وليد أيمن.. موهبة سورية في أشبال الزمالك المصري

عنب بلدي – هاني كرزي

“لم تمنعني ظروف الغربة من ممارسة شغفي بكرة القدم”، بهذه الكلمات عبّر الفتى السوري وليد أيمن (12 سنة) عن مدى تعلقه بهذه الرياضة التي أصر على تطوير مستواه فيها بعد لجوئه إلى مصر، ليلمع نجمه بين أقرانه من اللاعبين بعد انضمامه إلى نادي الزمالك، أحد أعرق الأندية المصرية.

قبل سبع سنوات، لجأ وليد مع عائلته من مدينته دمشق إلى مصر، بعدما ضاقت بهم الحياة في سوريا، مع تدهور الأوضاع المعيشية والأمنية هناك، حيث أقاموا في منطقة المنصورة بمحافظة الدقهلية.

شغف الطفولة

وليد كان منذ سنواته الأولى يحب ممارسة كرة القدم، داخل البيت أو في الأزقة أو في المدرسة، وتحدثت والدته عن مدى تعلقه بالرياضة إذ قالت، “منذ طفولته كان كثير الحركة في البيت، ويلعب الكرة بأي قطعة دائرية توجد أمامه في المنزل، ويصنع من الجدران هدفًا ويبدأ بالتسديد نحوها”.

وأضافت “أم وليد” لعنب بلدي، عندما انتقلنا إلى مصر، قررنا أنا ووالده تنسيبه لنادٍ أو أكاديمية لتعلم كرة القدم، وفعلًا بدأ بممارسة هوايته إلى جانب دراسته، وما لفتني في وليد أنه رغم صغر سنه، كان يمتلك شخصية ناضجة تمنحه حسن الاختيار، فمعظم الأطفال كما نعلم يفضلون اللعب في مركز الهجوم، لكن ابني كان عكس ذلك، وفضّل اللعب في الدفاع، بعدما لمس أنه سيقدم مستوى أفضل في هذا المركز.

دعم الأهل

انتسب وليد في بداية وصوله إلى مصر لنادي الاتحاد الإسكندري، حيث كان يواظب على التدرب معه، وعمل على تطوير مستواه في ذلك النادي، وقالت والدته إنه كان يحرص على حضور كل التدريبات، فهو حتى إذا كان مريضًا أو متعبًا يصر على مرافقة النادي للمشاركة في بطولات كروية بالقاهرة.

بعدما توقف نادي الاتحاد الإسكندري، انتقل وليد العام الماضي إلى أكاديمية الزمالك المصري لكرة القدم، ولفت أنظار المعنيين في النادي بسبب موهبته المميزة ومهاراته في لعب الكرة.

قالت “أم وليد”، إن معظم الأهل للأسف يتجاهلون رغبة أولادهم في ممارسة رياضة معينة، ويعتبرون ذلك مضيعة للوقت ويؤثر على تحصيلهم العلمي، “لكن كنت أنا ووالده ندعم موهبة وليد بشكل كبير، ونقدم له كل ما يحتاج إليه من ألبسة رياضية وكراسات تثقيفية، ودائمًا نطلب منه أن يقرأ عن كرة القدم بشكل مستمر إلى جانب اللعب، فهذا يساعده على زيادة ثقافته الرياضية وتنمية موهبته بشكل أكبر”، وأشارت إلى أنه وبنفس الوقت كان يتابع دراسته بشكل جيد، وهو الآن في الصف الخامس.

وليد عبّر عن شكره وامتنانه للدعم الكبير الذي قدمه أهله له، لتطوير موهبته في كرة القدم، وقال لعنب بلدي، إن والديه لم يبخلا في تقديم كل ما يحتاج إليه من دعم مادي ومعنوي، حتى إنهما كانا دائمًا يتواصلان مع مدربه، علاء أوكا، للاستفسار عن أدائه في كرة القدم، وتابع، “الكابتن علاء كان له فضل كبير في دعمي، حيث كان يتابع لعبي باستمرار، ويقدم لي نصائح حتى فيما يخص نظام الأكل والنوم”.

إشادة مصرية

شارك الفتى وليد في العديد من البطولات مع أشبال نادي الزمالك، أحدثها كانت البطولة الودية للأكاديميات خلال رمضان الماضي، إذ حقق مع فريقه المركز الأول في البطولة، وكان من أفضل اللاعبين، ليتم منحه شهادة تقدير من قبل أكاديمية الزمالك تكريمًا له على المستوى المميز الذي قدمه في البطولة.

كما شارك مع فريقه في بطولة “ماستر ليغ”، وحققوا المركز الثالث فيها، وعن موهبة الفتى السوري وليد أيمن، قال مدير أكاديمية الزمالك، وليد أنور، لعنب بلدي، “إمكانيات وليد جيدة جدًا، ويمتلك لياقة بدنية عالية، ويجيد اللعب في مركزي الدفاع والهجوم”.

تضم أكاديمية الزمالك في فرع المنصورة التي يلعب فيها وليد سبعة لاعبين سوريين، وقال الكابتن أنور، “نرحب بكل اللاعبين السوريين داخل أكاديمية نادي الزمالك، ونشهد لهم بحسن الأخلاق والقيم والالتزام التام في التدريبات، ونقدم لهم في الأكاديمية كل الدعم المعنوي والفني، ونعمل على رفع مستواهم من أجل المشاركة بقوة في مختلف المباريات والبطولات”.

أم وليد عبّرت عن فخرها بما قدمه ابنها، حيث قالت، “شعور رائع أن نشاهده يقطف ثمار موهبته مبكرًا ويحقق مستويات مميزة مع فريقه، ونأمل أن يصبح من أفضل اللاعبين في مصر”.

بدوره، تحدث الفتى وليد عن طموحه في المستقبل قائلًا، “أشجع نادي ريال مدريد الإسباني، وأحب النجم كريستيانو رونالدو وهو قدوتي في كرة القدم، وأحلم دائمًا أن أصبح لاعبًا مشهورًا مثله في المستقبل”.

تحتضن مصر حوالي 1.5 مليون لاجئ سوري، وفق أحدث إحصائية للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء المصري، واندمج السوريون داخل المجتمع المصري بسرعة، وأصبحت لهم بصمة في مختلف المجالات بما فيها الرياضة.

في عام 2017، افتتح التوأم السوري أيمن ومعتز كوجك المنحدران من ريف دمشق، أكاديمية رياضية للتدريب على كرة القدم في العاصمة المصرية القاهرة.

كذلك افتتح السوري أمير عوض ناديًا رياضيًا لتدريب اللاجئين السوريين على المصارعة في مدينة الإسكندرية، بعدما خرج من سوريا مع تصاعد المعارك في محيط مدينته دمشق.