ساعد “صندوق سوريا الإنساني” (SHF)، خلال عام 2023 ما يقرب من 1.7 مليون سوري في عموم سوريا بمختلف مناطق السيطرة.
ونشر الصندوق تقريرًا ذكر فيه أنه خصص 59.6 مليون دولار أمريكي من خلال أربعة مراحل للمخصصات، ومن إجمالي المبلغ حول أكثر من 23% إلى الشركاء الوطنيين والمحليين.
وتوزعت المساهمات بين عدة جهات وهي المنظمات الدولية بمبلغ 30.5 مليون دولار أمريكي، بينما قدمت وكالات الأمم المتحدة 17.3 مليون دولار، في حين وصلت مساهمة المنظمات غير الحكومية المحلية لنحو 13 مليون دولار أمريكي.
وبلغ عدد المستفيدين المستهدفين من الصندوق 1.7 مليون شخص، بينهم 534 ألف امرأة بنسبة 31% في حين استفاد 381 ألف رجل بنسبة 22% بينما حصل 405 ألف طفل ذكر و401 طفلة أنثى على مساعدات مقدمة من الصندوق، وبين المستفيدين يوجد 156 ألف و752 شخصًا من ذوي الإعاقة.
وعقب الزلزال الذي وقع في جنوبي تركيا وتأثرت به أربع محافظات سوريا في شباط 2023، أطلق “الصندوق” أول تمويل احتياطي بقيمة 4.5 مليون دولار، وهدف إلى خفض المخاطر التي تهدد الحياة من خلال توسيع نطاق تقييمات السلامة الهيكلية للمباني المتضررة بشدة، وتوفير المساعدة في المأوى والحماية.
وبعد استلام المزيد من المساهمات أطلق “الصندوق” مخصص التمويل الاحتياطي الثاني في 29 من آذار 2023، إذ أتاح 23 مليون دولار أمريكي لدعم أولويات، أولها توسيع نطاق الاستجابة الإنسانية وتوفير الخدمات الصحية والمساعدات الإنسانية وغيرها، إضافة لتعزيز لتعافي المبكر وخلق فرص عمل للناجين من الزلزال وتأمين المناطق التي توجد فيها مبانٍ منهارة كليًا أو جزئيًا.
أما المخصص التمويلي الثالث بلغت قيمته 1.5 مليون دولار ويهدف إلى ضمان استمرارية الخدمات الجوية الإنسانية من خلال توفير خدمات طيران آمنة ومجانية لـ53 مستخدمًا مستخدمًا مسجلًا، إضافة للمنظمات غير الحكومية الدولية ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية، وعمليات نقل مواد الإغاثة.
وفي أيلول 2023، أطلق “صندوق سوريا الإنساني” تخصيصًا قياسيًا (الرابع) بحسب ما ذكر التقرير، بمبلغ قيمته 30 مليون دولار أمريكي، هدفه التخفيف من ظروف الشتاء بالمناطق التي تعاني من نقص الخدمات.
إنجازات الصندوق
وصلت مساهمات المانحين إلى 80.64 مليون دولار أمريكي، وكانت الإمارات العربية المتحدة من أكثر الدول المتبرعة إذ قدمت 15 مليون دولار، بينما ساهمت المملكة المتحدة بـ11.2 مليون دولار، في حين قدمت بلجيكا 8.6 مليون دولار.
وبحسب التقرير، خصص الصندوق 7.1 مليون دولار لتمكين 13 شريكًا لمساعدة نحو 914 ألف شخص في مجال الخدمات الصحية، بينما قدم 9.3 مليون دولار لتحسين وصول أكثر من 609 ألف شخص إلى خدمات المياه والصرف الصحي من خلال إصلاحها ودعم أنظمتها.
أما عن الجانب التعليمي عمل الصندوق على تحسين إمكانية حصول 55 ألف طفل و345 طفلًا على خدمات التعليم الرسمي وغير الرسمي، بينما قدمت نحو 6 ملايين دولار أمريكي منساعدات نقدية سُلمت إلى المحتاجين بطرق نقدية مختلفة.
واستفاد أكثر من 122 ألف شخص من خلال إعادة تأهيل ثلاثة مخابز، في حين حصل نحو 27 ألف مزارع على فرصة تحسين فرص كسب العيش من خلال إعادة تأهيل شبكات الري.
وتوزعت المساعدات التي قدمها “صندوق سوريا الإنساني” على جميع المحافظات السورية، وحصلت محافظة حلب على مساعدات بمبلغ وصل إلى 21 مليون دولار أمريكي ليستفيد أكبر عدد في المحافظة نفسها بعدد 367 ألف شخص، تليها محافظة ريف دمشق بعدد المستفيدين 294 ألف شخص عبر تخصيص مبلغ 8.8 مليون دولار أمريكي، في حين جاءت محافظة اللاذقية بالمرتبة الثالثة إذ استفاد 284 ألف شخص بمساعدة وصلت إلى 9.3 مليون دولار.
وضع خطير
في سوريا، يحتاج 16.7 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية، بزيادة قدرها 9% على عام 2023، وفق تقديرات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.
ويحتاج 80% من السكان السوريين إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية في عام 2024، وفقًا لإحصائية صدرت في 12 من شباط الماضي، عن برنامج الأغذية العالمي (WFP) حول أعداد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي سوريا.
ويعاني نحو 55% من السكان في سوريا أو 12.9 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي، منهم 3.1 مليون يعانون بشدة من انعدام الأمن الغذائي.
وذكر مكتب تنسيق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (OCHA)، أن التصعيد العسكري في مناطق شمال غربي سوريا أثّر بشكل كبير على إمكانية الوصول إلى خدمات التعليم لـ2.2 مليون طفل في سن المدرسة.
وأضاف أن 2.2 مليون طفل في سن المدرسة يقيمون شمال غربي سوريا، منهم مليون واحد على الأقل خارج المدرسة، لافتًا إلى أن الوضع مأساوي بشكل خاص في مخيمات النزوح.
ولا يوجد لدى 57% من الأطفال وصول إلى المدارس الابتدائية، و80% لا يوجد لديهم وصول إلى المدارس الثانوية، وفق تقرير صادر عن المكتب في 3 من تشرين الثاني 2023.
من جهتها ذكرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في 24 من كانون الثاني الماضي، أن نحو 2.4 مليون طفل خارج المدرسة في سوريا.