يعد مركز “بيت الحكمة” في أريحا بمحافظة إدلب من أهم المراكز الثقافية التعليمية التي تصقل الخبرات والمواهب السورية الشابة في مجالات عديدة، لكن القصف الذي تعرض له المبنى قبل فترة حال دون التوسع في نشاطات أخرى لتشمل مجالات عديدة كانت إدارة المركز تنوي العمل عليها مثل الندوات التثقيفية والشعرية.
ويتألف المركز من عدة أقسام، منها تأهيل وتدريب (بناء القدرات)، التدريب المهني، بناء مهارات اجتماعية، إدارة المؤسسات، قسم الإعلان، المكتب الإعلامي، أنشطة ثقافية، ويتبع للمركز المكتبات ودار القراءة والندوات الثقافية.
ويحاول المركز بناء شراكات ثقافية مع مختلف العاملين في المجالس الثقافية في المناطق المحررة، معرة النعمان، سراقب.
وقد أجرى المركز عدة ندوات سابقًا في مجالات عديدة، أبرزها حول نشوء الخط العربي ومراحل تطوره وفترة إزدهاره، وكذلك في الشعر، ويعاني المركز من إكمال هذه النشاطات بعد تضرر المبنى، إذ من المقرر الانتقال إلى مقر جديد في نيسان القادم.
وحول مدى اهتمام ومدى إقبال الأهالي على حضور منتديات ثقافية وأمسيات شعرية وغيرها، يقول المدير التنفيذي لمركز بيت الحكمة، ابراهيم تريسي، الوضع المادي للمواطنين صعب جدًا، “لا يمكننا التوجه لكل المجتمع بل لفئة معينة، نحاول التوجه للشباب لتأمين ندوات ودورات تأهيلية”، ويضيف “سنمضي في هذا المشروع في المقر الجديد لأننا مؤمنيين بهذا العمل كونه في صلب الثورة وهو أساسي للمجتمع … نواجه سؤال: من يلقي بالًا للثقافة في ظل الحرب؟ نحن نحاول تغيير وجهة النظر هذه، نقول للمواطنين هذا نوع من المقاومة والتحدي وهذا يوازي كل المجالات في الثورة كالمجال السياسي والعسكري، لأن مجتمع إن لم ينهض ثقافيًا لن ينهض بأي طريقة أخرى لا بالسلاح ولا السياسة، الثقافة هي ركيزة للنهوض”.
محاذير فنية!
تلاقي بعض الفنون، وخاصة الموسيقى، ممانعة من قبل بعض الجماعات التي ترى فيها نوعًا من التعلم “الحرام”، ما فرض على مركز بيت الحكمة نوعًا من الرقابة الذاتية لما هو مسموح وما هو ممنوع. وعن ذلك قال تريسي “نحن نضع المحاذير، نعرف أن هناك محظورات لا نخوض فيها، مثلًا لا نقيم ورشة للتدريب على عزف العود أو البيانو الموسيقى، بعض الجهات تعتقد أن الموسيقى من وجهة نظر شرعية حرام، هناك حساسية من قبل بعض الجماعات تجاهها”.
وحول الخطوات التي ينوي المركز القيام بها لتعزيز تعليم بعض الفنون للأطفال، قال تريسي “نخطط لافتتاح فرع آخر في إدلب المدينة، ونحن الآن بصدد التعاون مع مخرج مسرحي للأطفال لتأسيس مسرح للطفل في أريحا وإدلب، وهذا المشروع قائم وسنعمل به قريبًا”.
وحول التعاون مع وزارة الثقافة في الحكومة المؤقتة، قال “لم نتوجه لوزارة الثقافة لأنه ليس لدينا ثقة في الحكومة المؤقتة وهي ليست ممثلة للشعب السوري، نعتبرها بؤرة فساد غير مستعدين نتعامل معهم”.
تابع قراءة ملف: الفن السوري في المناطق المحررة… أوركسترا بلا قائد.
– “الغناء للوطن” مع شرارة الثورة الأولى.
– فن الثورة السورية وموت “حارس البوابة”.
– حركات فنية وأهازيج توحّد خطاب السوريين السياسي.
– أغان ثورية وصلت شهرتها إلى العالمية.
– تحرر الأغنية الثورية من تزكية مخابرات النظام.
– تطور فن الغناء من الفردي إلى الجماعي في المناطق المحررة.
– بناء مسرح للأطفال في إدلب وتعليم الخط العربي.
– دخول العسكرة والتشدد قيّدا فكر الثورة.. لكن لرسامي الكايكتير كلمة!
– رسام حوران: الألم يولد فنًا وإبداعًا.
– مجلة أكرم رسلان.. تغطية أحداث الثورة برسوم الكاريكاتير.
– فنانوا الغوطة يحوّلون أدوات الموت إلى تحفٍ فنيةٍ.
– رسائل “ثورية” على جدران بنش.
– غياب النخب والكوادر الفنية وشركات الإنتاج قيّد العمل الدرامي لصالح النظام.
– محاولات فنية من لا شيء.. فرقة طريق الخبز.
– “بقعة ضوء” الثوار.. كوميديا سوداء.
– راديو فريش في إدلب تدخل تجربة الإنتاج المرئي.
– وزارة الثقافة المؤقتة.. دور “معدوم” في تطوير الفن الثوري.
– الفن وعلاج الأطفال.. حكايا من الداخل السوري.
– يارا صبري: نحن بحاجة لمؤسسات وطنية تجمع الكوادر الفنية.
– الفن السوري الكردي يرسخ هوية سوريا الجامعة.
– الفن السوري والنزع الأخير.. صراع من أجل البقاء.