برزت الإذاعات في الثورة السورية كجهة إعلامية تتناول القضايا المتعلقة بالشأن السوري. وركزت على الأخبار والأمور الخدمية، وتناولت المواضيع الثقافية المتنوعة والنشاطات الرياضية، والعسكرية.
وانتشرت هذه الإذاعات بكثرة، ومنها ما حقق نجاحًا ملحوظًا وشهرة عالية، مثل راديو روزنة وراديو حارة إف إم، وراديو هوا سمارت وغيرها، لكن لراديو فريش في كفرنبل بإدلب “ميزة” لم تتحقق عند الإذاعات الأخرى، وهي “أنها الإذاعة الوحيدة التي تأسست واستمر عملها حتى اللحظة في الداخل السوري”.
كان لهذه الإذاعات دور في دعم فناني الثورة، لكن ربما لم يكن على المستوى المطلوب، في هذا السياق يقول عروة خليفة، معد برامج في إذاعة هوا سمارت، لعنب بلدي “اهتمت هذه الإذاعات بدعم فناني الثورة وأنتجت البرامج عن المغنين والفنانين، كما نشرت لهم على صفحاتها على فيسبوك بعض الأعمال التي مًثلت في الداخل”، ويضيف خليفة “الإمكانيات المادية والإنتاجية تلعب دورًا أساسيًا لدعم الفن وخاصة الفنون الموسيقية، إذ يتطلب إنتاجها استوديوهات خاصة وإنتاجات كبيرة غير متوفرة عند الغالبية”.
واستقطبت هذه الإذاعات دعم كل المنظمات الأوروبية والأمريكية، وفي هذا المجال ترى وزيرة الثقافة سماح هدايا، بحكم عملها السابق في المجال الإعلامي، أن هذه المنظمات تتجه دائمًا بدعمها إلى الإذاعات، لأن ومن وجهة نظرها “الخبر المسموع والمرئي أقوى بكثير من المكتوب”، وألمحت من خلال حديثها، إلى “أن هذه المنظمات من الممكن أن تفرض أجندتها على توجه هذه الإذاعات”.
وفي هذا السياق يقول رائد فارس، مدير إذاعة راديو فريش “أصبحت الإذاعات مصدرًا للرزق، وهناك إذاعات تتلقى دعمًا كبيرًا، ولا أحد يعرفها”.
فيديوهات قليلة بشهرة عالمية
أنتج راديو فريش بضعة فيديوهات، مع أنه لا يملك الخبرة بهذا المجال، كما قال فارس، الذي يرى أن هناك أحداثًا عظيمةً لا يكفي الحديث عنها في الأخبار مثل قصف الغوطة بالكيماوي واستشهاد 1400 شخصًا في لحظة واحدة، فأنتج فارس فيديو عن هذا القصف، وحقق ضجة عالمية، أجرى بعدها فارس 45 مقابلة خلال ثلاثة أيام على قنوات أجنبية تكلمت عن هذا الفيديو.
وكان لرائد فارس وفريقه تجربة أخرى مع فيديو أنتجه يوم صدر قرار أوباما بـ”ضربة” يوجهها لنظام الأسد إثر استخدامه الكيماوي، كانت فكرة الفيديو هي لقاء مع أطفال ونساء مسنات، وكان الجميع يؤيد هذه “الضربة”، وتمت ترجمة الفيديو للغة الإنكليزية، كما روى فارس، الذي قال “أقيمت جلسة في الكونغرس ومجلس الشيوخ خصيصًا لمشاهدة هذا الفيديو”.
تابع قراءة ملف: الفن السوري في المناطق المحررة… أوركسترا بلا قائد.
– “الغناء للوطن” مع شرارة الثورة الأولى.
– فن الثورة السورية وموت “حارس البوابة”.
– حركات فنية وأهازيج توحّد خطاب السوريين السياسي.
– أغان ثورية وصلت شهرتها إلى العالمية.
– تحرر الأغنية الثورية من تزكية مخابرات النظام.
– تطور فن الغناء من الفردي إلى الجماعي في المناطق المحررة.
– بناء مسرح للأطفال في إدلب وتعليم الخط العربي.
– دخول العسكرة والتشدد قيّدا فكر الثورة.. لكن لرسامي الكايكتير كلمة!
– رسام حوران: الألم يولد فنًا وإبداعًا.
– مجلة أكرم رسلان.. تغطية أحداث الثورة برسوم الكاريكاتير.
– فنانوا الغوطة يحوّلون أدوات الموت إلى تحفٍ فنيةٍ.
– رسائل “ثورية” على جدران بنش.
– غياب النخب والكوادر الفنية وشركات الإنتاج قيّد العمل الدرامي لصالح النظام.
– محاولات فنية من لا شيء.. فرقة طريق الخبز.
– “بقعة ضوء” الثوار.. كوميديا سوداء.
– راديو فريش في إدلب تدخل تجربة الإنتاج المرئي.
– وزارة الثقافة المؤقتة.. دور “معدوم” في تطوير الفن الثوري.
– الفن وعلاج الأطفال.. حكايا من الداخل السوري.
– يارا صبري: نحن بحاجة لمؤسسات وطنية تجمع الكوادر الفنية.
– الفن السوري الكردي يرسخ هوية سوريا الجامعة.
– الفن السوري والنزع الأخير.. صراع من أجل البقاء.