إصدار لجبهة النصرة يكشف اللثام عن عددٍ من أبرز قيادييها

  • 2016/03/18
  • 11:37 م

أصدرت جبهة النصرة فيلمًا وثائقيًا تحت مسمى “ورثة المجد-2″، في الذكرى السنوية الخامسة لانطلاقة الثورة السورية، ويظهر فيه عددٌ من الشخصيات والقياديين لأول مرة على وسائل الإعلام.

أبو عبد الله الشامي، القيادي وعضو مجلس الشورى في جبهة النصرة.

ونشرت شبكة مراسلي المنارة البيضاء، الرسمية والتابعة لتنظيم القاعدة، التسجيل، مساء اليوم الجمعة 18 آذار، ويظهر فيه لأول مرة الشيخ عبد الرحمن عطون (أبو عبد الرحمن الشامي)، وهو شرعي في جبهة النصرة وعضو مجلس الشورى ومن أبرز قيادي الفصيل.

“الشامي” ينظّر عن الثورات المضادة

ينظّر “الشامي” عمّا وصفه بدور الغرب في وأد ثورات الربيع العربي ودعم الثورات المضادة، ضمن المنظومة الدولية المتمثلة بالأمم المتحدة، ومجلس الأمن الدولي، الذي يضم 5 دولٍ تحمل الفيتو، وصندوق النقد الدولي.

واعتبر أن هذا النظام بشكله الحالي “لم يقم إلا بعد إسقاط الخلافة الإسلامية، وتقسيم العالم الإسلامي إلى أكثر من 50 دولة، وزرع الكيان اليهودي في قلب العالم الإسلامي في فلسطين، وبإزاء ذلك قام النظام الدولي بوضع حكام مستبدين على رأس هذه الدول المقسمة”.

نعوم تشومسكي في إصدار النصرة

المفكر والفيلسوف الأمريكي نعوم تشومسكي، في إصدار جبهة النصرة.

واستعان الإصدار بتسجيل للمفكر والفيلسوف الأمريكي نعوم تشومسكي، وقال خلال التسجيل عن دور القوى المؤثرة في العالم “عادة ينتهجون نفس النهج عندما يقع الديكتاتور الذي يدعمونه في ورطة”.

وأوضح “يدعمونه قدر المستطاع لكن عندما يصبح الأمر مستحيلًا، تخرج هذه القوى بتصريحات تتغنى فيها بالديمقراطية، وتقوم بإبعاد الديكتاتور عن الأنظار، ويتم بعد ذلك إعادة إنتاج النظام القديم قدر المستطاع، وهذا يحدث بصورة منتظمة”.

.

أبو الفرج المصري.. لأول مرة

أبو الفرج المصري، القيادي وعضو مجلس الشورى في جبهة النصرة.

ويظهر الإصدار للمرة الأولى، أحد أهم قيادي جبهة النصرة وعضو مجلس الشورى، أحمد سلامة مبروك (أبو الفرج المصري)، وينتقد بدوره الديمقراطية التي أوصلت الرئيس المصري السابق محمد مرسي، وانقلب الغرب عليها، ودعموا “قائد الانقلاب السيسي”.

ويستدل المصري والشامي بأمثلة من دول الربيع العربي، للحديث عن ضرورة انتقال الثورة من السلمية إلى “الجهاد المسلح”، للتغلب على الأمن والجيش الذين يقعان تحت يد الطائفة “النصيرية”، بحسب تعبير أبو عبد الله الشامي.

تفجيرات دمشق حاضرة

كما يظهر منفذا أول “عمليتين استشهاديتين” في دمشق، بحسب النصرة، ثم يستعرض التسجيل عددًا من العمليات في دمشق وحلب وإدلب ودرعا.

منفذا تفجيرات دمشق، بحسب إصدار جبهة النصرة.

وقال ناشطون سوريون إن العنصرين هما زياد عيد الحسين (أبو طارق)، ولؤي الزيد (أبو ياسر) من البصيرة من دير الزور، الأمر الذي أكدته مجموعة “تحرير سوري” وتضم مجموعة من الناشطين والصحفيين.

وبدأت تفجيرات دمشق باستهداف مقرين أمنيين في كفرسوسة والجمارك، في 23 كانون الأول 2011، وأسفرا عن مقتل 44 وإصابة أكثر من 150 بينهم مدنيون، آنذاك، ثم بتفجير وصف بالـ “الانتحاري” في حي الميدان، في 6 كانون الثاني 2012، وأدى إلى مقتل 26 أغلبهم مدنييون.

 

أبو مالك التلي.. من جرود القلمون

أبو مالك الشامي، أمير جبهة النصرة في القلمون.

ويظهر الإصدار أيضًا الشيخ جمال حسين زيدية (أبو مالك الشامي أو التلي)، وهو أمير جبهة النصرة في منطقة القلمون، وأكد بدوره أن “الجهاد الشامي مدرسة يتربى فيها المؤمنون الصادقون، معتبرًا أن “الشيء الثابت فيه (الجهاد) أن أصحابه لا يهينون ولا يستكينون فهم يستمدون قوتهم من كتاب ربهم”.

ويعتبر أبو مالك من أكثر الشخصيات الإشكالية في القلمون، ولعب دورًا بارزًا في قضية المحتجزين العسكريين اللبانيين في القلمون، الذين أفرجت النصرة عنهم في كانون الأول 2015، مقابل عددٍ من الأسرى في لبنان، بينهم سجى الدليمي، زوجة أبو بكر البغدادي السابقة، وشقيقة أبو مالك التلي.

السياسيون “أداة بيد الغرب”

وينسب الإصدار السيطرة على معسكري وادي الضيف والحامدية، منتصف كانون الأول 2014، إلى “المجاهدين”، معتبرًا أن التحركات السياسية التي تزامنت مع تقدم النظام على الأرض بدعم روسي مطلع العام الجاري، تهدف لـ “فرض حلول استسلامية على بعض الفصائل”.

وانتقد التسجيل مؤتمر الرياض والهيئة العليا للتفاوض في المعارضة، معتبرًا أن أصحابها “كانوا يشغلون مفاصل حساسة في هيكل النظام النصيري، ليتكلموا باسم شعب ذاق العزة بحمل السلاح”، عارضًا صورًا للمنسق العام الهيئة العليا، رياض حجاب، والناطق باسمها، رياض نعسان آغا.

وأضاف أبو عبد الله الشامي “لم تكن معارضة الخارج سوى أداة اعتمد عليها الغرب في تمرير مشروع الحل السياسي عبر المفاوضات، وقد أجبرت هذه المعارضة على الحضور إلى جنيف، ولما انتهت المسرحية بتقدم النظام النصيري، استبعدت المعارضة تمامًا عن المشهد، واتفق الروس والأمريكان على هدنة قسرية”.

يأتي الإصدار في وقت تواجه فيه جبهة النصرة انتقادات واسعة، لتخريب مقاتليها عددًا من مظاهرات الثورة السورية وتمزيقهم رايتها مقابل رفع راية القاعدة، بعد عودة الحراك إلى الواجهة مع وقف إطلاق النار منذ شباط الماضي، ولكونها رفضت فك ارتباطها بالتنظيم العالمي، الأمر الذي يعتبره معارضون لوجودها ذريعة لضرب المناطق الموجودة فيها.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا