“أستطيع التسلق حتى 15 طابقًا، أمشي على الأسطح دون أن يمسك بي أحد”، ليس فيلمًا روائيًا يحتوي على مشاهد خيالية أو صُممت عبر برامج صناعة الأفلام الحديثة، بل فيلم وثائقي لقصة حقيقية حصلت في العاصمة الفرنسية باريس في 2010، وتروى على لسان بطلها، فيران توميك.
المسلسل الذي أنتجته شبكة “نتفليكس” الأمريكية، في 2023، يروي حكاية لص فرنسي نجح بسرقة “متحف باريس للفن الحديث”، وهي إحدى أكبر عمليات السرقة في تاريخ فرنسا.
نجح فيران توميك بسرقة خمس لوحات تبلغ قيمتها 162 مليون يورو، خلال ساعات طويلة من الليل، بعد عملية مراقبة طويلة ودقيقة للظروف الأمنية المحيطة بالمتحف، لمعرفة كيفية الدخول بأسهل طريقة ممكنة.
يروي المسلسل حكاية توميك، وأبرز ما في العمل هو وجوده أمام الكاميرا وروايته للتفاصيل الدقيقة، والتي عرضها المسلسل بدوره خطوة بخطوة.
لم يرغب مخرج العمل جيمي روبرتس، المعروف بإخراجه للأفلام الوثائقية التلفزيونية، بإخراج عمل بطريقة مسلسلات التحقيقات البوليسية المعتادة، ولم يلجأ لخلق دراما عبر المونتاج والموسيقا الحماسية، بل اعتمد العكس تمامًا، ترك اللص يروي حكايته بطريقته، واكتفى هو بروايتها بصريًا، عبر الاستعانة بممثل بديل.
عاش توميك طفولة قاسية، وتعرض للعنف الجسدي والنفسي، وهو ما جعل منه عنيفًا أيضًا، قبل أن يلتحق بالجيش الفرنسي، ثم يمتهن السرقة لسنوات، ومع كل عملية كانت أدواته تتطور أكثر، مستهدفًا بيوت الأغنياء في أرقى ضواحي باريس.
وبقدر ما أضاف وجود توميك مصداقية للحكاية وعامل جذب لها، إلا أن المسلسل المكوّن من أربع حلقات غابت عنه الحماسة اللازمة، رغم ما تحتويه الحكاية من دراما كفيلة بوضع المشاهد أمام الشاشة حتى ينتهي تمامًا، ويعود هذا الأمر لأن العناصر الفنية لم تُستخدم بشكل يخلق هذا الشعور.
من المفهوم أنه ليس من الضرورة أن تتشابه كل الأعمال وطريقة إخراجها، لكن نقاط الضعف كانت في أكثر عامل جذب للمسلسل، وربما أضعفت من حظوظه بالحصول على تقييم أعلى.
حاز المسلسل تقييم 6.6 على موقع قاعدة بيانات السينما العالمية “imdb”، ورشح لجائزة “بافتا” البريطانية كأفضل عمل وثائقي.