النظام يبحث عن غطاء سياسي جديد عبر “بريكس”

رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يحضرون مؤتمرًا صحفيًا في أثناء انعقاد قمة بريكس في جوهانسبرج- 24 من آب 2023 (رويترز)

camera iconرئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يحضرون مؤتمرًا صحفيًا في أثناء انعقاد قمة بريكس في جوهانسبرج- 24 من آب 2023 (رويترز)

tag icon ع ع ع

قبل أيام، تحدث السفير السوري لدى روسيا، بشار الجعفري، عن أن دمشق تدرس بجدية فكرة الانضمام إلى مجموعة “بريكس”، في الوقت الذي اعتبر فيه نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، أن اهتمام سوريا بالانضمام إلى المجموعة، يشير إلى دور “بريكس” المتزايد.

الجعفري قال لوكالة الأنباء الروسية (تاس)، في 24 من نيسان الحالي، على هامش الاجتماع الدولي الـ12 للممثلين الأعلى للقضايا الأمنية، إن الانضمام إلى “بريكس” مدرج على جدول أعمال دمشق.

من جانبه، قال ريابكوف حول أولويات رئاسة بلاده لدول “بريكس”، “لا يسعنا إلا أن نرحب باهتمام سوريا بالتقارب مع بريكس”، معتبرًا أنها إشارة مهمة أخرى إلى زيادة الثقل الدولي للمجموعة، بحسب ما نقلته “تاس”.

مجموعة “بريكس” هي تكتل من الدول أُسست عام 2006، وتوسعت لأول مرة في عام 2011، عندما انضمت جنوب إفريقيا إلى الدول المؤسسة الأربع، وهي البرازيل وروسيا والهند والصين، وتهدف إلى زيادة العلاقات الاقتصادية بين الدول الأعضاء بالعملات المحلية.

وتعتبر المجموعة من بين أكبر اقتصادات النمو في العالم، إذ تمثل الدول الأعضاء أكثر من 40% من سكان العالم، وحوالي ربع الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وتعتزم عدة دول أخرى الانضمام إلى الكتلة الاقتصادية، في حين رفضت دول أخرى دعوات الانضمام.

عن ماذا يبحث النظام

الحديث عن انضمام النظام السوري إلى مجموعة “بريكس” ليس الأول من نوعه، إذ سبق وقال وزير المالية السوري، كنان ياغي، لوكالة “سبوتنيك” الروسية، في 15 من حزيران 2023، إن بلاده تنوي التقدم بطلب الانضمام إلى دول “بريكس”، ومنظمة “شنغهاي” للتعاون.

وفي عام 2016، أبدت حكومة النظام رغبتها بالانضمام إلى “منظمة شنغهاي للتعاون”، إذ قال الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون المنظمة، باختيار حكيموف، إن “عدة دول بينها سوريا ومصر طلبتا الانضمام لمجموعة التعاون”.

وتضم المنظمة دولًا تحتفظ بعلاقات قوية مع النظام وعلى رأسها روسيا والصين.

الباحث المساعد في مركز “جسور للدراسات” عبد العظيم المغربل، قال لعنب بلدي، إن تودد النظام لمجموعة “بريكس” ليس جديدًا، إنما هو قائم ومستمر منذ بدء سريان العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة وأوروبا عليه.

وأضاف أن النظام يبحث في “بريكس” عن عدة أمور، على رأسها الحصول على الغطاء السياسي، ومحاولة التطبيع المستقبلي مع الدول الأعضاء بشكل رئيس، وبالتالي دفع باقي الدول للاعتراف بشرعيته.

المغربل يرى أن خطوة النظام هادفة لإيجاد وسائل جديدة للالتفات على العقوبات الغربية المستمرة عليه من قبل مجموعة “الدول السبع” من خلال دول الأعضاء في “بريكس” التي تحاول أن تجعل من نفسها قوة اقتصادية نقدية ومالية في مواجهة “السبع”.

هل ينضم فعلًا؟

خلال تعليق نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، على حديث الجعفري حول الانضمام لـ”بريكس” قال إن طلبات الانضمام قُدمت كتابيًا وشفهيًا، بما في ذلك على المستوى الرفيع، واصفًا تصريح بشار الجعفري بأنه إشارة “رئيسة ورسمية”.

ورغم أن ريابكوف أبدى تأييده للخطوة، وترحيبه بالنظام ضمن المجموعة، لم يذكر الخطوات التالية، أو فيما إذا كان الطلب مقبولًا فعلًا.

يعتقد المغربل أنه على الرغم من رغبة “بريكس” من توسيع نطاق عملها وعدد أعضائها، ووجود الكثير من الدول التي تحاول دخول المجموعة، لا يعتبر دخول النظام لها بالأمر السهل.

وأضاف أن النظام غير محقق للشروط المطلوبة لدخول “بريكس”، وهو أول عائق أمام قبوله في المجموعة.

ويرى الباحث المساعد في مركز “جسور للدراسات” أن عدم قدرة النظام على تقديم إضافة لدول الأعضاء سوى تجارته في المخدرات، تسكل مانعًا إضافيًا، لكن يبقى هناك إمكانية له في الدخول في حال عملت روسيا والصين بشكل رئيس على إقناع الأعضاء الآخرين.

وينظر المغربل إلى انضمام النظام للمجموعة على أنه قد يعطيه شرعية سياسية وبالتالي تعزيز عملية تعويمه دوليًا، لكنه لن يفيد بالدول الأعضاء في المجموعة، أو المجموعة نفسها.

شروط الانضمام لـ”بريكس”

عبر موقعها الرسمي، أشارت مجموعة “بريكس” إلى حزمة من البنود اعتبرت أنها من الضروري أن تتوفر بأي دولة جديدة ترغب بالانضمام لها، أولها أن تكون هذه الدولة “نامية، وذات طابع إقليمي واستراتيجي عالمي”.

واشترطت أيضًا التوافق مع القيم والمبادئ التأسيسية للمجموعة بما في ذلك “روح التضامن والمساواة والاحترام المتبادل والتفاهم والانفتاح وتبادل المنفعة والتوافق”.

وأن يكون للدولة الراغبة بالانضمام علاقات دبلوماسية ودية مع جميع الدول الأعضاء في “بريكس”، كما يجب أن يكون هناك عقوبات مفروضة عليها من قبل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

وتصنف “بريكس” الدول الراغبة بالانضمام في ثلاثة مستويات، الأولى “الدولة المهتمة” وهي تلك التي تنقل رسميًا رغبتها في أن تصبح عضوًا في المجموعة.

وتسمى الدولة الراغبة بالانضمام ضمن تصنيف “عضو محتمل” عندما يوصي وزراء خارجية “بريكس” للنظر في طلبها من قبل رؤساء المجموعة.

وينتقل تصنيف الطلب ليصبح “دولة عضوًا مدعوة” عندما يعلن رئيس المجموعة عن إجماع قادة “بريكس” على الدول التي ستوجه لها الدعوة، وفي حال التوافق تعتبر الدولة عضوًا في المجموعة بعد المرور بالإجراءات المذكورة.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة