450 ألف مهجر..

توغل إسرائيلي في رفح.. محادثات الهدنة إلى طريق مسدود

فلسطينيون يتجمعون قرب سيارة محطمة في موقع غارة إسرائيلية على منزل في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة- 14 من أيار 2024 (رويترز)

camera iconفلسطينيون يتجمعون قرب سيارة محطمة في موقع غارة إسرائيلية على منزل في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة- 14 من أيار 2024 (رويترز)

tag icon ع ع ع

توغلت قوات الجيش الإسرائيلي اليوم، الثلاثاء 14 من أيار، في عمق شرقي رفح وصولًا إلى بعض المناطق السكنية في تصعيد لهجومها على المدينة الحدودية مع مصر، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية محتملة.

وجاءت هذه الخطوة بعد تعمقها أمس الاثنين، في الأطراف الشمالية من قطاع غزة، لاستعادة السيطرة على مناطق كانت تعتقد أنها فككت قدرات “حماس” فيها قبل أشهر.

وتقدمت الدبابات الإسرائيلية في الجنوب عبر الطريق السريع المؤدي إلى رفح، بعد معارك عنيفة في الشمال والجنوب، وهو ما نتج عنه إغلاق إسرائيلي للجانب الفلسطيني من معبر رفح، متسببًا بتعميق الأزمة الإنسانية في القطاع المحاصر.

من جانبه، قال “الصليب الأحمر الدولي” إنه سيفتتح مع شركائه مستشفى ميدانيًا في رفح (66 سريرًا)، لتلبية ما وصفه بـ”الطلب الساحق” على الخدمات الطبية، منذ بدء العملية العسكرية على رفح، الأسبوع الماضي.

وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، قال إن المحادثات بشأن وقف إطلاق النار في غزة وصلت إلى طريق مسدود بسبب العمليات الإسرائيلية في رفح.

وأضاف، “لسوء الحظ لم تتحرك الأمور في الاتجاه الصحيح، ونحن الآن في حالة من الجمود تقريبًا، وما حدث في رفح أعادنا إلى الوراء”، مؤكدًا مواصلة الدوحة لجهود الوساطة.

450 ألف مهجّر

ذكرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، أن الشوارع خالية في رفح، مع استمرار هروب العائلات بحثًا عن الأمان.

ووفق تقديرات “أونروا” فإن نحو 450 ألف فلسطيني جرى تهجيرهم قسرًا من رفح منذ 6 من أيار، ويواجه الناس الإرهاق المستمر والجوع والخوف.

كما حذّرت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أمس الاثنين، من قرب انهيار المنظومة الصحية في قطاع غزة، نتيجة عدم إدخال الوقود الازم لتشغيل مولدات الكهرباء في المستشيفات وسيارات الإسعاف ونقل الموظفين.

أمس الأحد، تخطى عدد القتلى الفلسطينيين منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، 35 ألفًا، بالإضافة إلى أكثر من 78 ألف مصاب، وفق بيانات وزارة الصحة في غزة.

يقول الجيش الإسرائيلي إن أربعة كتائب سليمة تابعة لـ”حماس” تتحصن في رفح، ويخوض الجيش الإسرائيلي قتالًا عنيفًا في حي الزيتون، وحول جباليا، وكلاهما مشطتهما القوات الإسرائيلية في العام الماضي.

القتال المستمر في ظل الضغوط الدولية لوقف إطلاق النار يسلط الضوء على القلق الإسرائيلي من أن عدم وجود خطة استراتيجية واضحة لغزة سيترك “حماس” تقود السيطرة الفعلية على القطاع.

وفي الوقت الذي لم تحقق به الجهود القطرية والمصرية والأمريكية نتيجة ملموسة على طريق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة، أكد رئيس مكتب العلاقات الوطنية في “حماس”، حسام بدران، أمس الاثنين، وحدة الموقف الفلسطيني في الجانبين، السياسي والتفاوضي، مشيرًا إلى أن المطالب التي ينقلها الوفد المفاوض محل إجماع وطني وشعبي وفصائلي.

كما أكد استمرار الاتصالات واللقاءات التي تجري مع الكل الوطني ومختلف الفصائل والمكونات للشعب الفلسطيني في أكثر ساحة.

واستهدفت “كتائب القسام” (الذراع العسكرية لـ”حماس”)، منذ صباح اليوم، ناقلة جند ودبابة إسرائيلية بعبوتي “شواظ” بمنطقة حي السلام، شرق مدينة رفح، ودكت قوات إسرائيلية داخل معبر رفح البري، كما دمرت ناقة جند بقذيفة “الياسين 105″، وأوقعت طاقمها بين قتيل وجريح في حي السلام، كما استهدفت دبابة من نوع “ميركافا” في محيط معبر رفح البري.

“القسام” قصفت أيضًا عسقلان برشقة صاروخية وفجّرت منزلًا فخخته مسبقًا بقوة إسرائيلية خاصة، أوقعت أفرادها بين قتيل وجريح في شارع “جورج” شرقي رفح، إلى جانب استهداف دبابة “ميركافا” بقذيفة “الياسين 105” خلف مسجد التابعين، شرقي مدينة رفح.

والأحد الماضي، قال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إن إسرائيل تفتقر إلى “خطة ذات مصداقية” لحماية نحو 1.4 مليون مدني فلسطيني في رفح، محذرًا من أن هجومًا إسرائيليًا قد يثير تمردًا إذا فشل في القضاء على مقاتلي “حماس” في رفح.

في الوقت نفسه، تتجه مصر لدعم قضية جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية مشيرة إلى تنامي نطاق العمليات الإسرائيلية في غزة وتأثيرها على المدنيين، ما يعكس توترات متزايدة تختبر الاتفاقات طويلة الأمد والتعاون الأمني مع إسرائيل.

اقرأ المزيد: نزوح نحو 300 ألف فلسطيني من رفح خلال أيام

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة