تنشط في تربيتها عشرات الأسر
جواميس القامشلي تواجه صعوبات الجفاف وغلاء سعر الأعلاف
مجد السالم – الحسكة
في أطراف مدينة القامشلي، وفي جزء من حي طي، يُصر مربو الجواميس على الحفاظ على مهنتهم كمصدر دخل أساسي توارثوه أبًا عن جد، وتؤمّن تربيتها الدخل لعشرات الأسر، حتى بات القسم الذي يقطنون فيه من الحي يعرف باسم حي “الجمّاسة” نسبة إلى تربية الجواميس.
محمد حويجة (46 عامًا)، أحد مربي الجواميس من القامشلي، قال لعنب بلدي، إن تربية الجواميس تعتبر مصدر دخل أساسيًا ووحيدًا لأسرته التي اعتادت هذه المهنة، وبات من الصعب إيجاد بديل عنها في ظل صعوبات تواجه هذه المهنة.
ويمتلك محمد نحو ثمانية رؤوس من الجواميس، يرعاها في قطيع واحد مع رؤوس أخرى لمربين من الحي، تخفيفًا للعبء والجهد.
جفاف يزيد الصعوبات
يعتبر الجفاف “عدو” الجواميس، بحسب محمد الذي بيّن أن الجواميس تحب الأماكن الواسعة الخضراء وكثيرة المياه والتي توجد فيها الأنهار.
وأضاف أن حظائر الجاموس بنيت منذ عشرات السنين على كتف نهر “جغجغ” في القامشلي، لأنها تحب الدخول الى النهر والسباحة فيه خصوصًا خلال الصيف مع ارتفاع درجات الحرارة.
وأوضح المربي أن كل ذلك تغير الآن، بعد أن أصبح النهر جافًا أغلب فصول السنة، وخلال الصيف يتحول إلى مستنقع تتجمع فيه مياه الصرف الصحي، ما يسبب الأمراض للجواميس.
وذكر محمد أن الجفاف جعل المربين يعتمدون على شراء الأعلاف من حسابهم الخاص، ويبلغ سعر الكيلوغرام من النخالة 2500 ليرة سورية، وكيلو الكسبة والتبن 1800 ليرة، علمًا أن الجاموس الواحد يستهلك من 75 إلى 100 كيلوغرام من الأعلاف خلال يومين فقط.
وفي المقابل، فإن الجهات الرسمية تخصص من 100 إلى 150 كيلوغرامًا من الأعلاف للجاموس الواحد كل 11 شهرًا، وفق المربي.
كما يضطر بعض المربين إلى الهجرة مع جواميسهم إلى ضفاف نهر “الفرات” في الرقة بحثًا عن المساحات الخضراء والمياه مع بداية فصل الصيف، وفق محمد، لافتًا إلى أن التنقل مع الجواميس أمر مرهق ومتعب، وهناك مخاطر أمنية تتعلق بالطريق، “فهذا الخيار ليس متاحًا دائمًا”.
وبحسب ما علمته عنب بلدي من مربين آخرين، فإن ضيق المكان في الحسكة يعتبر أحد عوائق تربية الجواميس التي تعتبر حيوانات كبيرة الحجم وتحتاج إلى حظائر واسعة، وقد يراها البعض “مخيفة لضخامتها” في حين يؤكد مربوها أنها أليفة ولطيفة أكثر من الأبقار.
“الكيمر” سبب لاستمرار تربيتها
تنتج الجاموسة الواحدة نحو ستة كيلوغرامات من الحليب يوميًا، وهو أقل من معدل إنتاج الأبقار، بحسب ما قاله محمد ومربون آخرون لعنب بلدي، لكنه يتميز بأنه دسم جدًا ينتج عنه الجبن واللبن و”الكيمر”.
لكن “الكيمر” يعتبر المنتج الرئيس الذي يعتمد عليه المربون في تحقيق الربح واستمرار تربية الجاموس، إذ يصل سعر الكيلوغرام الواحد منه إلى 100 ألف ليرة سورية، وكل عشرة كيلوغرامات من حليب الجاموس تعطي كيلوغرامًا من “الكيمر”.
ويشكل “الكيمر” مع العسل والخبز الساخن وجبة إفطار لذيذة وشهية اشتهرت بها القامشلي على مر السنوات، بحسب حديث عيسى شلبي (50 عامًا)، الذي يعمل في أحد مطاعم “الكيمر والعسل” بسوق “الأتراك” وسط مدينة القامشلي.
وقال عيسى، إن وجبة إفطار “الكيمر والعسل” تكلف 25 ألف ليرة سورية للشخص الواحد، وإن الزبائن يأتون من مختلف الأماكن وحتى من المحافظات الأخرى، ويشترون كميات من “الكيمر” للاستهلاك الشخصي أو كهدايا قيمة وثمينة للأصدقاء.
ولا يوجد إحصاء رسمي عن أعداد الجواميس في مناطق سيطرة “الإدارة الذاتية”، علمًا أن أعدادًا منها توجد في القحطانية والمالكية ولكن أقل مما هو في القامشلي.
في أيلول 2023، ذكرت وزارة الزراعة في حكومة النظام السوري أن أعداد الجواميس في كامل سوريا تبلغ 6500 رأس، منها 4900 رأس في “المناطق الآمنة”، ويشير المصطلح إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :