أعلن الرئيس العراقي، عبد اللطيف جمال رشيد، استضافة بلاده للقمة العربية المقبلة في دورتها الـ34، والتي كان مقررًا انعقادها في سوريا.
وقال رشيد في كلمته خلال القمة العربية المنعقدة في المنامة، “أود أن أعبر عن شكرنا وامتناننا للجمهورية العربية السورية الشقيقة، لقبولها التنازل عن الدورة العادة الـ34 لعام 2025 لصالح العراق، وننتظر بفارغ الصبر الترحيب بالأشقاء في بغداد”.
وخلال كلمته، أكد رشيد دعم بلاده كل تطور إيجابي يسهم في وقف النزاع الداخلي في سوريا، مع تجديد موقف العراق الداعم للحفاظ على وحدة أراضيها والعمل على تطهيرها من كل ما يهدد الأمن والاستقرار فيها مع إعادة الإعمار وتوفير الحياة الحرة والكريمة للشعب السوري.
وشهدت القمة المنعقدة في المنامة، تركيزًا أكبر على القضية الفلسطينية والحرب في غزة، والدعوة لوقف إطلاق النار، ودعم إقامة دولة فلسطينية مستقلة، ليغيب الملف السوري بالكامل عن كثير من كلمات القادة وممثلي الدول العربية المشاركة.
وكانت آخر مرة استضافت فيها سوريا القمة العربية في 29 و30 من آذار 2008، في ظل علاقات عربية- عربية غير مستقرة، مع دول عدة، منها لبنان والسعودية، إلى جانب تمثيل دبلوماسي منخفض في القمة، لبعض الدول، كالأردن.
وبعد اجتماع طارئ في العاصمة المصرية، القاهرة، في تشرين الثاني 2011، علّق وزراء الخارجية العرب عضوية النظام السوري في جامعة الدول العربية، بعد أشهر من اندلاع الاحتجاجات الشعبية في سوريا، التي طالبت برحيل بشار الأسد.
وإثر صدور هذا القرار الذي وافقت عليه 18 دولة عربية، مقابل رفض سوريا ولبنان واليمن له، فرضت عقوبات اقتصادية وسياسية على النظام السوري، وظل المقعد السوري شاغرًا في الجامعة العربية منذ تجميد العضوية حتى آذار 2013، حين منحت الدوحة المقعد خلال القمة العربية التي استضافتها للمعارضة.
وألقى الرئيس السابق لـ”الائتلاف السوري المعارض”، أحمد معاذ الخطيب، كلمة سوريا، لمرة واحدة في ذلك الوقت والمكان.
وتعتبر “قمة المنامة” القمة العربية الثانية بدورتها العادية بمشاركة الأسد منذ 2010 (شارك حينها بقمة سرت في ليبيا)، بعد مشاركته في القمة التي انعقدت بمدينة جدة السعودية في 19 من أيار 2023، كما أنها القمة الثالثة للأسد منذ 2010، بعد القمة العربية- الإسلامية في 11 من تشرين الثاني 2023، من العام نفسه، وكان موضوعها تطورات الأوضاع في قطاع غزة، وجرى فيها دمج للقمتين، العربية والإسلامية، بتنسيق مع الجامعة العربية من جهة، ومنظمة التعاون الإسلامي من جهة أخرى.
واجتمع الأسد حينها لأول مرة منذ بدء الثورة في سوريا عام 2011، في قاعة واحدة مع رؤساء وقادة دول تتبادل مع نظامه الخصومة السياسية.
اقرأ المزيد: بدء أعمال قمة “المنامة”.. دعوات لإقامة الدولة الفلسطينية ووقف الحرب