عنب بلدي – حسن إبراهيم
وصلت منافسات دوري أبطال آسيا لكرة القدم إلى مرحلة الكشف عن البطل، بعد تأهل العين الإماراتي إلى النهائي على حساب الهلال السعودي، لملاقاة يوكوهاما الياباني الذي وصل بدوره بعد الفوز على أولسان الكوري الجنوبي.
ومن المقرر أن يلتقي الفريقان بحسم اللقب، في 11 من أيار المقبل، على أرض نادي يوكوهاما ذهابًا، وفي 25 من الشهر نفسه، على أرض نادي العين إيابًا.
ويحلم فريق العين بتحقيق اللقب الثاني له بعد الفوز به عام 2003، بينما يبحث يوكوهاما عن لقبه الأول بعد أن خسر نهائي نسخة عام 1990 أمام لياونينغ الصيني.
العين يبحث عن لقبه الثاني
أقصى نادي العين الإماراتي نظيره الهلال السعودي من نصف نهائي البطولة، ويحجز مقعده في النهائي، بفوزه ذهابًا بأربعة أهداف لهدفين، وخسارته ذهابًا بهدفين لهدف بمجموع خمسة أهداف مقابل أربعة.
ويحمل العين لقب الأبطال نسخة عام 2003، وفاز حينها على بوليس تيرو التايلندي بهدفين لهدف، وتعد هذه المرة الرابعة التي يصل فيها إلى النهائي، وكان أحدث وصول له إلى النهائي عام 2016.
ويبحث لاعب العين الهداف المغربي سفيان رحيمي عن تسجيل هدفين للوصول إلى الرقم القياسي البالغ 13 هدفًا، والمسجّل باسم البرازيليين موريكي لاعب غوانزو الصيني عام 2013، وأدريانو لاعب سيؤول الكوري الجنوبي عام 2016، والجزائري بغداد بونجاح لاعب السد القطري عام 2018.
ونجح رحيمي في تسجيل ثلاثة أهداف خلال مباراة الذهاب ضد الهلال، وبات أول لاعب يسجل “هاتريك” للعين في دوري أبطال آسيا منذ 2013، وكانت كذلك أول ثلاثية يستقبلها الهلال من لاعب واحد في البطولة منذ العام نفسه.
من جانبه، حجز يوكوهاما مقعده في النهائي بعد الفوز على أولسان الكوري الجنوبي بركلات الترجيح بخمسة أهداف مقابل أربعة، بعد التعادل بثلاثة أهداف لمثلها في مجموع مباراتي الذهاب والإياب.
النسخة الـ42
تعد البطولة الحالية النسخة الـ42 من بطولة آسيا لكرة القدم، والنسخة الـ21 تحت مسمى دوري أبطال آسيا.
انطلقت البطولة عام 1967 بمسمى بطولة الأندية الآسيوية، ومنذ 1967 حتى 2002، كانت تُلعب في أدوارها الأولى بنظام خروج المغلوب، وفي أدوارها النهائية بنظام التجمع والاستضافة ما عدا بعض المواسم، وأقيمت المباراة النهائية بنظام الذهاب والإياب، وكان يشارك فيها بطل الدوري لكل دولة فقط.
وسيطرت الفرق الإسرائيلية على النسخ الأولى من البطولة، نتيجة رفض الأندية العربية اللعب ضدها، ما أوصلها نحو الألقاب خلال سنوات 1967 و1970 و1971، بينما فاز فريق تاج طهران الهندي ببطولة عام 1969.
وألغيت البطولة عام 1972، بسبب رفض الأندية العربية الالتزام باللعب مع الفرق الإسرائيلية، وتوقفت بعد ذلك، حتى عادت عام 1985، بعد أن انسحبت إسرائيل من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم وانضمت إلى الاتحاد الأوروبي.
واستمرت البطولة الآسيوية تُلعب سنويًا حتى عام 2002، ثم تحولت إلى دوري أبطال آسيا في 2003، بعد أن أجرى الاتحاد الآسيوي تعديلات واسعة على مسابقات الأندية، ومنها إلغاء بطولة كأس الكؤوس الآسيوية وبطولة كأس السوبر الآسيوي واستحداث كأس الاتحاد الآسيوي.
