قبيل انعقاد القمة العربية في البحرين، أعلن الأردن عن إحباطه “مؤامرة” لتهريب أسلحة لمساعدة معارضي الحكم الملكي انطلاقًا من سوريا، أواخر آذار الماضي، في توقيت لا يمكن فصله عن الاتصالات العربية مع النظام السوري التي تقودها عمّان.
قبل يوم واحد من انعقاد فعاليات القمة العربية الـ33 التي تنطلق اليوم الخميس، 16 من أيار، والتي حضر الملف السوري على جدول أعمالها، كشفت مصادر أمنية أردنية لوكالة “رويترز” عن محاولة إرسال فصائل مدعومة من إيران أسلحة إلى خلية تابعة لـ”الإخوان المسلمين” في الأردن، على صلة بفصائل المقاومة الفلسطينية.
وفي حين أكدت المصادر الأردنية أن معظم الأسلحة المهربة إلى البلاد كانت وجهتها “الضفة الغربية”، أشارت إلى تخصيص بعض الأسلحة، بما في ذلك تلك التي تم الاستيلاء عليها في آذار للاستخدام في الأردن من قبل الخلية المتحالفة مع ناشطين من “حركة المقاومة الإسلامية” (حماس) الفلسطينية.
والهدف من “المؤامرة”، طبقًا للمصادر الأردنية، هو “زعزعة استقرار الأردن، الذي يمكن أن يصبح نقطة اشتعال إقليمية كونه يستضيف قاعدة عسكرية أمريكية، ويشترك في الحدود مع إسرائيل وكذلك سوريا والعراق”.
وعلى الرغم من طغيان الحرب في غزة على جدول أعمال قمة المنامة، يحضر الملف السوري، وهو ما أكده الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، الأربعاء، كاشفًا عن قرارات بشأن سوريا في القمة.
وإذ يؤشر توقيت الإعلان الأردني عن اعتقال الخلية والاستيلاء على الأسلحة، إلى امتعاض أردني واضح من النظام السوري وإيران، يؤكد كذلك توجه الأردن نحو استحضار مخاطر توسع النفوذ الإيراني في أجواء القمة العربية.
تزامنًا مع ذلك، جرى تأجيل انعقاد اجتماع لـ”لجنة الاتصال العربية” الخاصة بسوريا كان مقررًا في العاصمة العراقية بغداد في أيار الحالي، وسط أنباء عن دور أردني وراء تأجيل الاجتماع، بسبب عدم تجاوب النظام السوري مع المبادرة العربية.
بعد اندفاع..الأردن يتأنى
المحلل السياسي الأردني المقرب من دوائر صنع القرار السياسي صلاح ملكاوي، قال لعنب بلدي إن الأردن يتأنى بخصوص الاتصالات مع النظام السوري، وخاصة في ظل تركيز الدبلوماسية الأردنية مؤخرًا على التطورات في غزة.
وعقدت اللجنة التي تتكون من وزراء خارجية الأردن والسعودية والعراق ولبنان ومصر وسوريا، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أولى اجتماعاتها في آب 2023 في القاهرة، وهي مكلفة بالاتصال مع النظام السوري، ومتابعة مكافحة تهريب المخدرات وعودة اللاجئين ودفع مسار الحل السياسي، بعد الانفتاح العربي مع النظام السوري.
وتشكلت اللجنة بقرار من وزراء الخارجية العرب في أيار 2023، وأكد بيان التشكيل حينها على ضرورة اتخاذ خطوات عملية وفاعلة للتدرج نحو حل الأزمة، وفق مبدأ خطوة مقابل خطوة وبما ينسجم مع قرار مجلس الأمن 2254، والحوار المباشر مع النظام السوري للتوصل إلى حل شامل للأزمة.
الأردن على دائرة الاستهداف
بخصوص الإعلان عن إحباط تهريب الأسلحة، أكد ملكاوي أن الأردن لم يتفاجأ من محاولة استهدافه من قبل إيران، مشيرًا إلى إنشاء “الحرس الثوري” الإيراني لجنة أو دائرة خاصة بالشؤون الأردنية قبل ثلاث سنوات، وقال، “منذ ذلك الوقت صار لدى الأردن قناعة بأنه على دائرة الاستهداف الإيرانية”.
واعتبر أنه “لا جديد في المؤامرة الإيرانية، حيث تعمد طهران إلى إثارة الفوضى على الحدود الأردنية وفي الداخل أيضًا، مستعينة بعناصر حاقدة في الداخل الأردني”، على حد وصفه.
ووصف المحلل السياسي الأردني “الادعاء بأن وجهة الأسلحة المهربة من سوريا هي الضفة الغربية بالساخر”، قائلًا إن “الحصول على أسلحة ومتفجرات من داخل الضفة الغربية أسهل بكثير من تهريبها عبر الأردن”.
لكن الجيش الإسرائيلي كان قد تحدث في آذار الماضي عن إحباط محاولات إيرانية لتهريب شحنات كبيرة من الأسلحة المتطورة بينها عبوات تحتوي على شظايا متفجرة وألغام مضادة للدبابات إلى نشطاء في الضفة الغربية لاستخدامها في تنفيذ هجمات ضد أهداف إسرائيلية.
ويشتكي الأردن من زيادة محاولات تهريب المخدرات والأسلحة من الحدود السورية، ويتهم مليشيات مرتبطة بالنظام السوري وإيران بالوقوف خلفها، وذلك بغية ابتزازه والدول العربية وتحديدًا الخليجية منها.