هيثم بكار – الغوطة الشرقية
للتخفيف من الاعتماد على الدعم الخارجي، وسعيًا لتمويل نفسه ذاتيًا، يسعى مكتب الخدمات الموحد في الغوطة الشرقية للبحث عن أفكار جديدة، تخوله البدء بمشاريع تساعده في هذه الخطوة.
وبدأ المكتب مؤخرًا بمشروع تشغيل مضخات المياه في بلدات سقبا وحمورية وجسرين، بقيمة 36 ألف دولار أمريكي، كخطوة ذاتية لتنفيذ المشاريع، على أن تجري الجباية من الأهالي عن طريق المجالس المحلية، وفق مدير مكتب الخدمات، بسام زيتون.
المكتب يموّل المشروع لمدة شهرين، وأوضح زيتون أن الجباية تأتي ليستطيع المكتب إكمال المشروع، متأملًا أن ينجح نظام الجباية ليكون نقلة نوعية، “حتى نخفف من الاعتماد على الدعم الخارجي، ونتوجه لدعم مشاريع الغوطة بكاملها ذاتيًا”.
وشرح زيتون لعنب بلدي طريقة الجباية، إذ يدفع الأهالي رسوم توصيل المياه إلى المنازل، بقيمة 600 ليرة شهريًا للعائلة الواحدة، في الوقت الذي يكلف نقلها خارج المشروع ألفي ليرة سورية لكل عائلة، بينما تصل التكلفة في بعض البلدات إلى أربعة آلاف، “بسبب صعوبة الوصول إليها”.
وتوصل المضخات المياه إلى المنازل عبر شبكات نظامية، “دون عناء نقل الماء والتواصل مع أصحاب الصهاريج”، على حد وصف زيتون.
مشاريع قيد التنفيذ
ويسعى مكتب الخدمات لتنفيذ مشاريع كثيرة منها، مشروع حفر الآبار، الذي يتضمن حفر 32 بئرًا متنوعة الأعماق (بين 50 و210 أمتار)، في مختلف بلدات الغوطة الشرقية، مع تركيب “كباسات” لسحب المياه، إضافة إلى صيانة 150 “كباسًا” قديمًا في بلدات ومدن الغوطة.
مشروع النظافة، يأتي ضمن المشاريع، ويبلغ عدد نقاط النظافة الموزعة على كل مدن وبلدات الغوطة قرابة ألف نقطة، بينما سيرحّل المكتب بشكل يومي بحدود مئتي طننًا من النفايات، وفق زيتون، الذي أوضح أن عدد العمال في الغوطة يصل إلى 140 عاملًا، يشرف عليهم 17 شخصًا في كل بلدة.
ووصل عدد المضخات والمولدات التي ستخضع للصيانة، ضمن مشروع تشغيل شبكة المياه العامة في بلدات حمورية وسقبا وكفربطنا وجسرين وبيت سوا، بحدود 30 مضخة ومولدة، في سعي من المكتب لتأهيل خطوط الشبكة العامة، ويستمر المشروع لمدة شهرين.
كما يدير مكتب الخدمات مشروع تشغيل ثلاث مطاحن حبوب في كل من حرستا وعين ترما وبالا، وفق زيتون، الذي عزا إمكانية العمل في البلدة الأخيرة حاليًا، إلى صعوبة الأوضاع، باعتبارها في منطقة المرج التي تتعرض لهجمة من قبل النظام السوري، وستكون الأجور رمزية “تخفف أعباء نقل الحبوب إلى المطاحن الكبيرة في البلدات البعيدة”.
كيف يعمل المكتب؟
وتحدث زيتون عن آلية العمل الإداري في المكتب، موضحًا أن كادره يصدر تقارير سنوية تضم المشاريع المنفذة، والخطط المستقبلية، لافتًا إلى أن المكتب “يعقد اجتماعًا شهريًا للموظفين الإداريين ورؤسائهم، يناقش خلالها ما جرى تنفيذه وما لم ينفذ، إضافة إلى الأخطاء واقتراحات الموظفين لحل المشكلات التي تواجههم”.
ويعاني المكتب من “ضعف التمويل”، وفق زيتون، الذي اعتبر أنه يؤخر أو يلغي بعض المشاريع المدروسة، وينعكس على إتمام المشاريع المنفذة، في الوقت المحدد.
كما تؤثر أمور أخرى على عمل المكتب، وتتجلى بغلاء الأسعار و فقدان قطع غيار الآليات، فضلًا عن القصف اليومي والغارات التي تستهدف أحيانًا أماكن المشاريع، كشبكات الكهرباء والمياه، ما يوجب متابعتها وصيانتها بشكل دائم، على حد وصف زيتون.
الغوطة “أنظف” من بيروت
عنب بلدي استطلعت رأي الشارع في الغوطة، حول رأيهم في عمل مكتب الخدمات، ووصف منهل عباس، وهو موظف في مؤسسة إغاثية، عمل المكتب بأنه “مهم وعظيم”، وأثنى على عمال النظافة.
وختم عباس حديثه “مع كل هذا القصف والحصار في الغوطة تراها نظيفة، بينما في بيروت التي تملك كافة مقومات الحياة وتدعمها دولة، فتراها غارقة بالنفايات”.
أما أبو علي، مالك إحدى محال البقالة في حمورية، أوضح لعنب بلدي “لم أسمع بالمكتب أبدًا في حمورية، أنا أعرف أن هناك بلدية وهي مشكورة على جهودها”، مستدركًا “الوضع سيئء، ولا أظن أنهم قادرون على فعل شيء إلا إذا توقف القصف وانتهى الحصار”.
مكتب الخدمات الموحد، هو مؤسسة مدنية مستقلة، تأسست في شباط 2013، بعد تحرير الغوطة الشرقية، من خلال تعاون المكاتب الخدمية مع المجالس المحلية (البلديات) في جميع مدن وبلدات الغوطة، ورعى عددًا من المشاريع الخدمية فيها، في سعي لخدمة الأهالي، بحسب القائمين عليه.