أسعار حفاظات الأطفال في رأس العين تدفع نحو بدائل ضارة
عنب بلدي – رأس العين
يعاني أهالي مدينة رأس العين، شمال غربي الحسكة، من ارتفاع كبير في أسعار “فوط الأطفال” (الحفاظات)، دفع بعضهم إلى استخدام قطع القماش كبديل عنها، ما أدى بدوره إلى انتشار الأمراض الجلدية لدى الأطفال من حساسية والتهابات.
حصلت عنب بلدي على قائمة بأسعار حفاظات الأطفال في رأس العين أهمها من نوع “بامبرز”، ويأتي في علب مغلفة تضم 30 قطعة عالية الجودة، بسعر 75 ألف ليرة سورية، أما النوعية التركية فهي 30 قطعة جاهزة داخل علبة بسعر 65 ألف ليرة سورية، نوعيتها جيدة، وتأتي الحفاظات التجارية أيضًا في علبة من 30 قطعة، سعرها 50 ألف ليرة سورية.
وبالنسبة للحفاظات غير المعلبة التي تباع بالكيلوغرام، فتتراوح أنواعها بين الجيدة بسعر 40 ألف ليرة للكيلوغرام، والمتوسطة الجودة بسعر 37 ألف ليرة، وهي مجهولة المصدر والنوعية.
الشراء بالقطعة
يواجه سكان مدينة رأس العين، البالغ عددهم حوالي 115 ألف نسمة، تحديات اقتصادية صعبة، تتمثل بصعوبات في مجال الزراعة وتصريف المحاصيل، بالإضافة إلى نقص في فرص العمل وضعف الأجور، ونتيجة لهذه التحديات، اضطروا لتقليل استهلاك العديد من الحاجيات الأساسية، بما في ذلك حفاظات الأطفال التي تعد ضرورية لصحة الطفل.
مها زين الدين، مهجرة من دمشق قالت لعنب بلدي، إنها لم تتوقع أن تصل إلى هذا الوضع المادي الصعب، وأوضحت أنها اضطرت إلى تخفيض كمية حفاظات الأطفال التي يستخدمها طفلها إلى أقل من النصف بسبب ارتفاع أسعارها.
وأضافت أنها كانت تستخدم الحفاظة مرة واحدة، لكنها اضطرت لغسلها وتجفيفها وإعادة استخدامها، مشيرة إلى احتمالية التسبب بحساسية وتهيج في جلد الطفل، فاضطرت للاستدانة من أخيها لشراء كمية كافية ريثما يجد زوجها عملًا ويسدد دينه.
كما اشتكى فيصل العزيز، أحد المقيمين في رأس العين، من ارتفاع أسعار حفاظات الأطفال التي لا تتناسب مع دخله، فالرجل يعتمد الزراعة لتأمين قوت عائلته، ولا تتجاوز أجور يوم العمل 40 ألف ليرة سورية.
وقال فيصل إنه كان يشتري سابقًا كيلوغرامين من الحفاظات أسبوعيًا لطفله، لكنه حاليًا يشتري نحو قطعتين في اليوم، بسبب غلاء الأسعار، موضحًا أن الأم تضع لطفلها طبقة من القماش داخل الحفاظة لحمايتها من التلف السريع، واستخدامها مرة ثانية.
من جانبها، قالت مروى الجاسم لعنب بلدي، إنها استغنت عن استخدام ابنها للحفاظات الجاهزة منذ سنتين، بسبب الظروف المادية السيئة لعائلتها، موضحة أنها تعتمد بشكل رئيس على استخدام قطع قماش ناعمة ولفها بنوع من النايلون وقطع من المحارم الجافة للحفاظ عليها لفترة أطول.
مروى أم لطفلين، تجد نفسها مضطرة لاستخدام هذه الحيل التقليدية بسبب مصاريف الأطفال الكبيرة من حليب وحفاظات، ورغم ظهور تحسس جلدي لدى طفليها في البداية، فإنهما اعتادا عليها لاحقًا، أضافت الأم.
الدولار يحدد السعر
كالمنتجات والسلع الأخرى، تتأثر أسعار الحفاظات بقيمة الليرة السورية أمام الدولار الأمريكي، إذ أوضح علي حردان، وهو صاحب محل لبيع المنظمات ومستلزمات الأطفال، أن أسعار الحفاظات ارتفعت نتيجة استيرادها مباشرة من تركيا، كما أن ارتفاع تكاليف إيصالها من معبر تل أبيض إلى مدينة رأس العين أدى إلى ارتفاع أسعارها بشكل كبير.
وأضاف علي حردان لعنب بلدي، أنهم يشترون حفاظات الأطفال بالدولار حصرًا من تركيا، لتباع لاحقًا بالليرة السورية، ما جعل المشتري يلاحظ فارقًا كبيرًا في الأسعار، لا سيما بالنسبة لـ”الفوط” المستوردة، مع وجود حالة تراجع في الإقبال على الشراء، إذ كان يبيع يوميًا نحو 250 كيلوغرامًا انخفضت لاحقًا إلى ما لا يتجاوز 100 كيلوغرام.
تقع رأس العين وتل أبيض بمحاذاة الحدود التركية، ويسيطر عليهما “الجيش الوطني”، وتحيط بهما جبهات القتال مع “قسد”، وتعتبر الحدود التركية منفذها الوحيد نحو الخارج.
وتعد الزراعة إلى جانب تربية المواشي من المهن الأساسية التي يعمل بها غالبية سكان منطقة رأس العين والمناطق الشمالية والشمالية الشرقية في سوريا، وهي تشكّل مصدرًا رئيسًا للدخل في هذه المناطق.
وتتراوح أجور المياومة في رأس العين بين 30 ألفًا و40 ألف ليرة سورية (ما يقارب دولارين ونصفًا)، وتختلف حسب عدد ساعات العمل ونوعية المهنة، سواء كانت زراعية أو إنشاءات.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :