أصدر رئيس النظام السوري، بشار الأسد، اليوم، الثلاثاء 7 من أيار، مرسومين أنهى بموجبهما التعيينات السابقة لأعضاء القيادة المركزية الجدد لحزب “البعث”.
وبموجب المرسومين اللذين نشرت نصهما الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا)، جرى إنهاء تعيين محافظي دير الزور وريف دمشق، وحماة، ورئيس جامعة الفرات.
وجاءت هذه الخطوة بعدما شارك الأسد في اجتماع موسع للجنة المركزية للحزب، نتج عنه انتخاب أعضاء لجنة مركزية وقيادة مركزية جديدة للحزب، وإلقاء كلمة للأسد هاجم خلالها المعارضة السورية، قائلًا “لم نسمع بثيران الثورة الذين سموا خطأ بالثوار، لم نسمع أنهم أطلقوا صاروخًا واحدًا من أجل كرامة أهل غزة، لم نسمع أيضًا تصريحًا أو تظاهرة مع لافتات دعمًا لهم”.
وجرى خلال الاجتماع الموسع انتخاب الأسد أمينًا عامًا للحزب بالإجماع، كما جرى انتخاب أعضاء القيادة المركزية الجديدة المكونة من 14 شخصًا، منهم رئيس حكومة النظام، حسين عرنوس، ووزير الدفاع علي محمود عباس، ورئيس مجلس الشعب حمودة الصباغ، بالإضافة إلى اختيار أعضاء اللجنة المركزية للحزب على مستوى المحافظات، كما جرى انتخاب لجنة الرقابة والتفتيش الجديدة للحزب، وتكونت من خمسة أشخاص (سيّدة واحدة).
وتحدث الأسد عن مفهوم علاقة الحزب بالسلطة، ومراجعة النظام الداخلي للحزب، ودور اللجنة المركزية كعصب رئيسي للحزب ودور لجنة الرقابة والتفتيش وعملية المحاسبة داخل الحزب، وأهمية تطوير البنية التنظيمية كحاجة حزبية ووطنية وبناء مؤسسة الحزب.
وفي 15 من نيسان الماضي، ناقش الأسد مع أعضاء القيادة المركزية للحزب جدول أعمال الاجتماع الموسع، وتشكيل اللجان المختصة للاجتماع الموسع، والتمثيل العددي الأفضل للمحافظات في اللجنة المركزية المقبلة لتجاوزر الخلل التمثيلي الحاصل بين المحافظات في هذا الشأن، وفق ما نقتله “رئاسة الجمهورية” عبر “تلجرام“.
اهتمام واضح
أبدى النظام السوري اهتمامًا بالانتخابات الحزبية للدورة الحالية لعام 2024، من خلال لقاءات متكررة أجراها مع مسؤولين حزبيين، في ظل الحديث عن تغييرات على أكثر مستوى، لم يتلمس المواطن آثارها.
كما التقى الأسد، في 22 من شباط الماضي، مجموعة من المفكرين والأكاديميين والكتاب البعثيين، في حوار عن دور الحزب في مستقبل سوريا، على المستوى السياسي والوطني والاقتصادي والاجتماعي، وقال إن أهم ما في الانتخابات ليس الأسماء التي تفوز فيها، بل المشاركة الواسعة بها، معتبرًا أن نتائج الانتخابات تعكس قرار ورغبة الأغلبية حينها، وأن الحزب الحيوي يبحث عن الكيف وليس عن الكم، ويهتم بأن يوسع قاعدة مناصريه، وليس أن يزيد عدد أعضائه فقط.
وسبق هذا اللقاء، آخر أجراه الأسد في 27 من كانون الثاني، والتقى حينها أعضاء اللجنة العليا للإشراف على الانتخابات، واستمع إلى إحاطة حول الجولات واللقاءات التي أجرتها اللجنة في الفروع والمحافظات خلال الأيام الماضية.
كما أكد أن نجاح تجربة الإشراف على الانتخابات سيبنى عليه استحقاقات مقبلة على مختلف المستويات الحزبية التي ستتبع المؤتمر الموسع، ما يجعل هذه التجربة جزءًا من “مسار ديمقراطي يجب بناء متطلبات شفافيته ونجاحه”، على حد قوله.
وفي 24 من كانون الأول 2023، التقى الأسد بأعضاء اللجنة العليا للإشراف على “انتخابات حزب البعث 2024″، وشدد على استقلالية اللجنة للإشراف على الانتخابات وحيادها المطلق في آداء مهامها خلال كل مراحل المسار الانتخابي من التحضير وحتى النتائج.
هذا اللقاء سبقه بأقل من أسبوع لقاء للأسد وحديث ونقاش مع اللجنة المركزية في “حزب البعث”، في 16 من كانون الأول، وتحدث حينها عن معالجة السلبيات في الدولة والمجتمع المدني، معتبرًا أن انتخابات الحزب “تشخصي وعلاج”.
تأتي هذه اللقاءات في سياق ترويج النظام لتغييرات في هيكلية سلطته، و”مكافحة الفساد” وإجراء بعض التغييرات، دون التطرق لملفات جوهرية وذات حساسية لدى الشعب السوري، ومنها ملف المعتقلين والمختفين قسرًا، والذين توثق “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” عددهم بـ135 ألفًا و253 معتقلًا في سجون النظام.
اقرأ المزيد: رسائل للحلفاء والخصوم.. الأسد يعود لقواعد “البعث”