نشرت مجلة “ذا لانسيت” الطبية الدورية الإنجليزية، التي تعد واحدة من أبرز المجلات الطبية في العالم، دراسة تشير إلى ارتفاع متوسط الأعمار للبشر عالميًا بنحو خمس سنوات، وذلك حتى حلول عام 2050.
وبحسب المجلة، فمن المتوقع أن يرتفع متوسط العمر العالمي الذي بلغ 73.6 سنة لعام 2022، إلى 78.2 سنة بحلول منتصف القرن، على الرغم من أن التطور سيكون أضعف مقارنة بالعقود السابقة، وفق ما أكده القائمون على هذه الدراسة.
يؤكد فريق البحث الدولي في هذه الدراسة أن نصيب النساء من هذا الارتفاع أكبر منه عند الرجال، ويرجح أن تكتسب النساء في المتوسط 4.9 سنة من العمر، بينما يكتسب الرجال 4.2 سنة، بحيث يرتفع متوسط العمر المتوقع للذكور على مستوى العالم من 71.1 سنة إلى 76 سنة، وللنساء من 76.2 سنة إلى 80.5 سنة للنساء.
عمر أطول.. صحة أقل
تأخذ تقديرات الباحثين هذه في الاعتبار العبء العالمي للأمراض، في المقام الأول، وكذلك المعلومات المتعلقة بالتنمية الاقتصادية في البلدان، بالإضافة إلى مستوى تعليم السكان، وعوامل أخرى عديدة، على مستوى الأفراد والمجتمعات.
ويُعتقد أن تشهد البلدان التي يقل فيها متوسط العمر حاليًا أكبر هذه الزيادات، بحسب الدكتور كريس موراي، رئيس قسم علوم القياسات الصحية في جامعة واشنطن الأمريكية، ومدير معهد القياسات الصحية والتقييم، وعزا موراي هذا التغير إلى تقلص الفجوات بين المناطق ذات الدخل الأعلى والأدنى، على الرغم من أن التفاوتات الصحية ستظل قائمة.
وتفترض هذه الدراسة أن تكون هذه الدول التي ستشهد تحسنًا اتخذت تدابير الصحة العامة، التي ستنعكس على معدلات البقاء على قيد الحياة.
من جانب آخر، يبقى خطر التحول المستمر للأمراض غير المعدية على الصحة العامة، كأمراض القلب والأوعية الدموية، والسرطان، والسكري، وأمراض السمنة، وسوء التغذية، والتدخين، فضلًا عن عوامل التلوث المناخي والانبعاثات الكربونية، ما يرمي بالعبء الأكبر على المستقبل الصحي للأجيال اللاحقة.
فكلما تكاثفت الجهود العالمية لمعالجة عوامل الخطر التي تؤدي حاليًا إلى اعتلال الصحة، خاصة في الدول الفقيرة، كانت الفرصة أكبر للتأثير على مستقبل الصحة العالمية من خلال التغلب على عوامل الخطر، لا سيما تلك المتعلقة منها بالتلوث، والعوامل السلوكية ونمط الحياة.
وعليه فإن طول عمر الإنسان المتوقع قد لا يكون مترافقًا مع حالة صحية مثلى، إذا لم يؤخذ بهذه التوصيات، وسيقضي البشر سنوات من العمر أكثر، لكن في حالة صحية أسوأ.