لا تغطي أجور حراثة الأرض
أسعار الفول الأخضر تخيّب أمل المزارعين بدرعا
درعا – حليم محمد
مع بداية موسم حصاد الفول، انخفضت أسعاره في السوق المحلية بمحافظة درعا جنوبي سوريا، حيث وصل سعر الكيلوغرام إلى 4000 ليرة سورية، بينما كان لا يقل في نيسان الماضي عن 10000 ليرة سورية.
يرى مزارعون أن السعر الحالي لا يترك لهم ربحًا ماليًا يوازي حجم التعب والجهد والتكاليف، كما أنهم لم يتمكنوا من بيعه أخضر قبل جفافه، لأن السعر أيضًا كان منخفضًا، ووصل إلى 2000 ليرة في آذار الماضي.
وتبلغ مساحة الأراضي المزروعة بالفول في درعا لهذا الموسم 3024 هكتارًا، وتتركز في ريف درعا الغربي بحقول طفس وجلين وتل شهاب وداعل ونوى، وتغذي هذه المناطق سوقي “الهال” في درعا ودمشق.
السعر لا يوازي التكاليف
سعد الدين كيوان، مزارع من مدينة طفس في ريف درعا الغربي، قال لعنب بلدي، إنه زرع الفول بمساحة 10 دونمات هذا العام، ولم يحصل على السعر المناسب للبيع في موسم الفول الأخضر، والحال نفسه ينطبق على المجفف كما يبدو.
وأضاف أن ثمن البذار الحالي (الحبوب الجافة) لا يغطي تكاليف الإنتاج، إذ وصلت أجرة العامل في قص المحصول إلى 150 ألف ليرة سورية عن كل دونم، و100 ألف ليرة أجرة جمعه في أكوام وهو ما يعرف محليًا بـ”التغمير”.
وتصل أجرة الآلة (الدرّاسة) التي تهرس النبات وتفرز البذور والتبن كل على حدة إلى 200 ألف ليرة سورية عن كل دونم.
وقدّر المزارع إنتاج الدونم لديه بـ150 كيلوغرامًا من البذار، لافتًا إلى أنه باع طنًا من الفول حين كان أخضر.
وقال إن التكاليف لا تقتصر على حصاد الموسم، إذ تضاف تكاليف الأدوية، وبلغت تكلفة رش المحصول خمسة ملايين ليرة سورية، وهي ديون عليه لدى الصيدلية الزراعية في المنطقة.
وارتفعت أجور حراثة الأرض إلى 100 ألف ليرة سورية عن كل دونم، كما ارتفعت أجور العمال، إذ يتقاضى العامل ستة آلاف ليرة عن كل ساعة عمل.
وفي موسم زراعة الفول في تشرين الثاني، وصل سعر كيلو البذار إلى 10000 ليرة سورية، ويحتاج الدونم إلى 15 كيلو.
تخزين أو للمراعي
دفع انخفاض أسعار الفول المزارع زهير المحمد (33 عامًا) إلى تخزين إنتاج أرضه من البذار، وكميته 1.1 طن في مستودعه ببلدة المزيريب في ريف درعا الغربي، على أمل أن يتحسن سعره مع بداية التحضير للموسم المقبل في تشرين الأول.
وقال إن كثرة المعروض حاليًا تجعل التجار لا يدفعون فيه سوى سعر 4000 إلى 5000 ليرة سورية، لكن بعد فترة، تقل المادة في السوق حيث تستهلك مجارش الأعلاف كميات منها، وفي موسم الزراعة يزيد الطلب على البذار.
أما المزارع حسين (25 عامًا) في بلدة تل شهاب، فباع محصوله البالغ 15 دونمًا كمرعى للمواشي بسعر 100 ألف ليرة سورية عن كل دونم، لعدم امتلاكه تكلفة حصاده.
وقال حسين لعنب بلدي، إنه خسر ماليًا في موسمه، إذ لا تساوي قيمة بيعه المحصول للمراعي سوى أجرة الحراثة فقط.
ويعتبر الفول من المواد العلفية الغنية بالبروتين، ويضاف إلى الخلطة العلفية كمادة رئيسة، وأسهم هبوط سعره في إقبال مربي الثروة الحيوانية على شراء كميات منه، كما يبيع المزارعون تبن الفول (وهو عبارة عن أغصان وأوراق الفول المهروسة).
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :