عروة قنواتي
تدور رحى “الفاينال” في بطولة كرة السلة داخل البلاد، وسط منغصات إضافية يعيشها أبناء الوسط الرياضي في معظم اتحادات الألعاب وحاليًا في كرة السلة، بصرف النظر عن المنغصات العامة التي تعيشها المدن السورية بغلاء الأسعار وهبوط العملة المحلية إلى مستويات مخيفة، وشح بعض المواد التموينية، وأزمات الماء والكهرباء والمعيشة.
وما أبشع المنغصات فوق بشاعتها الطبيعية عندما يكون الاختراع سيدها، وعندما يطرز لأجلها سيناريو من أفشل أنواع السيناريوهات ويطبق عليها الترويج المقيت لأجل شعارات رنانة طنانة لطالما أصابت المواطنين وأبناء الوسط الرياضي بالدوار والغثيان، عندما تتجلى محبة الأوطان وكرامتها وعنفوانها لدى البعض من أصحاب القرار، ويُتهم باقي الشعب بنسيانها أو الالتفاف عليها أو خيانتها، وعلى سيرة الوطن الممزق الذي أشبعه السيد طريف قوطرش، رئيس اتحاد كرة السلة، عرفانًا و إخلاصًا، فإن قيمة كل اتحاد بقيمة أبنائه، وقيمة كل منظومة رياضية بقيمة لجانها ومؤسساتها الرياضية المستقلة، وقيمة كل حكومة من قيمة الوزارات والمديريات، وقيمة الوطن من قيمة من يدير شؤون البلاد والعباد. بدأنا من الهاوية عند الطريف، ووصلنا إلى رأس الهرم المهترئ القائد الرمز المخيف، لنقول لا قيمة لوطن لا يحترم جهد وكرامة وتعب وأحلام وإرادة مواطنيه. في بلادنا أو ما تبقى منها على قيد الحياة، تُدار الأمور كل الأمور بمقولة “الطبل بدوما والعرس بحرستا”.
وبعد أزمة منع ترحيل الجماهير بين الصالات ونهاية بطولة الكأس التي فاز بها فريق على آخر، وسمعت كل الدنيا موشحات القذف والشتائم والتطاول على البشر والحجر هنا وهناك، وبعد أن بدأت اللكمات واللطمات تنطلق من وسيلة إعلامية إلى وسيلة ثانية، وحراك قضية المحترف الأجنبي الذي كان يلعب بالكيان، وكيف ظهر من يدير القرار في اتحاد الباسكيت ومن معه بموقف “المو فهمان”، فإن هذا طبيعي في منظومة رياضية أسست على نظرية الحجر والكشتبان.
تمر اليوم حكاية “الفاينال” وقصة المحترف السادس لكل فريق، مخطط وافقت عليه لجنة البلاد الأولمبية وعارضه اتحاد السيد طريف قوطرش الموقر، ليرد نادي أهلي حلب بإشراك لاعبيه من الفئات العمرية ودون الرجال في نصف نهائي “الفاينال”، ويتأهل نادي الكرامة قانونيًا للنهائي.
اجتماع يسبق المباراة المهمة في الدوري بست ساعات في العاصمة بحضور الأولمبية والاتحاد وممثلي الأندية للبت بقرار مهم إما مع وإما ضد بعد أن تحدث المسؤول الأولمبي الرفيع بألا نقاش في القرار، والقرار هو الموافقة على المحترف السادس ( قبل ست ساعات)، يأتي رئيس الاتحاد متأخرًا نصف ساعة عن الاجتماع ليقول، أنا لست موافقًا على المحترف السادس (قبل ست ساعات)، وعلى أساس القرار اتخذ ولا نقاش، فيدخل التصويت سيد الموقف ليفوز السيد قوطرش على اللواء موفق جمعة ولجنته الأولمبية وقرارها، ويفعل هو ما يراه مناسبًا.
للأمانة، فإن من ضياع الوقت ومن قمة المهازل أن يُطلب من هؤلاء ما هو أفضل أو أن يُنتظر منهم شيء متطور يلاحق تطور أداء الجماهير في الصالات والملاعب ورغبة الأندية الميتة سريريًا في النهوض والعلاج، لن تمر الأمور بخير على أهلي حلب فليتحملوا مسؤولية قرارهم كما يقال، ولن تكون الأمور سليمة لبعض الأندية التي اعتادت الصراخ في زمن أصبحت دماء الناس زهيدة الثمن، وسيضحى باتحاد السيد طريف قريبًا، لأن زوبعة كهذه لا يحب من يدير الدفة في البلاد أو ما تبقى منها أن يطول أمدها، ولا بد من كبش فداء في خاتمة الرواية.