجئًا سوريًا خاضعين لنظام “الحماية المؤقتة“، لا يقيم جميعهم في المدينة بعد زلزال شباط 2023.
ونشرت وكالة “الأناضول” التركية، في 6 من شباط 2024، خلال إحياء الذكرى السنوية الأولى من الزلزال، أرقامًا تفيد بوفاة 53 ألفًا و537 شخصًا، لم تحدد عدد السوريين منهم، بينما أصيب 107 آلاف و213 آخرون.
قانون ” الحماية المؤقتة”
عرّفت رئاسة الهجرة التركية قانون “الحماية المؤقتة” الذي يعيش بموجبه السوريون في تركيا، على أنه شكل من أشكال “الحماية”، طورته تركيا لإيجاد حلول فورية في حالات التدفق الجماعي للاجئين.
ويحمل قانون “الحماية المؤقتة“، الذي أقر في نيسان 2014، بنودًا تصب في حماية اللاجئين المقيمين بالبلاد وإدارة ملفهم، ومن أبرز بنود القانون “عدم الإعادة القسرية”، وهو البند الذي يُخرق بشكل متكرر منذ أكثر من عام.
وتعتبر أول مجموعة من السوريين دخلت إلى تركيا عبر معبر “يايلداغ” في مدينة هاتاي، وكانت مكونة من 252 شخصًا في 29 من نيسان 2011.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :