تقرير استخباراتي يروي تفاصيل اليوم الأخير قبل مقتل “زاهدي” بدمشق
نشر موقع “إيران إنترناشونال“، بالتعاون مع مركز “إنتلي تايمز” (مركز أبحاث استخباراتي مهتم بالنشاط النووي الإيراني ووكلاء إيران في الشرق الأوسط)، تقريرًا حول تفاصيل اليوم الأخير قبل مقتل قائد “قوات القدس” في لبنان وسوريا، محمد رضا زاهدي، خلال الاستهداف الإسرائيلي للقنصلية الإيرانية بدمشق، مساء 1 من نيسان الماضي.
وبحسب التقرير، كان زاهدي في مسقط رأسه في أصفهان مساء 31 من آذار، وذهب مع صديقه مسيح توانكر لزيارة أحد رفاقه الآخرين، وأعرب توانكر عن خوفه على زاهدي في إيران أكثر من خوفه عليه في سوريا ولبنان، كونه يسافر بسهولة شديدة، ليوضح الأخير أنه وجه التحذير ذاته لعماد مغنية (قيادي في حزب الله اغتالته إسرائيل بدمشق في 2008).
في ذلك الوقت أكد زاهدي لصديقه أنه سيتوجه إلى سوريا في اليوم التالي، بعدما زار في مساء 31 من آذار، مقامًا شيعيًا لأحد الأئمة في مدينة مشهد، وهناك أخبر أحمد مروي، المسؤول عن “العتبة الرضوية” وشخصًا آخر، أنه سيذهب إلى سوريا.
كما توجه زاهدي من مشهد إلى طهران وإلى مطار “مهر آباد”، في الواحدة من صباح 1 من نيسان، وهناك يملك “الحرس الثوري الإيراني” محطة مخصصة لنقل الأسلحة إلى سوريا والعراق، وتتم إدارتها عبر الوحدة “190” في “فيلق القدس” التابعة لـ”الحرس الثوري الإيراني”، بقيادة بهنام شهرياري.
من اللاذقية إلى دمشق
وبحسب مصادر استند إليها التقرير، فإن زاهدي هبط في اللاذقية بطائرة “أنتونوف 74″، وتحديدًا في قاعدة “حميميم” الجوية، التي تديرها القوات الروسية، ما يجعلها محمية من الضربات الإسرائيلية بنظام الدفاع الجوي “S-300”.
ومنذ تسعينات القرن الماضي، اشترت إيران 11 طائرة “أنتونوف 74” أربع منها من سلسلة “N” وجرى تسليمها لـ”الحرس الثوري”.
وتملك هذه الطائرات شركة طيران إيرانية معاقبة أمريكيًا منذ 2012، لدورها في تهريب الأسلحة إل المنطقة، وهناك ثلاث طائرات منها ينقل “الحرس الثوري” بها الأسلحة وقادة “فيلق القدس”، إلى سوريا.
ويسلم “الحرس الثوري” الأسلحة التي تجلبها هذه الطائرات إلى الوحدة “4400” التابعة لـ”حزب الله” في لبنان، عبر طرق برية وبحرية، وتدار هذه الوحدة عبر محمد جعفر قصير، الذي سافر إلى إيران في 2019 مع رئيس النظام السوري، بشار الأسد، للقاء مرشد “الثورة الإسلامية”، علي خامنئي.
ومن “حميميم” اتجه زاهدي إلى دمشق عبر الطائرة ذاتها، ولم تهبط في مطار دمشق الدولي، بل في قاعدة عسكرية، مع مؤشرات بأن القاعدة هي مطار المزة العسكري الذي يبعد نحو خمسة دقائق عن مبنى القنصلية.
وقبل دقائق قليلة من الهجوم وصل زاهدي إلى القنصلية، وذهب إلى الطابق الثاني، بينما جرى نقل المقيمين في السفارة والقنصلية الإيرانية إلى مجمع سكني في الشارع نفسه، حيث يقيم مقربون من الأسد.
ووفق ما نقله السفير الإيراني حينها، أطلقت مقاتلات إسرائيلية من طراز “F-35” صواريخ على القنصلية في الساعة الخامسة مساءً.
وتسبب الهجوم بتدمير مبنى القنصلية الإيرانية بالكامل، ومقتل سبعة إيرانيين، منهم محمد رضا زاهدي، وستة سوريين أيضًا، كما تبع الهجوم في 13 من نيسان رد إيراني بصواريخ “كروز” وصواريخ بالستية وطائرات مسيرة انطلقت من الأراضي الإيرانية، لترد إسرائيل من جانبها في 19 من نيسان باستهداف قاعدة “شكاري” الجوية الثامنة في أصفهان.
اقرأ المزيد: دمشق.. ما بعد القنصلية
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :