غياب النخب والكوادر الفنية وشركات الإنتاج قيّد العمل الدرامي لصالح النظام

  • 2016/03/18
  • 3:27 م

قليلة هي الأعمال الفنية “الدرامية” التي صورت داخل سوريا لتعبر عن الثورة، باستثناء بعض التجارب الفردية التي ساهمت إلى حد ما في توصيف الواقع السوري في المناطق المحررة، وعبرت بصدق عن أمنيات الشارع السوري وتطلعاته.

وتعتبر الفنانة يارا صبري أنه “لم ينتج عمل فني محترف حتى اللحظة يحكي عن الثورة أو على الأقل، لم ينتج ما يعبر عن المرحلة الماضية بصدق دون مواربة”.

وتقول صبري لعنب بلدي “إن هناك إنتاجًا لما يسمى فن الثورة بعضه يعتبر على مستوى جيد، والبعض مازال يبحث عن طريقة أو أسلوب”.

الفنانة السورية يارا صبري – عنب بلدي.

ولم يمنع القصف والدمار الناشطين، أو حتى الفنانين “الثوريين”، من التصوير في الداخل السوري، وقدموا أعمالًا تحكي عن واقع الحياة “المرير” في الداخل، لكن ربما افتقدت هذه الأعمال “الحرفية في الأداء”، ولم تتوفر لها نهائيًا الإمكانيات اللازمة، لو بأقل الحدود.

وكانت هذه الأعمال قليلة، وربما حد من كثرتها، إضافة إلى الوضع الأمني، انتشار المتطرفين، مما جعلها تقتصر على مناطق الجيش الحر، ولكن برأي جهاد سقا، الناشط والممثل الحلبي، يوجد الكثير من المواهب في الداخل، لكن بسبب عدم دعمهم، وعدم وجود حاضنة تجمعهم، اضطر غالبيتهم للهجرة.

ويعقب سقا، أفرزت سوريا مواهب مماثلة للمواهب الموجودة قبل الثورة، بل وتفوقها، واعتبر في حديثه “أن هناك كفاءات قادرة على إدارة أكبر مؤسسة يديرها النظام حاليًا، ولكن العائق هو المادة”.

ومقارنًة بين ظروف العمل في مناطق النظام وفي المناطق المحررة “هم يملكون الأريحية في العمل، ويتوفر لديهم الدعم المفتوح، وبالرغم من ذلك أعمالهم فقدت شعبيتها بسبب فقدانهم الحاضنة”.

ويعتبر مسلسل “أم عبدو الحلبية” أول مسلسل صوّر في الداخل السوري يعكس الحياة الحلبية في المناطق المحررة، مثل الأطفال دور البطولة، وتم التصوير في أجواء صعبة متزامنة مع القصف.

ويعد مسلسل “وجوه وأماكن” للمخرج هيثم حقي والذي صور في مدينة مرسين التركية، ويتألف من ثلاثة أجزاء مدة الواحد منها عشرة حلقات، أول مسلسل سوري يوصف الحالة السورية، ويصور في الخارج، ويضم نخبة من الفنانين السوريين المعارضين للنظام والذين أرادوا تصوير الأحداث في سوريا من وجهة نظر مختلفة.

إضافة إلى ذلك ظهرت الكثير من الأعمال الفنية (stand up comedy) والتي وجدت من يوتيوب ووسائل الواصل الاجتماعي منصة للتوجه إلى الجمهور، وغالبًا ما تناولت الواقع السوري والمشاكل الاجتماعية التي يعيشونها في الداخل والخارج، وكذلك تناولت أهداف الثورة وتطلعات الشعب عبر اسكتشات فنية.

أعمال الداخل تتكفل بانتقاد أخطاء الثورة

كما انتفض الفنانون ضد النظام، وعبروا عن مطالب الشعب بمختلف أنواع الفنون، استعمل هؤلاء الفنانون ايضًا فنهم بتسليط الضوء على الأخطاء التي ارتكبت باسم الثورة وأساءت بشكل كبير، بلغ حد التأثير على الحاضنة الشعبية للثورة.

كاريكاتير للفنان أسامة المحمد (فيسبوك)

ويرى “رسام حوران” أن الفنانين المتواجدين في الداخل هم أكثر من تجرأ على انتقاد الثورة، في حين لم يتطرق لها فنانوا الخارج، يقول رسام حوران “هناك وجع عند الناس… ولم أرى هذا الوجع في أعمال فناني الخارج”.

