ازدياد تقنين الكهرباء يؤرق سكان اللاذقية وطرطوس

  • 2024/05/14
  • 12:00 م
ظلام يخيم على أحد أحياء الرمل الشمالي في اللاذقية - 4 من أيار 2024 (عنب بلدي/ ليندا علي)

ظلام يخيم على أحد أحياء الرمل الشمالي في اللاذقية - 4 من أيار 2024 (عنب بلدي/ ليندا علي)

ازداد تدهور وضع الكهرباء في محافظتي طرطوس واللاذقية، منذ 15 من نيسان الماضي، وأصبحت ساعات التقنين تصل إلى حوالي 6 ساعات قطع مقابل نصف أو ربع ساعة كهرباء في طرطوس، وفي اللاذقية 5 ساعات قطع مقابل ساعة كهرباء واحدة، في اليوم.

الوضع السابق أدى إلى زيادة الضغط على طلاب الشهادتين الثانوية والإعدادية، ففترة وصول الكهرباء القصيرة لا تكفي لشحن البطارية بالدرجة الكافية لتنير المنازل مدة أطول.

وقال سمير (38 عامًا) من أهالي ريف الدريكيش، إن الكهرباء كانت تأتي بمعدل ساعة واحدة بعد 5 ساعات من التقنين، قبل أن تتراجع إلى نصف أو ربع ساعة في الفترة الواحدة، دون وجود برنامج تقنين ثابت.

مدة ربع أو نصف ساعة لا تكفي لشحن البطاريات، أو تبريد المياه وتسخينها، كما أن وجبة الغسيل تحتاج يومين على الأقل لتنتهي، كما قال.

وتغيب الكهرباء عن مناطق ريف بانياس بشكل كامل في فترة المساء، نتيجة الأعطال المتكررة، وقالت صفاء (29 عامًا) موظفة حكومية تعيش في ريف القدموس، إن الكهرباء غابت في 2 و3 من أيار الحالي عن القرية في فترة المساء، رغم أن الجو لم يكن ماطرًا أو عاصفًا.

وحين حاول سكان القرية تقديم شكوى للكهرباء على رقم الطوارئ لم يجدوا أي رد، قبل أن تعود الكهرباء لسابق عهدها بمعدل ربع ساعة مساء 4 من أيار.

ووصفت صفاء الوضع بأنه “لا يطاق”، فالصيف على الأبواب ولا يمكن النوم داخل المنازل دون تشغيل المراوح التي تحتاج لتشغيلها إلى بطارية مشحونة جيدًا على الأقل لمدة ساعة كاملة.

أفضل قليلًا في اللاذقية

يعتبر الوضع أفضل بقليل في اللاذقية، التي كان التقنين فيها أربع ساعات ونصف قطع مقابل ساعة ونصف من التغذية الكهربائية، قبل أن يتراجع إلى ساعة واحدة من الكهرباء بعد عطلة عيد الفطر (منتصف نيسان).

وخلال صيف عام 2023، شهدت مدينة جبلة احتجاجات كادت أن تتطور إلى مظاهرة كبيرة بالقرب من ساحة “المول”، للمطالبة بتحسن الكهرباء التي لم تكن تأتي سوى لربع ساعة فقط، ما أدى إلى أزمة مياه كبيرة سببها التقنين الكهربائي.

واستجاب المعنيون سريعًا خوفًا من تطور الأمور، وتدخلت وزارة الكهرباء ليتحسن وضع الطاقة وتأتي الكهرباء ساعة ونصف مقابل أربع ساعات ونصف قطع.

في ساحة “الحمام” بمدينة اللاذقية حيث يعيش حيدر (35 عامًا) مع زوجته وطفلهما، تتفاوت فترة قدوم الكهرباء بين يوم وآخر، فأحيانًا تأتي ساعة وأحيانًا نصف ساعة وغالبًا لمدة ثلاثة أرباع الساعة (خلال ست ساعات)، وذلك بخلاف وضع الكهرباء لدى أحد زملاء عمله الذي يقيم في حي الزراعة، حيث تأتي الكهرباء إما ساعة أو ساعة ونصف رغم أن الحيين لا يفصل بينهما أكثر من ثلاثة كيلومترات.

تراجع وضع الكهرباء أثر سلبًا على معظم العائلات، ووفقًا لحيدر، فإن أكثر ما يؤرقهم شحن الهواتف وجهاز الحاسوب المحمول الذي يحتاجه في عمله الخاص كـ”فريلانسر” بعد دوامه الرسمي في عمله بالقطاع العام.

وأضاف أن شحن موبايله لا يتجاوز الـ40% حاليًا، ويضطر لشحنه مع حاسوبه لدى صاحب بقالية يمتلك خط “أمبير” لتشغيل الثلاجات.

وتشهد مدينة اللاذقية أزمة غاز منزلي منذ الأسبوع الأول من آذار الماضي، حيث تجاوزت مدة استلام رسالة الغاز الشهرين ونصف، وبحسب المتداول اليوم فإنها أصبحت 90 يومًا، وبظل غياب الكهرباء لا توجد أي بدائل أخرى حاليًا.

وازداد التقنين الكهربائي في عموم المدن السورية، ففي حماة لا تأتي الكهرباء أكثر من ربع ساعة في الفترة الواحدة (5 إلى 6 ساعات قطع)، كذلك الحال في حمص.

وبرر وزير الكهرباء غسان الزامل سبب تردي وضع الكهرباء بنقص التوريدات، وتوقع أن تنتهي المشكلة منتصف أيار الحالي مع وصول التوريدات وإعادة تشغيل المجموعات المتوقفة.

مقالات متعلقة

خدمات محلية

المزيد من خدمات محلية