تشهد مدينة رأس العين شمال غربي الحسكة ارتفاعًا في أسعار أجهزة التبريد من مراوح ومكيفات مع حلول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة.
وتعد أرخص وسائل التبريد مرتفعة الثمن مقارنة بمستوى المعيشة وقيمة أجور العمال التي لا تتجاوز دولارين أمريكيين في اليوم الواحد (ما يعادل 30 ألف ليرة سورية).
وبحسب ما رصدته عنب بلدي، فإن أسعار المكيفات (التي تعمل على غاز التبريد) من نوعية كورية، تتراوح بين 200 و550 دولارًا أمريكيًا، أما المكيفات الإيرانية فتبدأ أسعارها من 135 دولارًا للحجم الصغير، و150 دولارًا للمتوسط، و170 دولارًا للكبير.
وبالنسبة للمكيفات الصحراوية (تعمل عن طريق وضع المياه بداخلها، وتعمل مروحة على تبريدها وتحويل الهواء إلى بارد)، فإن أسعارها تتراوح بين 70 و120 دولارًا، ولا توجد رغبة في استخدامها بسبب استهلاكها للكهرباء بشكل أكبر من الأنواع الأخرى.
ويبلغ سعر المراوح السقفية ذات المنشأ التركي 50 دولارًا، بينما تبلغ أسعار المراوح الصينية 40 دولارًا، وتتراوح أسعار المراوح الأرضية بين 17 و30 دولارًا أمريكيًا.
أسعار تفوق قدرة السكان
هذه الأسعار جعلت من امتلاك المكيف شكلًا من الرفاهية والبذخ، وسط انخفاض قدرة العائلات على شراء احتياجاتهم الأساسية من غذاء ودواء.
وتعد رأس العين من المناطق مرتفعة الحرارة في سوريا، حالها كبقية شمال شرقي سوريا، وتصل درجات الحرارة خلال ساعات الذروة في الصيف إلى 45 درجة مئوية، وتصل أحيانًا إلى 50 درجة مئوية في شهر آب.
حنين المرزوق من سكان قرية المسجد شرقي رأس العين، قالت لعنب بلدي، إن لديها مكيفًا في المنزل من النوعية الصحراوية القديمة، التي تتطلب طاقة كهربائية وجهدًا من منظومة الطاقة الشمسية في المنزل.
وأوضحت أنها رغبت بشراء مكيف من النوعية الجيدة، يستهلك الكهرباء بشكل أقل، لكن سعره مرتفع، فاضطرت لشراء ثلاثة ألواح من الطاقة الشمسية بسعر 60 دولارًا من أجل تشغيل المكيف القديم في المنزل.
عدنان المعصوم من سكان رأس العين، قال لعنب بلدي، إن أسعار المكيفات صادمة ومبالغ فيها مقارنة بعام 2023، مشيرًا إلى أنه اشترى مكيفًا العام الماضي بسعر 80 دولارًا، لكنه تعطّل نتيجة تماس كهربائي.
وأضاف أنه قرر شراء نفس نوعية وحجم المكيف، ليتفاجأ بأن سعره يبلغ 140 دولارًا، وذكر أنه يستعمل حاليًا المروحة السقفية لحين تحسن الظروف المادية لشراء مكيف جديد لمنزله.
ارتفاع 40% عن عام 2023
هذه الأسعار لا ترضي الزبائن ولا التجار، إذ قال سعيد الحوار، وهو صاحب محل لبيع أجهزة التبريد، إن ارتفاع أسعار الأجهزة الكهربائية يعود إلى صعوبة جلبها إلى المنطقة.
وأوضح لعنب بلدي أن التجار يشترونها من الرقة والحسكة حيث تسيطر “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، وتأتي بطرق غير نظامية (تهريب) وصولًا إلى تل أبيض ورأس العين.
وأضاف أن تكلفة النقل وجلبها عبر طرق “التهريب” والإتاوات المفروضة من طرف “قسد” سببت زيادة السعر بنسبة تصل إلى 40% عن عام 2023.
وأشار إلى أن أسعار الأدوات الكهربائية من تركيا مرتفعة أكثر، لذلك يضطرون إلى شرائها من الرقة والحسكة بأسعار أقل.
ويعتمد سكان المدينة البالغ عددهم 115 ألف نسمة بشكل رئيس على قطاع واحد هو الزراعة، وتعد الليرة السورية العملة المتداولة في المنطقة، لكن واقعها المضطرب وانخفاضها إلى مستويات غير مسبوقة أرهق الأهالي، أما العملة الثانية فهي الليرة التركية (غير متداولة بكثرة) بسبب متاخمة المدينة الحدود التركية، والثالثة هي الدولار الأمريكي.
ويعادل كل دولار أمريكي 15320 ألف ليرة سورية، ويبلغ مقابل العملة التركية 32.5 ليرة، بحسب موقع “الليرة اليوم” المتخصص بأسعار العملات النقدية.