يستعد المستوطنون شمالي فلسطين المحتلة لـ”حرب طويلة” محتملة على الحدود مع جنوبي لبنان، حيث توجد قوات لـ”حزب الله” اللبناني.
وتأتي الاستعدادات التي أشار إليها تقرير نشرته وكالة “رويترز” اليوم، الثلاثاء 30 من نيسان، رغم توقعات بإبرام هدنة بين إسرائيل و”حماس” في غزة.
وسبق للحزب أن ربط ملفي الجنوب وغزة ببعضهما، معتبرًا أعماله القتالية ضد إسرائيل نصرة للملف الثاني، في حين تسربت أخبار جديدة عن محاولات جديدة للمبعوث الأمريكي إلى لبنان، آموس هوكشتاين، لإيجاد صيغة للتهدئة بين الطرفين.
استعدادات للحرب
وفق المعلومات التي أوردتها “رويترز”، فإن عملية عسكرية بين “حزب الله” وإسرائيل تعني دمارًا هائلًا لكليهما، مع محاولات الأخيرة التقدم لمسافة 10 كيلومترات في عمق لبنان.
وتتزايد الاحتمالات لاندلاع عمليات عسكرية أوسع نطاقًا من الجارية حاليًا، التي يعلن خلالها الطرفان بشكل يومي عن استهداف نقاط عسكرية للآخر.
بحسب “رويترز”، فإن التصعيد قد لا يكون مخططًا له بشكل مسبق، وقد يأتي لـ”نفاد صبر إسرائيل بما يخص عودة المستوطنين”.
وشهدت مدن وقرى الجنوب اللبناني اليوم غارات إسرائيلية طالت طريق كفركا واعديسة وعيتا الشعب وطيرحرفا، وفق ما أوردته “الوكالة الوطنية للإعلام” الحكومية اللبنانية.
وسبق أن هدد وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، بحرب واسعة النطاق، مشيرًا إلى “مقتل نصف قادة حزب الله” في الجنوب.
وسبق لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية أن نقلت عن مسؤول عسكري كبير لم تذكر اسمه، أن قلقًا يسود القادة الإسرائيليين بشأن قدرات الحزب على تحديد مكان الجنود.
وقتل منذ اندلاع الاشتباكات عقب عملية “طوفان الأقصى” في 7 من تشرين الأول وحتى 30 من نيسان الحالي، 344 لبنانيًا وأصيب 1359 شخصًا، وفق بيانات وزارة الصحة اللبنانية.
ووصل عدد النازحين إلى 92 ألفًا و621 نازحًا، وفق مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا).
باريس- واشنطن على خط التهدئة
وفي حين تستمر العمليات العسكرية والمخاوف من اتساع نطاقها، عادت فرنسا وأمريكا لمحاولة فرض التهدئة.
وقالت صحيفة “الأخبار” اللبنانية المقربة من “حزب الله” اليوم، الثلاثاء، إن المبعوث الأمريكي إلى لبنان، آموس هوكشتاين، أجرى اتصالات مع مسؤولين لبنانيين.
ووفق الصحيفة، فإن هوكشتاين يرى أن ملف الجنوب أصبح مرتبطًا بملف غزة، لكنه دعا للتفكير بآلية لـ”تخفيف التراشق العسكري”.
وجاءت الاتصالات الأمريكية- اللبنانية بعد يومين من زيارة وزير الخارجية الفرنسي، ستيفان سيجورنيه، إلى بيروت، في إطار جهود لمنع الوصول إلى حرب مباشرة بين “حزب الله” وإسرائيل.
واقترح سيجورنيه، منذ شباط الماضي، انسحاب “حزب الله” مسافة 10 كليومترات من الحدود مع إسرائيل، لتوقف الأخيرة ضرباتها على لبنان، وجرت مناقشة الاقتراح مع الولايات المتحدة.
لكن الواقع يترجم عدم تطبيق المقترح، إذ تصاعدت وتيرة الاستهدافات والتصعيد المتبادل بين الطرفين مؤخرًا، وتجلى ذلك بوضوح أكبر منذ مطلع نيسان، بعد قصف إسرائيل قنصلية إيران بدمشق، وتدميرها بالكامل، ما أدى إلى مقتل 13 شخصًا، بينهم سبعة إيرانيين، منهم قياديان في “الحرس الثوري”.
صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” نقلت عن سيجورنيه قوله قبل لقاء نظيره الإسرائيلي، إسرائيل كانتس، إنه نقل مناقشاته مع المسؤولين اللبنانيين للجانب الإسرائيلي.
وتركزت المحادثات على تنفيذ القرار الأممي “1701” ووقف العمليات العسكرية.