أدانت مصر العمليات العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح الفلسطينية، والسيطرة الإسرائيلية على الجانب الفلسطيني من المعبر البري الحدودي مع مصر.
وجاء في بيان للخارجية المصرية اليوم، الثلاثاء 7 من أيار، أن مصر تدين بأشد العبارات العمليات العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح، وما أسفرت عنه من سيطرة إسرائيلية على الجانب الفلسطيني من المعبر.
واعتبرت هذا “التصعيد الخطير” تهديدًا لحياة أكثر من مليون فلسطيني يعتمدون بشكل أساسي على هذا المعبر، باعتباره شريان الحياة الرئيس لغزة، والمنفذ الآمن لخروج الجرحى والمرضى لتلقي العلاج، ودخول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى الفلسطينيين في غزة.
كما دعت الجانب الإسرائيلي إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، والابتعاد عن سياسة حافة الهاوية ذات التأثير بعيد المدى، والتي من شأنها تهديد مصير جهود الهدنة المستدامة في غزة، وطالبت أيضًا الأطراف الدولية المؤثرة بالتدخل وممارسة الضغط لنزع فتيل الأزمة الراهنة، وإتاحة الفرصة أمام الجهود الدبلوماسية لتحقيق نتائجها المرجوة.
من جانبها، اعتبرت حركة “المقاومة الإسلامية” (حماس)، أن اقتحام الجيش الإسرائيلي لمعبر رفح تصعيد خطير ضد منشأة مدنية محمية بالقانون الدولي، هدفه مفاقمة الوضع الإنساني في القطاع، عبر إغلاقه ومنع تدفق المساعدات الإغاثية الطارئة عبره.
وذكرت “حماس” في بيان لها، أن هذه “الجريمة” تأتي مباشرة بعد إعلان “حماس” موافقتها على مقترح الوسطاء، ما يؤكد نية الاحتلال تعطيل جهود الوساطة لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى، لمصلحة شخصية نتنياهو وحكومته المتطرفة، وتنفيذًا لمخطط الإبادة والتهجير الذي ينفذه “اليمين الصهيوني المتطرف”، بقيادة “مجرم الحرب نتنياهو”.
“حماس” دعت في بيانها الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي للضغط على الاحتلال لوقف هذا التصعيد الذي يهدد حياة مئات الآلاف من المدنيين النازحين في رفح وعموم قطاع غزة.
كما دعا الملك الأردني، عبد الله الثاني، خلال لقائه بالرئيس الأمريكي، جو بايدن، بالبيت الأبيض، المجتمع الدولي إلى التحرك لمنع كارثة جديدة في رفح.
وقال الملك الأردني، إن الهجوم الإسرائيلي على رفح يهدد بالتسبب بمجزرة جديدة، كما حذّر من تبعات اجتياح إسرائيلي لرفح، قد تؤدي إلى توسيع دائرة الصراع القائم في الإقليم، مؤكدًا أهمية دعم كل جهود وقف إطلاق النار، وفق ما نقله الديوان الملكي الأردني.
الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، قال إن الهجوم الإسرائيلي على رفح من المرجح أن يؤدي إلى مقتل المزيد من المدنيين، وهو ينفذ رغم تحذيرات صريحة من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة، وقال بوريل، “أخشى أن يتسبب هذا مرة أخرى في سقوط الكثير من الضحايا من المدنيين، مهما قالوا”، مشيرًا إلى عدم وجود مناطق آمنة في غزة، وفق ما نقلته وكالة “رويترز“.
واليوم، الثلاثاء، أعلن الجيش الإسرائيلي سيطرته على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، بعد ليلة من القصف العنيف استهدف محيط المعبر ومناطق شرقي المدينة المكتظة بالنازحين، رغم مساعي التهدئة، وقبول “حماس” بمقترح وقف إطلاق النار الذي تدرسه الولايات المتحدة حاليًا.
وأعلنت “كتائب القسام” (الذراع العسكرية لحماس) استهداف القوات الإسرائيلية شرقي معبر رفح بقذائف الهاون من العيار الثقيل، إلى جانب استهداف الحركة دبابة من نوع “ميركافا” بقذيفة “الياسين 105” واشتعال النيران فيها، والاشتباك مع جنود تحصنوا في مبنى قرب حي الشوكة، شرقي مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة.
اقرأ المزيد: توافق إسرئيلي حكومي على “عملية رفح”.. دعوات إخلاء وتحذيرات