إيران تستنفر لإيجاد مروحية رئيسي ومرافقيه

  • 2024/05/19
  • 9:57 م
الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ورئيس أذربيجان إلهام علييف خلال افتتاح سد "قيز قلعه سي" بين الدولتين - 19 من أيار 2024 (وكالة مهر)

الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ورئيس أذربيجان إلهام علييف خلال افتتاح سد "قيز قلعه سي" بين الدولتين - 19 من أيار 2024 (وكالة مهر)

لا تزال عمليات البحث عن طائرة مروحية كانت تقل الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، ومسؤولين إيرانيين مستمرة منذ ساعات، وسط استنفار لفرق الإنقاذ وقوات الجيش، بعد “هبوط اضطراري” شمال غربي إيران.

وذكرت وكالات الأنباء الإيرانية ومسؤولون في طهران أن الطائرة اضطرت إلى “هبوط اضطراري صعب” في محافظة أذربيجان الشرقية شمال غربي إيران اليوم، الأحد 19 من أيار.

وكانت المروحية تقل رئيسي وحسين أمير عبد اللهيان، وزير الخارجية الإيراني، ومحمد علي آل هاشم، إمام في مدينة تبريز وممثل المرشد الإيراني في محافظة أذربيجان الشرقية، ومالك رحمتي محافظ أذربيجان الشرقية.

وذكرت وكالة “تسنيم” الإيرانية، أن مكان حادث المروحية، يقع في محيط قرية أوزي الواقعة في غابات أرسباران، وتعتبر من المناطق التي يصعب الوصول إليها، لأنها وعرة ولا يمكن التنقل فيها بالسيارة.

وتشهد المنطقة هطول أمطار شديدة وأجواء ضبابية، ولا يصل مدى الرؤية إلى متر واحد، كما تعذّرت عمليات البحث بواسطة الطيران، نظرًا للظروف الجوية السيئة.

بحث “صعب”

المرشد الأعلى الإيراني، علي الخامنئي، طالب الجميع بالدعاء لسلامة “المجموعة الخدومة”، وأضاف “لا يقلقنّ الشعب الإيراني ولا يشعرنّ بالاضطراب، فلن تُصاب إدارة شؤون البلاد بأيّ خلل”، وسط آمال بأن يعود رئيسي ومرافقوه إلى “أحضان الشعب”.

وزير الداخلية الإيراني أحمد وحيدي، قال إن المروحية اضطرت إلى القيام بـ”هبوط اضطراري صعب”، بسبب سوء الأحوال الجوية، مضيفًا أنه تم إرسال فرق الإنقاذ إلى المنطقة، لكن قد يستغرق الوصول إلى المروحية بعض الوقت، بسبب الضباب.

وقال وحيدي، “لقد تواصلنا مع مرافقي الرئيس، لكن لأن المنطقة معقدة بعض الاتصالات صعبة، ونحن بانتظار وصول فرق الإنقاذ إلى منطقة الحادث وهبوط المروحية وتزويدنا بالمعلومات”.

أما رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، اللواء محمد باقري، فقال إنه وضع جميع مرافق ومعدات وإمكانات الجيش وهيئة الجيش وقيادة الشرطة لتقديم الإغاثة والبحث عن المروحية.

المروحية التي كانت تقل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في ختام مراسم افتتاح سد “قيز قلعة سي” خلال إقلاعها – 19 من أيار 2024 (وكالة مهر)

بدوره، أعلن وزير الصحة والعلاج والتعليم الطبي،  الإيراني بهرام عين اللهي، عن توفير جميع الإمكانات والمرافق الطبية وسيارات الإسعاف والأطباء المتخصصين والجراحين في المنطقة، لتقديم الخدمات اللازمة فور العثور على المروحية.

وقال رئيس جمعية الهلال الأحمر الإيراني، بیرحسین کولیوند، إن 40 فريق إنقاذ سريع، يبحثون في جميع الاتجاهات للعثور على المروحية.

وأعلن المتحدث باسم منظمة الطوارئ في إيران، باباك يكتابرست، أنه لم يكن ممكنًا مواصلة عملية البحث جوًا، بسبب الضباب الكثيف، وقال إن ثماني سيارات إسعاف للطوارئ توجهت من تبريز إلى موقع الحادثة.

وبسبب المسافة بين موقع الحادثة المحتمل والطريق، توجد في المنطقة ثلاث فرق من فريق “طوارئ تبريز” مع المعدات للبحث وتقديم الخدمات الطبية الطارئة، وفق يكتابرست.

المروحية التي كانت تقل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في ختام مراسم افتتاح سد “قيز قلعة سي” خلال إقلاعها – 19 من أيار 2024 (وكالة مهر)

“أمر غبي”

الكاتب والباحث المختص في الشأن الإيراني، ضياء قدور، قال تعليقًا على الحادثة، إنه لا يمكن لرئيس في العالم أن يقع في أسوأ من هكذا ظروف إنقاذ سيئة للغاية، ربما الحظ العاثر، وربما أمور لا نعلمها.

وكتب عبر منصة “X”، أن أول احتمال يظهر أمام الشخص عن كيفية هبوط مروحية اضطراريًا في منطقة جبلية كثيفة بالغابات، هو تحطم شفرات المروحية، ما يجعلها غير متوازنة بسبب الاصطدام بجذوع الأشجار المرتفعة، ما يؤدي في النهاية إلى سقوط قوي، ويمكن التنبؤ بموت كل الركاب بنسبة عالية.