الهلال زعيم آسيا
ينفرد فريق الهلال السعودي ولقبه “الزعيم” بصدارة الفائزين بدوري أبطال آسيا برصيد أربعة ألقاب، يليه فريق بوهانج ستيلرز الكوري الجنوبي، وأوراوا الياباني بثلاثة ألقاب لكل منهما.
وحقق 11 فريقًا اللقب مرتين، هي الاتحاد السعودي، والسد القطري، واستقلال الإيراني، وثلاثة فرق من كوريا الجنوبية (سيونغنام، جيونبوك، سوون سامسونج)، وجوانزو الصيني، وفارمرز التايلاندي، ومكابي تل أبيب الإسرائيلي.
وفاز 11 فريقًا باللقب مرة واحدة، هي العين الإماراتي، وباس طهران الإيراني، وهبوعيل تل أبيب الإسرائيلي، ولياونينج الصيني، وبوسان بارك وأولسان هيونداي من كوريا الجنوبية، وويسترن سيدني واندريرز الأسترالي، وخمسة أندية يابانية (جوبيلو أواتا، جيف يونايتد شيبا، طوكيو فيردي، جامبا أوساكا، كاشيما).
وعلى مستوى الدول، تتصدر كوريا الجنوبية القائمة بحصول أنديتها على 12 لقبًا، ثم اليابان بسبعة ألقاب، وثالثًا السعودية بستة ألقاب، ورابعًا إيران وإسرائيل بثلاثة ألقاب لكل منهما.
وكانت أحدث نسخة (موسم 2022-2023) من نصيب فريق أوراوا دايموندز الياباني، وحاز لقب البطولة للمرة الثالثة في تاريخه بعد فوزه في المباراة النهائية على الهلال السعودي بهدفين لهدف في مجموع مباراتي النهائي (ذهابًا وإيابًا).
الكرامة.. علامة سورية فارقة في آسيا
يعد نادي الكرامة الفريق السوري الوحيد الذي ترك بصمة على مستوى دوري أبطال آسيا، حين وصل إلى نهائي البطولة موسم 2005-2006، وخسر حينها النهائي أمام نادي جيونبوك الكوري، وسجل حضوره تواليًا حتى موسم 2008-2009.
وضم الكرامة خلال تلك الفترة أسماء لا يزال تأثيرها وذكرها حاضرًا في أذهان السوريين، منها المدرب محمد قويض (أبو شاكر)، وجهاد الحسين وحسان عباس وعاطف جنيات، وفهد عودة، ومهند إبراهيم، ومصعب بلحوس، وجهاد قصاب، وعبد القادر رفاعي، وإياد مندو، وحيان الحموي.
وتراجعت كرة القدم السورية في السنوات الماضية، ولم تستطع تحقيق أي لقب، وسط تخبطات على المستوى الإداري والفني، كما تعتبر الرياضة في سوريا بعيدة عن أولويات النظام السوري، التي يوظفها لتأكيد حضوره خارجيًا، وسط اتهامات بـ”الفساد والواسطة” للمنظومة الرياضية في سوريا.
وغابت الكرة السورية عن دوري أبطال آسيا، كما تراجع الحضور على مستوى البطولة الثانية كأس الاتحاد الآسيوي، إذ انخفضت حصة الأندية السورية من مقعد ونصف في مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي في موسم 2023-2024، إلى مقعد غير مباشر عن طريق خوض مباراة ملحق في دوري التحدي الآسيوي (ACGL)، بعد قرار صدر عن الاتحاد الآسيوي.
ويفرض اتحاد الكرة في سوريا عقوبات وغرامات مالية على الأندية حتى باتت حالة عامة، وصارت حوادث الشغب والتعدي سواء من اللاعبين أو الجمهور ظاهرة منتشرة في معظم المنافسات والبطولات.