ربما لاعتقاد فنانوا الخارج أنهم لا يملكون حق النقد، لا سيما مع ترسخ الشرخ الكبير بين معارضي الداخل والخارج، وتبني فكرة “عدم الأحقية لمن في الخارج بنقد الثورة” عند بعض معارضي الداخل، والتي لا يتوافق معها رسام حوران.

وكان “تجمع شباب سراقب” من التجمعات الثورية التي أنتجت أعمالًا قصيرة ناقدة، قد يصح تسميتها (اسكتشات)، تطرقت فيها إلى بعض العيوب التي ظهرت في الثورة.

من أجل الاستمرار.. اندماج أبرز فرقتين للتمثيل في حلب

بالتوازي مع الأعمال الدرامية، ظهرت فرق عديدة للتمثيل، منها من قدّمت أعمالًا تصلح للعرض على القنوات العالمية ومنها من قدمت تجارب “خجولة” لاعتبارات كثيرة، منها قلة الدعم، والحالة الأمنية بشكل عام. ففي حلب ظهرت على سبيل المثال “فرقة حارة” مع الممثل جهاد سقا الذي اشتهر أول الثورة بوصف “منشد الثورة”، صورت الفرقة اسكتشات صغيرة اسمها “موهيك” وسجلت بعض الأغاني، وفي ذات الفترة التقى “فريق حارة” مع “فريق ريشة حرة” والتي كان من أعضائها يامن نور، الممثل الحلبي الذي اشتهر أيضًا خلال الثورة بالرسم على الجدران.

توحّد هذان الفريقان وشكلا “فريق وتر”، وفق ما يقول جهاد سقا لعنب بلدي، “مثل هذا الفريق العديد من المسلسلات والتي نال البعض منها شهرة كبيرة مثل منع في سوريا بجزئه الثاني”.

وكانت هناك فرقًا أنتجت أعمالًا خاصة بالأطفال، مثل فريق “فضائيات بكرة أحلى”، الذي أنتج مسلسلات خاصة بالأطفال، وتشارك مع “فريق وتر” ببعض الأعمال مثل “منع في سوريا”، الجزء الأول، و”أم عبدو الحلبية”، الجزء الأول.

تابع قراءة ملف: الفن السوري في المناطق المحررة… أوركسترا بلا قائد.

“الغناء للوطن” مع شرارة الثورة الأولى.

فن الثورة السورية وموت “حارس البوابة”.

حركات فنية وأهازيج توحّد خطاب السوريين السياسي.

أغان ثورية وصلت شهرتها إلى العالمية.

– تحرر الأغنية الثورية من تزكية مخابرات النظام.

تطور فن الغناء من الفردي إلى الجماعي في المناطق المحررة.

بناء مسرح للأطفال في إدلب وتعليم الخط العربي.

دخول العسكرة والتشدد قيّدا فكر الثورة.. لكن لرسامي الكايكتير كلمة!

رسام حوران: الألم يولد فنًا وإبداعًا.

– مجلة أكرم رسلان.. تغطية أحداث الثورة برسوم الكاريكاتير.

فنانوا الغوطة يحوّلون أدوات الموت إلى تحفٍ فنيةٍ.

رسائل “ثورية” على جدران بنش.

غياب النخب والكوادر الفنية وشركات الإنتاج قيّد العمل الدرامي لصالح النظام.

محاولات فنية من لا شيء.. فرقة طريق الخبز.

“بقعة ضوء” الثوار.. كوميديا سوداء.

راديو فريش في إدلب تدخل تجربة الإنتاج المرئي.

وزارة الثقافة المؤقتة.. دور “معدوم” في تطوير الفن الثوري.

الفن وعلاج الأطفال.. حكايا من الداخل السوري.

يارا صبري: نحن بحاجة لمؤسسات وطنية تجمع الكوادر الفنية.

الفن السوري الكردي يرسخ هوية سوريا الجامعة.

الفن السوري والنزع الأخير.. صراع من أجل البقاء.

لقراءة الملف كاملًا: الفن السوري في المناطق المحررة.. أوركسترا بلا قائد.

مقالات متعلقة

تحقيقات

المزيد من تحقيقات