“الغناء للوطن” مع شرارة الثورة الأولى

  • 2016/03/18
  • 1:09 م

الزمان: 17 شباط 2011

المكان: مدخل سوق الحريقة الشهير وسط دمشق

الحدث: “مظاهرة شعبية” كسرت أهم المحرمات في عرف النظام السوري، والمتمثل بالتجمعات الشعبية، تطالب بمحاسبة شرطي مرور أهان مواطنًا، ونادى المتظاهرون لأول مرة منذ تولى البعث السلطة، “الشعب السوري ما بينذل”، مدفوعًا بعواطف عفوية ومشحونًا من أشقاء سبقوهم في ميادين التحرير في مصر واليمن وليبيا.

بعد شهر تقريبًا.. بدأت شرارة الثورة في درعا، وانطلقت إلى بقية أنحاء سوريا، وكان وقودها سوريون طالبوا بالحرية، وكانت المظاهرات الحاشدة وسيلتهم الأبرز للتعبير. تلك الاحتفاليات اليومية في ساحات البلدات والمدن السورية كانت بمثابة كرنفالات تضم مختلف أنواع الفنون، أبرزها الغناء والرسم والرقص.

شكلت المظاهرات في سوريا مزيجًا فنيًا متكاملًا أنتجه الشعب بعفوية، ليخلق منه حالة فنية لم تشهدها البلاد خلال أربعين عامًا، لا تشبه أي احتفال كرنفالي، ولا إرث شعبي. لقد كان إنتاجًا ثوريًا بامتياز، ساهم فيه الفنان مع المطرب والملحن والكاتب، والخطاط والرسام، ودخلتها الرقصات الشعبية، وحملت خطابًا سياسيًا، وتبنت مواقف أثرت على مجرى الأحداث، وأيدت تيارات وشخصيات، وأسقطت أخرى.

حناجر المنشدين قادت جموعًا من الناس، أنشدت لهم أغان ألفّت كلماتها من صميم مطالب الثورة الشعبية، ورددت الجموع الأناشيد، بمشاهد فنية امتزج فيها الغناء بالرقص الشعبي، على وقع هتافات “يلا إرحل يا بشار”.

ورافق الغناء، إبداع الرسامين في تلك المظاهرات، وكان لهم دور كبير، فبرز الكاريكاتير واحتل موقعًا مهمًا في اللافتات، واشترك في الرسومات خطاطون ومبدعون من الناشطين، الذين أغنوا المظاهرات بأفكار، لم تخل من الفكاهة والسخرية من كافة الأطراف، النظام والأمم المتحدة والمجتمع الدولي، وأيضًا بعض الفصائل المقاتلة وقادة المعارضة.

قاسم جاموس: الغناء للوطن.. أسمى الفنون

كان المغني قاسم الجاموس (صدى حوران) قبل الثورة يهم بالمشاركة في برنامج مواهب غنائية مشهور، عله يحقق حلمه في أن يصبح مغني عصره.

دخل إلى أروقة أحد الفنادق في دمشق لمقابلة لجنة التحكيم لكنه عدل عن الفكرة عند آخر لحظة، وقرر الانسحاب، وفور سؤاله عن سبب تراجعه، قال لأحد سائليه “القصة مو زابطة معي، أنا ما بغني ياي وهاي، في شي أسمى ممكن غنيله، هو الوطن”.

لم يكن الجاموس يعلم أن سوريا ستكون على موعد مع ثورة تتفجر فيها طاقات ومواهب فنية شابة تعطي للفن السوري بعدًا آخر، يقوم على حب الوطن والإيمان بقضية التحرر من الظلم وبناء بلد ديموقراطي تعددي. وقد كانت الثورة بسنواتها الخمس الماضية ملهمة لإنتاج أعمال فنية في مجالات عديدة، رغم ما تعرض له الموهوبون من تضييق وضغوط من الأطراف المتصارعة.

تابع قراءة ملف: الفن السوري في المناطق المحررة… أوركسترا بلا قائد.

“الغناء للوطن” مع شرارة الثورة الأولى.

فن الثورة السورية وموت “حارس البوابة”.

حركات فنية وأهازيج توحّد خطاب السوريين السياسي.

أغان ثورية وصلت شهرتها إلى العالمية.

– تحرر الأغنية الثورية من تزكية مخابرات النظام.

تطور فن الغناء من الفردي إلى الجماعي في المناطق المحررة.

بناء مسرح للأطفال في إدلب وتعليم الخط العربي.

دخول العسكرة والتشدد قيّدا فكر الثورة.. لكن لرسامي الكايكتير كلمة!

رسام حوران: الألم يولد فنًا وإبداعًا.

– مجلة أكرم رسلان.. تغطية أحداث الثورة برسوم الكاريكاتير.

فنانوا الغوطة يحوّلون أدوات الموت إلى تحفٍ فنيةٍ.

رسائل “ثورية” على جدران بنش.

غياب النخب والكوادر الفنية وشركات الإنتاج قيّد العمل الدرامي لصالح النظام.

محاولات فنية من لا شيء.. فرقة طريق الخبز.

“بقعة ضوء” الثوار.. كوميديا سوداء.

راديو فريش في إدلب تدخل تجربة الإنتاج المرئي.

وزارة الثقافة المؤقتة.. دور “معدوم” في تطوير الفن الثوري.

الفن وعلاج الأطفال.. حكايا من الداخل السوري.

يارا صبري: نحن بحاجة لمؤسسات وطنية تجمع الكوادر الفنية.

الفن السوري الكردي يرسخ هوية سوريا الجامعة.

الفن السوري والنزع الأخير.. صراع من أجل البقاء.

لقراءة الملف كاملًا: الفن السوري في المناطق المحررة.. أوركسترا بلا قائد.

مقالات متعلقة

تحقيقات

المزيد من تحقيقات