تصل عائلة سورية إلى قرية صغيرة شمال شرقي بريطانيا، لكنها وبمجرد وصولها تواجه رفضًا وهجومًا من قبل بعض السكان المحليين.
يحمل اللاجئون في قلوبهم بعض الأمل بمجرد وصولهم إلى الجهة التي يرغبون بالوصول إليها، لكن الحال لن يكون كذلك مع يارا وعائلتها، التي تتعرض لهجوم مباشر يؤدي إلى وقوع الكاميرا الخاصة بها على الأرض وتحطمها، فيما يمثل رسالة مبكرة مفادها أن الطريق لن يكون سهلًا.
سعى مخرج الفيلم كين لوتش للغوص في أعماق مشكلة استقبال اللاجئين من قبل المجتمعات المحلية، في وقت تتصاعد فيه الخطابات الرافضة لوجودهم، وتتزايد حظوظ الأحزاب اليمينية المتطرفة بالوصول إلى الحكم في عدة دول أوروبية، وليصل إلى عمق المشكلة، حاول تحليل المشكلات المحلية.
تمثل القرية مجتمعات أكبر، في بلدات ومدن أخرى، سواء في بريطانيا أو في دول أوروبية أخرى، القرية لديها مشكلات معقدة، هجرها سكانها وأغلقت مصانعها وحاناتها، حانة واحدة بقيت تجمع السكان في المساء، ولأن هؤلاء في موقع الضعف، فمن الطبيعي أن يهاجموا طرفًا أضعف.
في المقابل، يذهب لوتش لمحاولة فهم شعور اللاجئين، إذ تزور يارا كاتدرائية القرية التي يتجاوز عمرها ألف عام، وفي وسط الجمال البصري للمشهد، تحضر الآثار السورية في تدمر، في حوار عميق يوضح تفاصيل في غاية الأهمية، السوريون واللاجئون عمومًا كانت لديهم حضارة ربما أقدم من الحضارة الأوروبية، ولها تأثيرها وحضورها حتى على فتاة مراهقة صغيرة، والدها معتقل في سجون بشار الأسد.
هناك مساحة بصرية جمالية في الفيلم، استخدمت للتأمل والتفكير في فكرة الفيلم الأساسية، من خلال الصور المعلقة على حائط الحانة القديمة، أو في الكاتدرائية وكذلك مشاهد أخرى، الفيلم مليء بالتفاصيل المدهشة والبسيطة القادرة على التأكيد على صلب الفكرة، وزراعة الأمل لدى الجميع.
الفيلم المنتج في 2023، يحمل إدانة للجميع، للحكومات وللنظام السوري ولتنظيم الدولة، لكنه لا يدين المجتمعات المحلية الصغيرة الرافضة لوجود اللاجئين، فقط أراد المخرج أن يشرح لهم أن المشكلة ليست في اللاجئين ولا فيهم هم، بل في النظام السياسي والاقتصادي الذي يأكل حقوق الجميع، والشركات التي تشتري المنازل بنهم الجائع وتغير هوية المكان، وعندما يشعر المستضعفون بالجوع يأكلون بعضهم بعضًا بدلًا من التمرد على صاحب المشكلة الرئيسة والمسبب الأساسي والأول.
حصل الفيلم على تقييم 7.1 في موقع قاعدة بيانات السينما العالمية (imdb)، وحصد ثماني جوائز ورشح لسبع أخرى.
الفيلم من بطولة ديف تورنر وإيبلا ماري وكلير روجرسون وتريفور فوكس.