أما الباحث في معهد “الشرق الأوسط“، تشارلز ليستر، فقال إن قرار إيران بإرسال رئيسها ووزير الخارجية على متن طائرة “هليكوبتر”، فوق الجبال عبر الحدود، وسط ضباب كثيف، مع إيقاف تشغيل أجهزة الإرسال والاستقبال في نهاية الأيام هو أمر غبي بشكل محير.

الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي خلال افتتاح سد “قيز قلعه سي” – 19 من أيار 2024 (إيران بالعربية)

أول رئيس إيراني يزور دمشق منذ 13 عامًا

في أيار 2023، زار إبراهيم رئيسي، رئيس النظام السوري بشار الأسد، وكانت الزيارة الأولى لرئيس إيراني إلى دمشق منذ 13 عامًا، إذ كان آخر رئيس إيراني زار العاصمة السورية قبله هو محمود أحمدي نجاد في أيلول 2010.

وكانت زيارة رئيسي لسوريا متزامنة مع تحركات دبلوماسية إقليمية، أبرزها اتفاق السعودية وإيران على استئناف علاقاتهما قبل شهر من الزيارة، ومع انفتاح عربي خاصة سعودي تجاه دمشق بعد مقاطعة للأخيرة منها ومن دول عربية منذ عام 2011.

خلال الاستقبال قال الأسد للرئيس إبراهيم رئيسي “عندما شنت حرب ظالمة ضد إيران في عام 1980 لمدة ثماني سنوات، سوريا لم تتردد بالوقوف إلى جانب إيران رغم التهديدات والمغريات في ذلك الوقت”، مشيرًا إلى أن إيران قامت بالمثل حين شنت “الحرب” في سوريا، وزادت بتقديمها الدماء، وفق قوله.

ووصف بشار الأسد العلاقة مع إيران خلال الزيارة، بأنها “غنية عن التعريف، غنية بالمضمون، غنية بالتجارب، وغنية بالرؤية التي كونتها”.

رئيس النظام السوري بشار الأسد يستقبل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي والوفد المرافق في زيارته إلى سوريا- 3 من أيار 2023 (رئاسة الجمهورية)

من إبراهيم رئيسي؟

إبراهيم رئيسي من مواليد 1960 في مدينة مشهد، رجل دين وسياسي محافظ، التحق بالقضاء عام 1980، وعمل مدّعيًا عامًا حتى عام 1994.

ويتولى إبراهيم رئيسي منذ عام 2016 منصب مدير مؤسسة “آستان قدس رضوى”، وهي مؤسسة دينية بالغة النفوذ والأهمية، الأمر الذي اعتبرته أوساط إيرانية تمهيدًا وإعدادًا لخلافة مرشد الثورة.

وكان رئيسي خاض الانتخابات الرئاسية عام 2017، وخسرها أمام حسن روحاني، الذي حصل حينها على ولاية رئاسية ثانية.

في حزيران 2021، فاز رئيسي بالانتخابات للرئاسة الإيرانية، ومن إجمالي 28 مليونًا و600 ألف صوت، حصل رئيسي على النسبة الأعلى من الأصوات بنسبة 63% من أصوات الناخبين.

وحصل رئيسي حينها على 17 مليونًا و800 ألف صوت، بينما حصل المرشح الرئاسي الآخر، محسن رضائي، على ثلاثة ملايين و300 ألف صوت، وعبد الناصر همتي على مليونين و400 ألف صوت، وحصل قاضي زاده هاشمي على مليون صوت.

وعمل رئيسي منذ شبابه في السلك القضائي، وتربطه علاقات جيدة بـ”الحرس الثوري الإيراني”.

الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي خلال اجتماع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو – 7 من كانون الأول 2023 (رويترز)

كان واحدًا من أربعة قضاة يقررون مصير آلاف معتقلي المعارضة الذين أُعدموا بعد انتهاء الأحكام الصادرة بحقهم، عام 1988، فيما عُرف باسم “لجنة الموت”، وفقًا لما نشرته هيئة الإذاعة البريطانية “BBC“.

ويعتبر رئيسي من بين المقربين إلى المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، علي خامنئي، باعتباره كان أحد طلابه في إحدى المدارس الدينية بمدينة مشهد حيث ينحدر، بحسب ما ذكرته “وكالة الأنباء الفرنسية” عن حياته.

ويخضع رئيسي (63 عامًا) لعقوبات من قبل الولايات المتحدة بسبب تورطه في الإعدام الجماعي لآلاف السجناء السياسيين في عام 1988 في نهاية الحرب بين إيران والعراق، وكان رئيسي متورطًا في حملة القمع “الوحشية” بشأن احتجاجات “الحركة الخضراء” في إيران التي أعقبت انتخابات عام 2009.

مقالات متعلقة

  1. "هبطت اضطراريًا".. بحث متواصل عن طائرة تقل الرئيس الإيراني
  2. إيران تعلن مقتل رئيسي ووزير الخارجية في تحطم المروحية
  3. مصرع رئيسي يتسبب بتدهور الريال الإيراني وإغلاق البورصة
  4. بغياب بشار الأسد.. زعماء وممثلو دول في تشييع الرئيس الإيراني

دولي

المزيد من دولي