مظلوم عبدي يعد بدراسة مطالب عشائر من شمال شرقي سوريا
قدم القائد العام لـ”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، مظلوم عبدي، وعودًا بدراسة مطالب طرحها شيوخ ووجهاء عشائر من شمال شرقي سوريا خلال اجتماع بين الجانبين تمحورت حول ملف المعتقلين في سجون “قسد”، وأخرى متعلقة بمكافحة الفساد والمخدرات.
وقال المركز الإعلامي لـ”قسد” عبر موقعه الرسمي، الخميس 16 من أيار، إن القيادة العامة لـ”قسد” استقبلت وفودًا من أهالي ووجهاء مدن الرقة، والطبقة، ومنبج، كل على حدة، وناقشت الوفود مع قيادة “قسد” تفاصيل حول الأوضاع الأمنية والعسكرية والإدارية.
ووفق ما قالته “قسد”، فإن وجهاء العشائر عبروا عن “وحدة صفهم” لمواجهة التدخلات الخارجية من جميع الأطراف من ضمنهم النظام السوري، وتركيا، وتنظيم “الدولة الإسلامية”.
وناقشت الأطراف سبل ارتقاء عمل المؤسسات الإدارية والخدمية، إلى جانب ملف السجناء والموقوفين الذين “لم تتلطخ أيديهم بالدماء”، إضافة إلى قضايا مكافحة الفساد والمخدرات والتهريب، ودعم الزراعة، وتطوير التعليم.
“قسد” قالت إن عددًا من الوجهاء قدموا شكاوى إدارية وخدمية إلى قيادتها العامة، التي وعدت من جانبها بمتابعة تلك الشكاوى ومحاولة إيجاد حلول عاجلة لها.
من جانبه، قال مظلوم عبدي إن اجتماعات رسمية سيعقدها مع “قوى الأمن الداخلي” (أسايش) والمؤسسات المعنية الأخرى لدراسة المطالب جديًا والوقوف عليها.
وأشار أيضًا إلى أهمية الانضمام لـ”واجب الدفاع الذاتي” للحفاظ على أمن المنطقة.
ومنذ مطلع العام الحالي، كثّفت “قسد” اجتماعاتها مع وجهاء القبائل والعشائر في مناطق سيطرتها شمال شرقي سوريا، في وقت تعاني فيه هذه المناطق من خلل في تمثيل المكون العربي لنفسه في مفاصل صنع القرار.
اقرأ أيضًا: المكوّن العربي يبحث عن تمثيل مفقود تحت حكم “قسد”
وتأتي تحركات “قسد” ومظلتها السياسية “الإدارة الذاتية” في وقت ظهرت فيه مساعيها لفتح قنوات تواصل جديدة مع دول عربية، وفق ما نشرته “قسد” قبل أيام.
وفي 12 من أيار الحالي، نشرت “قسد” صورة عبر “تلجرام” لقائدها مظلوم عبدي برفقة أشخاص يرتدون الزي العشائري التقليدي لأبناء دير الزور، وأرفقتها بعبارة “شخصيات مرموقة لها حضورها من العكيدات (آل الهفل) خلال لقائها مع القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي الأسبوع الماضي”.
وقالت “قسد” حينها، إن الأطراف تبادلت المزيد من الأفكار لتحسين الخدمات والعفو عن المطلوبين.
سبق ذلك بساعات اجتماع القائد العام لـ”قسد” مع شيخ قبيلة “البكارة”، حاجم البشير، وهي إحدى أكبر قبائل المنطقة.
درءًا لتغلغل إيران؟
وتأتي تحركات “قسد” ذات الصلة بعشائر شمال شرقي سوريا على مدار الأيام الماضية، تزامنًا مع حديث أمريكي رسمي عن محاولات إيران التغلل في مناطق شرق الفرات حيث تسيطر “قسد” عبر عشائر المنطقة.
وتعتبر الولايات المتحدة هي الداعم الرئيس لـ”قسد”، وتملك قواعد عسكرية عديدة شرق نهر الفرات.
قبل أيام، تحدث السكرتير الصحفي لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، بات رايدر، عن أن الطريقة التي تدير فيها إيران أعمالها هي تدريب المجموعات الوكيلة والتأثير عليها في إطار سياستها الخارجية الهادفة لطرد الولايات المتحدة من الشرق الأوسط، في إطار حديثه عن نشاط طهران شرقي سوريا.
وأضاف أن الهدف من إزاحة واشنطن من المنطقة هو إتاحة المجال لتنفيذ ما ترغب به إيران “دون رادع”، وأن مساعيها هذه هي مسار تواصل الولايات المتحدة مراقبته.
حديث رايدر جاء إجابة عن سؤال طرحه صحفي خلال مؤتمر حول سعي إيران لتوسيع نفوذها، من خلال الاستعانة بالعشائر المحلية، لتأسيس بعض الجماعات الوكيلة لها.
وأضاف السكرتير الصحفي لـ”البنتاجون” أن من المهم، من وجهة نظر الولايات المتحدة، عندما يتعلق الأمر بالشرق الأوسط، أن تحترم سيادة البلدان التي تعمل معها، على عكس بعض هذه المجموعات الوكيلة (الميليشيات الموالية لإيران)، التي دمجت نفسها في هذه الدول.
وعندما يتعلق الأمر بالمساحات المكشوفة مثل سوريا، ستواصل واشنطن التركيز على مهمة هزيمة تنظيم “الدولة الإسلامية” وفق رايدر، لكنها ستحافظ أيضًا على الوعي بالتهديدات الإقليمية الأوسع نطاقًا، لمنع المواقف المستقبلية المحتملة التي قد تؤدي إلى تهديد الأفراد الأمريكيين أو حلفائهم في المنطقة.
اقرأ أيضًا: عبر العشائر.. إيران تتغلغل شرق الفرات
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :