أعلن الجيش الإسرائيلي صباح اليوم، الثلاثاء 7 من أيار، أنه سيطر على الجانب الفلسطيني من معبر رفح جنوب قطاع غزة بشكل كامل، بعد ليلة من القصف العنيف استهدفت محيط المعبر ومناطق شرق المدينة المكتظة بالنازحين، رغم مساعي الوسطاء للتوصل إلى هدنة.
وأفاد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، عبر حسابه في “فيس بوك”، أن “الفرقة 162” وقوات مدرعات “اللواء 401” التابعتين للجيش الإسرائيلي حققت السيطرة العملياتية على الجانب الغزي من معبر رفح، بعد “ورود معلومات استخباراتية تفيد باستخدام المعبر لأغراض إرهابية على يد مخربين”، وفق زعمه.
وأضاف أدرعي أن “حركة المقاومة الإسلامية” (حماس) التي كانت داخل معبر رفح، استهدفت بقذائف الهاون، الأحد، معبر “كيرم شالوم”، ما أسفر عن مقتل أربعة عناصر إسرائيليين وإصابة آخرين بجروح، ليشن الجيش الإسرائيلي غارات حربية على مواقع لـ”حماس” داخل المعبر، بالتزامن مع عملية برية أفضت للسيطرة عليه بشكل كامل.
وتداولت منصات التواصل الاجتماعي، تسجيلًا يوثق اقتحام إحدى الدبابات الإسرائيلية معبر رفح من الجهة الفلسطينية ووصولها إلى مبنى قاعة الوصول، بينما أظهرت الصور رفع الأعلام الإسرائيلية على المعبر.
في السياق ذاته قال المتحدث باسم الهيئة العامة للحدود والمعابر، وائل أبو عمر، لشبكة “CNN“، إن حركة المسافرين ودخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة توقفت بشكل كامل، بعد سيطرة الدبابات الإسرائيلية على منشآت المعبر من الجانب الفلسطيني.
من جهتها ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، أن الجيش الإسرائيلي طالب الفلسطينيين بإخلاء شرق رفح في قطاع غزة، ما أجبر السكان على النزوح قسرًا من شرق رفح إلى منطقة المواصي في خان يونس جنوب القطاع.
وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أكد مساء الاثنين أن مجلس الحرب قرر بالإجماع مواصلة العملية العسكرية في رفح، بذريعة ممارسة الضغط العسكري على حماس للمضي قدمًا في الإفراج عن المحتجزين وتحقيق أهداف الحرب الأخرى.
يأتي ذلك بعد إعلان الحركة الإسلامية “حماس” موافقتها على مقترح الاتفاق الذي قُدم إليها لوقف إطلاق النار، غير أن مكتب نتنياهو زعم أن الاقتراح الذي وافقت عليه الحركة “بعيد عن مطالب إسرائيل الضرورية”.
وأضاف مكتب نتنياهو أن إسرائيل سترسل وفدًا إلى الوسطاء من أجل استنفاد إمكانية التوصل إلى اتفاق بشروط تكون مقبولة لإسرائيل، وفق تعبيره.
وكان مقترح وقف إطلاق النار في غزة، يتضمن ثلاث مراحل ويشمل انسحابًا كاملا للجيش الإسرائيلي من غزة وعودة النازحين وتبادلًا للأسرى.
وتأتي هذه التطورات بعد مضي 214 يومًا على حرب غزة، والتي تسببت بمقتل 34735 فلسطينيًا، وإصابة 78108 جراء القصف الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول الماضي، وفق ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية.
معبر رفح البري هو معبر حدودي يقع عند مدينة رفح بين قطاع غزة في فلسطين وشبه جزيرة سيناء في مصر، وتم تشييد المعبر بعد الاتفاق المصري الإسرائيلي للسلام سنة 1979، حيث تدير مصر الطرف التابع لها، بينما كانت تسيطر الحركة الإسلامية “حماس” على الجانب الفلسطيني من المعبر قبل سيطرة إسرائيل عليه اليوم.