لبنان.. تصعيد سياسي ضد اللاجئين السوريين قبيل تسيير قافلة “عودة طوعية”
من المقرر أن تسيّر المديرية العامة للأمن العام اللبناني قافلة من السوريين ضمن خطة “العودة الطوعية” من لبنان إلى سوريا غدًا، الثلاثاء.
وستجري العملية عبر مركز القاع الحدودي ومن عرسال عبر معبر الزمراني على الحدود السورية، اعتبارًا من الخامسة صباحًا.
المديرية حددت نقاط التجمع في مركز القاع الحدودي، وعرسال- وادي حميّد، وفق ما نقلته وسائل إعلام لبنانية منها “mtv“.
وفي 9 من أيار الحالي، أعلن وزير المهجرين اللبناني، عصام شرف الدين، عن العودة لتسيير رحلات “عودة طوعية” للاجئين السوريين من لبنان نحو سوريا، اعتبارًا من الثلاثاء (غدًا)، وتتكون من ألفي لاجئ، تتبعها قافلة ثانية بعد أسبوع، لكن مصادر في الأمن العام اللبناني أوضحت لقناة “الجديد” أن “النازحين” (في إشارة إلى اللاجئين) سيعودون مع مواشيهم إلى سوريا، وأن قوافل عودتهم إلى سوريا تتكون مما يتراوح بين 200 و300 نازح، والكلام عن ألفي نازح غير صحيح.
تأتي هذه الخطوة في وقت يضع به المسؤلون اللبنانيون، سياسيين ونوابًا، مسألة وجود السوريين في لبنان، في صدارة أولوياتهم، إذ قال النائب، أشرف ريفي، من مجلس النواب، إن قضية “النزوح السوري” (في إشارة إلى اللجوء الذي يسميه لبنان نزوحًا) قضية وطنية كبرى وخطرة جدًا إذا لم تعالج، وهذه الظاهرة أكبر من أن تعالج بالمسكنات وغياب الإرادة.
كما دعا الحكومة اللبنانية لرفض تمويل بقاء السوريين في لبنان وتمويل عودتهم إلى سوريا “عودة آمنة كريمة” حرصًا على ما اعتبره “عدم تغيير ديموغرافية لبنان”.
مدير الأمن العام اللبناني السابق، اللواء عباس إبراهيم، اعتبر أن ملف “النزوح السوري” بحاجة إلى جرأة وقرار شجاع، موضحًا أن الحل هو التوجه إلى سوريا والتنسيق مع حكومتها (حكومة النظام)، لوضع خطط التنسيق لإعادة “النازحين”، وفق ما نقلته الوكالة اللبنانية “الوطنية للإعلام“.
من جانبه، اعتبر رئيس الحكومة اللبنانية، نجيب ميقاتي، أن استمرار الحملات على حكومته في ملف “النازحين” السوريين نهج بات واضحًا أنه يتقصد التعمية على الحقيقة لأهداف شعبوية.
المرشح الرئاسي اللبناني، ملحم البستاني، دعا الأمم المتحدة لتبني اقتراح ومشروع سريع للعودة الآمنة لـ”الأشقاء” السوريين في لبنان، عبر إنشاء قرى عودة على الحدود اللبنانية- السورية، ضمن الداخل السوري، لمن لا يملكون مسكنًا في سوريا، ومن يملك منزلًا يعود إليه بإشراف لجنة مكلفة من جامعة الدول العربية لمساعدته على ترميم منزله.
وقال رئيس المجلس الوطني الأرثوذكسي اللبناني، روبير أبيض، إن “التوطين مرفوض للنازحين السوريين واللاجئين الفلسطينين رفضًا قاطعًا، وعلى الجميع أن يفهم ذلك وهذا الكلام موجه إلى المفوضية الأوروبية وجمعية الأمم المتحدة”.
واعتبر النائب اللبناني، غسان سكاف، أن “النزوح السوري” أصبح يشكل خطرًا وجوديًا على لبنان، ويتطلب وحدة وطنية لمواجهته، وفق رأيه.
وفي ظل هذا الحراك اللبناني المتواصل، ذكرت الوكالة اللبنانية “الوطنية للإعلام” أن فرق الإسعاف في “الدفاع المدني” بمركز المصنع نقلت جثة شخص وجد مشنوقًا في مخيم رقم “018” في مجدل عنجر، وتعود الجثة لسوري من مواليد 2002.
كما واصل الأمن العام اللبناني حملته في ملاحقة وقمع “مخالفات الإقامة والعمل” في مختلف المناطق اللبنانية، الأحد، وأقفل، السبت الماضي، مؤسسات سورية “غير شرعية” بالشمع الأحمر، وأوقف العديد من السوريين الداخلين خلسة أو من دون تصريح عمل.
ووفق ما نقلته “mtv” عن الأمن العام، أُغلقت أكثر من 500 مؤسسة تابعة للسوريين على جميع الأراضي اللبنانية خلال ساعات من السبت الماضي، إلى جانب توقيف أكثر من 460 “مخالفًا” لنظام الإقامة والدخول إلى لبنان من السوريين، في الشهرين الأخيرين، قبل ترحيل نحو 450 منهم إلى سوريا.
من جانبه، أبدى وزير الشؤون الاجتماعية اللبنانية، هيكتور حجار، تأييدًا لكل خطوة تقام من قبل أي جهاز أمني وكل بلدية تعمل من أجل تخفيف عدد السوريين في لبنان.
اقرأ المزيد: لبنان الرسمي يشيطن اللاجئين السوريين
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :